نابلس - النجاح الإخباري - قال رئيس الوزراء  رامي الحمد الله: إن المجتمع الدولي مطالب بتوحيد مواقفه وحماية ما تبقى من مصداقيته وجديته في إنقاذ حل الدولتين، ولجم إسرائيل، ومنعها من الاستمرار في حرمان المؤمنين من شعبنا والملايين من الحجاج والسياح من الوصول إلى القدس وبيت لحم والصلاة في رحابهما.

وأضاف رئيس الوزراء خلال مشاركته اليوم الاثنين، في حفل  أقامته كنائس رام الله لمناسبة اعياد الميلاد المجيدة وذكرى الانطلاقة، بحضور محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ووزير الأوقاف يوسف دعيس، ووزير الصحة جواد عواد، ووزيرة الاقتصاد عبير عودة، ووزيرة السياحة رولا معايعة، وعدد من الشخصيات الدينية والرسمية والاعتبارية، "على العالم أن يدرك أن إحلال السلام والأمن والانتصار لمبادئ حقوق الإنسان التي يتغنى بها، لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتواصلة جغرافيا، والقدس عاصمتها الأبدية. لن نقبل بغير أو أقل من ذلك، ولن نقبل بتقويض مكانة مؤسساتنا وانجازاتها في بسط الأمن والاستقرار وجرنا إلى مربع العنف والفوضى".

وتابع الحمد الله: "في الوقت الذي نطالب العالم بإنصاف شعبنا والانتصار لمعاناته الانسانية المستمرة منذ عقود، فنحن ملزمون بالعمل على تحقيق الوحدة والمصالحة، وتغليب المصلحة الوطنية، لقد أصبح لزاما على حماس إنهاء تفردها بالسلطة في قطاع غزة، لتكريس وحدتنا وتحصين مشروعنا الوطني، ولنواجه مجتمعين متآلفين كافة التحديات المصيرية التي تعصف بنا".

وقال: "بكثير من الفرح، ألتقي بكم في مناسبة أخرى نجدد بها وحدتنا وتكاتفنا وتآخينا، وإنه لمن دواعي اعتزازي، أن اجتمع بهذا الحضور الملهم من رجال الدين المسيحي والإسلامي وممثلي القوى والعمل الوطني، في وقت لا تزال تحتشد فينا فرحة الأعياد المجيدة التي تمر بفلسطين كل عام، تاركة فينا المزيد من الإصرار على الوحدة والصمود، والارتباط بالأرض والهوية والتاريخ".

وأردف الحمد الله: "أحمل لكم تهاني الرئيس محمود عباس وسائر أعضاء الحكومة والشعب الفلسطيني، لجميع الطوائف المسيحية ومسيحيي العالم أجمع، فالأعياد المجيدة، هي رسالة فلسطين إلى العالم، رسالة بقائنا وثباتنا وتلاحمنا لصون أرضنا المباركة، وحماية تاريخنا المديد والممتد من التعايش والتسامح والرحمة".

واستطرد، "في الوقت الذي نستحضر فيه أسباب وضرورة وحدتنا لنبقى جزءا أصيلا من العالم الحضاري المتنور الذي يحارب وينبذ صور التمييز والتطرف والإقصاء، فإن إسرائيل، لا تزال تجنح نحو المزيد من العنصرية، وتتوسع في استيطانها العسكري، وتواصل بقوانينها وممارساتها، حربها ضد أسرانا البواسل، وتستبيح أرضنا وتحولها إلى مشاع لعملياتها العسكرية، وإلى معازل وكنتونات، في محاولة لاقتلاع هويتنا وتدمير التواصل الجغرافي في الضفة الغربية، بما فيها القدس، عبر مئات الحواجز والمستعمرات والجدران، ووصلت بها العنصرية إلى افتتاح طريق جديد للأبرتهايد شرق القدس المحتلة، للمزيد من عزلها وفصلها عن محيطها، والذي يشكل انتهاكا مدويا لكافة القوانين الدولية والإنسانية، بل ويجسد طبيعة ممارسات وسياسات إسرائيل القائمة جميعها على التمييز والاقتلاع وإلغاء الآخر".

واستدرك الحمد الله: "من وسط هذه الصعاب، حرصنا على أن ينهض عملنا الحكومي، ليواجه انخفاض المساعدات الخارجية ويتصدى للتحديات ويلبي الاحتياجات، ونجحت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها، بحراكها الدبلوماسي، من وضع المجتمع الدولي عند مسؤولياته، وانتزعت أكثر من تسعة عشر قرارا أمميا لصالح فلسطين وبإجماع دولي، خلال العام الماضي وحده".

وقال: "إن المطلوب الآن، هو توافر إرادة دولية جمعية لإعمال هذه القرارات، والتصدي للمواقