النجاح الإخباري - شهدت مناطق التماس في الضفة الغربية مواجهات شعبية مع جنود الاحتلال، في إطار الدعوات الفلسطينية للتصعيد رفضا للاستيطان واعتداءات المستوطنين، وعمليات المداهمة والاعتقال التي ينفذها جيش الاحتلال. ووصلت العديد من المسيرات الشعبية إلى الحواجز العسكرية والمناطق المهددة بالمصادرة.
واندلعت المواجهات في منطقة «جبل الريسان» قرب مدينة رام الله، حيث وصلت الى هناك جموع كبيرة من المواطنين من قرى قريبة، احتجاجا على مصادرة الاحتلال مساحات واسعة من أراضي ثلاث قرى، بهدف شق طريق جديد للمستوطنين. وأطلق جنود الاحتلال النار والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات.
يذكر أن قوات الاحتلال اعتدت على مسيرة قرية نعلين الأسبوعية السلمية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري، التي انطلقت أمس دعما لرئاسة فلسطين لمجموعة الـ77 + الصين، وإحياء لذكرى الشهداء صلاح خلف وهايل عبد الحميد وفخري العمري، حيث وصل المشاركون الى منطقة الجدار الفاصل، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء.

إصابات في نعلين

وقال عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في نعلين محمد عميرة، إن عدة إصابات وقعت في صفوف المشاركين، جراء الاعتداء عليهم من قبل جنود الاحتلال بقنابل الغاز.
وفي سياق الاعتداءات الاستيطانية، اقتلع مستوطنون فجر أمس 20 شجرة زيتون، من قرية المغير شرق رام الله. وقال سكان من البلدة، إن رعاة الأغنام اكتشفوا تقطيع أشجار الزيتون خلال عملهم أمس، في المنطقة القريبة من معسكر «جبعيت» الاحتلالي، الذي يقطنه مستوطن، مدعوم من الجيش ويقوم بأعمال عربدة مستمرة تحت حمايته، ويعتدي على المراعي والرعاة باستمرار.
وهذا ليس الاعتداء الأول الذي تتعرض له القرية المهددة أراضيها بالمصادرة لصالح مشاريع استيطانية، كونها أحدى القرى التي تقع على خطوط التماس، وقطع المستوطنون الكثير من أشجارها، وحرقوا الكثير من محاصيلها الزراعية، وخربوا الكثير من الممتلكات.

مواجهات في كفر قدوم

كما شهدت بلدة كفر قدوم قضاء مدينة قلقيلية شمال غرب الضفة الغربية، مسيرة شعبية أخرى، رفضا لإغلاق الاحتلال الشارع الرئيس للبلدة منذ عدة أعوام، ورفضا للاستيطان، تخللها قيام جنود الاحتلال بالاعتداء على المشاركين.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية قد دعت الى اعتبار يوم أمس الجمعة يوما لـ «التصعيد الميداني» في كافة مناطق الاحتكاك والتماس مع الاحتلال ومستوطنيه، رفضا لانتهاكاته وممارساته بحق الشعب الفلسطيني، ودعت لأوسع مشاركة في المسيرات الشعبية.
واستبقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فعاليات أمس، وقامت في ساعات الفجر، بتفجير منزل عائلة الأسير الجريح خليل يوسف الجبارين، الواقع في بلدة يطا جنوب مدينة الخليل.
وذكرت مصادر من البلدة، ان قوات الاحتلال معززة بوحدة هندسة المتفجرات وجرافة عسكرية وحفار، اقتحمت منطقة الحيلة في بلدة يطا، بعد ان اغلقت الطرق والمفارق الرئيسية المؤدية للمنطقة، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.
وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب جبور، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الأسير جبارين، المكون من طابقين، ودفعت بالقاطنين فيه إلى العراء في البرد القارس، وشرعت بعمل ثقوب في الدور الثاني للمنزل، وزراعة المواد المتفجرة  ودمرت هذا الدور الذي يؤوي 12 فردا من العائلة.
والأسير جبارين يبلغ من العمر 16 عاما، واعتقلته قوات الاحتلال قبل أربعة أشهر، بعد إصابته بالرصاص في قدمه ويده، وتتهمه إسرائيل بقتل مستوطن وإصابة أخر عند مفرق «عتصيون» الاستيطاني شمال الخليل.
وكان الاحتلال قد افرج عن شقيق الاسير جبارين، إيهاب البالغ من العمر 15 عاما أول من أمس، بعد اعتقاله على معبر شمعة جنوب الخليل قبل عدة شهور.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال يوم أمس فلسطينيا خلال مداهمات طالت مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية وسط مواجهات واسعة. وقالت مصادر محلية من المخيم، إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة، ما أدى إلى وقوع عدة حالات اختناق في صفوف السكان الآمنين داخل منازلهم.
وداهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في قرية دير غزالة شرق مدينة جنين، وكثفت من وجودها العسكري ونصب الحواجز في القرية. وقالت مصادر إن قوات الاحتلال داهمت المنزل بعد تحطيم أبوابه، كما شنت حملة تمشيط واسعة في القرية.
ومع نهاية الاقتحامات الأسبوعية التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون لباحات المسجد الأقصى، التي تتوقف يومي الجمعة والسبت فقط، ذكر تقرير إحصائي أن الأسبوع الماضي، شهد قيام 268 مستوطناً بتنفيذ اقتحامات بحماية من شرطة الاحتلال الخاصة، التي شهد أحدها قيام أفراد الشرطة بمحاصرة مسجد قبة الصخرة، واقتحام المصليين المرواني والقبلي، وسط مواجهات اندلعت في المكان، قام خلالها جنود الاحتلال بالاعتداء على المصلين.
وكانت الهيئات الاسلامية في القدس، قد أكدت أن سلطات الاحتلال استغلت الوضع الإقليمي العربي والإسلامي، واستعانت بالقرار الأمريكي كي تغير من الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.