القدس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تزداد جرائم الاحتلال الإسرائيلي يوماً بعد آخر داخل مدينة القدس المحتلة، لا سيما في المسجد الأقصى والأماكن الدينية والمقدسات، في إطار تهويد المدينة التي تحمل طابعاً عربياً إسلامياً، خصوصاً بعد الإجراءات الأمريكية المعلنة بنقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلان ترامب المشؤم بأنها عاصمة للإسرائيليين.

إعلان ترامب أعطى الضوء الأخضر لـ"إسرائيل" لشن عدوانها اليومي على القدس والأقصى بطريقة همجية غير مسبوقة، فمن اقتحامات للأماكن الدينية إلى عمليات استيطانية إلى اعتداءات وضرب واعتقالات طالت قيادات مقدسية، وآخرها كان اليوم محاصرة قبة الصخرة المشرفة من قبل مستوطنين متشددين متطرفين بحراسة أمنية مشددة.

مسؤولون وخبراء وصفواً ما حصل اليوم بالمسجد الأقصى تصعيد خطير وغير مسبوق من قبل الإسرائيليين، مشددين على أن ما جرى هو تمهيداً لسلسلة مشاريع وأهداف تحاول "إسرائيل" فعلها خلال الأيام القادمة في القدس والأقصى.

وكانت القوات الإسرائيلية، قد فرضت اليوم الاثنين، حصارا على المصلين في مسجد قبة الصخرة، في وقت سمحت فيه لعشرات المستوطنين باقتحام ساحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، تحت حراسة أمنية مشددة.

وبدأ التوتر بعدما منع حراس مسجد الصخرة أحد عناصر الأمن الإسرائيلي من اقتحام المسجد، مرتديا قلنسوة، واضطروا إلى إغلاق أبواب المسجد بعد إصرار القوات الإسرائيلية على اقتحام المكان.

سابقة خطيرة

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وزير شؤون القدس، عدنان الحسيني قال:" إن اقتحام ودخول مستوطنين متطرفين داخل قبة الصخة المشرفة سابقة خطيرة، تهدد الوجود الإسلامي في المدينة المقدسة، واصفاً ما حصل بالقدس باليوم الأليم.

وأكد الحسيني في حديث لـ"النجاح الاخباري" أن هذه الإجراءات لا بد من أن تواجه بإجراءات أقوى منها من قبل الكل الفلسطيني، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن القيادة ستتخذ إجراءاتها بما حصل اليوم في القدس.

كما أرجع أن ما يجري في الأقصى من اعتداءات يومية للمستوطنين وبحراسة أمنية من قبل قوات الاحتلال وغيرها من الجرائم المتزايدة بحق المدينة المقدسة، بفعل الإجراءات الأمريكية والرئيس دونالد ترامب خصوصاً بعد نقله السفارة وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

وشدد وزير القدس على أن ترامب بعد هذه الإجراءات أعطى الضوء الأخضر للاحتلال ومستوطنيه بأن يقعلوا ما يحلوا لهم في القدس والمسجد الأقصى، مؤكداً أن الإسرائيليين يفعلون ما يريدون في القدس باعتبار أنها عاصمة لهم ولا يريدون الوجود الفلسطيني والإسلامي والمسيحي حتى بها.

وأفاد بأن الاعتداءات الإسرائيلية بالقدس والأقصى تذاع وتنشر على مسمع ومرآي الجميع، فهناك قنصليات وسفارات ومكاتب حقوق الانسان بالقدس، مستدركاً "لكن لا أحد فيهم يتحرك للجم العدوان الإسرائيلي على القدس"، مؤكداً أن أهل القدس هم الوحيدون الآن من يدافعون عنها رغم كل التنغيصات عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأنهم قادرون على لجم العدوان الإسرائيلي، على حد قوله.

واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب على مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، خلال تقدمه المسيرة الاحتجاجية بمحيط مسجد قبة الصخرة في الأقصى، لفك الحصار عن المتواجدين داخله.

وأفادت المصادر بأن حالة التوتر والغليان امتدت من الأقصى إلى شوارع وحارات البلدة القديمة وأسواقها، وسط نداءات بالتوجه إلى باحاته للدفاع عنه، وعن المحاصرين، بداخل مسجد قبة الصخرة.

بسط سيطرته بالكامل

من جهته، أكد خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري أن الاعتداءات على المسجد الأقصى قديمة حديثة، مستدركاً "لكن ما حصل اليوم من محاصرة المصلين في قبة الصخرة تصعيد خطير لم يتحمله أي مسلم".

وأفاد صبري في حديث لـ"النجاح الاخباري" أن الاحتلال يهدف من تصاعد وتير الاعتداءات والاقتحامات في المسجد الأقصى من بسط سيطرته بالكامل، مضيفاً "هو لا يريد أي وجود إسلامي داخل المدينة المقدسة، ويريد إفراغ المسلمين من الأقصى وقبة الصخرة".

وتابع "ما حصل اليوم لأنه يريد تخويف الناس والمصلين، ولكن برأيي نحن سنقف بالمرصاد لكل الجرائم الإسرائيلية وجرائم مستوطنيه بحقنا".

وذكر خطيب المسجد الأقصى أنهم يتوقعون الأخطر خلال الأيام القادمة من تصعيد إسرائيل بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، لافتاً إلى أن العرب والمسلمين وسكاتهم عما يحصل أعطى الضوء الأخضر لتمادي الاحتلال بجرائمه بحق المدينة المقدسة.

وكانت حركة فتح إقليم القدس دعت اليوم جماهير شعبنا في القدس وكل من يتمكن من الوصول للمسجد الأقصى للتواجد في باحاته، من أجل التصدي لمحاولات الاحتلال اقتحام مسجد قبة الصخرة، بعد محاصرة المصلين فيه.

وأضافت الحركة في بيان صدر عنها اليوم الاثنين، أن المسجد الأقصى يتعرض لعدوان غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال، وعمليات الاقتحام والاعتداء على المصلين وعلى رأسهم مدير المسجد الأقصى والطواقم العاملة في المسجد وسدنته أصبحت لا تطاق.

جريمة كبيرة

في السياق ذاته، يرى الخبير القانوني، د.حنا عيسى أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن ما فعلته سلطات الاحتلال اليوم داخل المسجد الأقصى جريمة كبيرة، مشدداً على ضرورة محاسبة إسرائيل عليها.

وقال عيسى لـ"النجاح الاخباري": إن ما حصل اليوم بالأقصى اعتداء مباشر على الأماكن الدينية، وهذه جريمة ارتكبتها سلطات الاحتلال وترتكبها يوميا بهدف تهويد المسجد الأقصى وهدمه لإقامة ما يسمى بهيكل سلميان المزعوم".

وأضاف ما ارتكبته سلطات الاحتلال اليوم يعتبر من كبار جرائم الحرب كما نصت عليه المادة الثامنة من ميثاق روما لسنة 1998"، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تقيم وزناً للرأي العالمي ولا للأمم المتحدة ومجلس الامن.

واعتبر عيسى أن إسرائيل فوق القانون الدولي وخارج الشرعية الدولية وتتصرف بإرادة انفرادية، ولا يستطيع أحد في معاقبتها، مرجعاً السبب في ذلك حمايتها في مجلس الامن من قبل أمريكا.

ولفت إلى أن المقدسيين فقط هو من يتصدوا للعدوان الإسرائيلي وهم الوحيدون في هذه المعركة، مشدداً على أنه إذا بقي الوضع على حاله فإن القدس لن يبقى فيها شيء، حسب وصفه.

وتابع أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات: " لا بد ان تكون هناك استراتيجية ومرجعية موحدة للقدس للحفاظ على ما تبقى فيها وحماية المقدسات، خلاف ذلك لم يبق لنا كفلسطينيين ولا شيء فيها".

الجدير بالذكر أن حكومة الوفاق الوطني، طالبت الحكومات العربية والإسلامية والعالم بالانتصار لفلسطين وعاصمتها القدس العربية المحتلة، عبر التحرك الجدي لدى كافة المحافل الدولية، والعمل على وقف الاعتداءات الاحتلالية على المقدسات الاسلامية والمسيحية وعاصمتنا مدينة القدس ومحاسبة المعتدين.

وقال الحكومة في بيان لها، إن الاعتداء الوحشي على إمام المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني ومحاصرة قوات الاحتلال مسجد قبة الصخرة المشرفة، يقع في دائرة جرائم حكومة الاحتلال الاسرائيلي بحق القدس والمقدسات.

واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مساء الاثنين، خمسة من حراس المسجد الأقصى، وهم احمد ابو عليا، لؤي ابو السعد، فادي عليان، يحيى شحادة، عوض السلايمة.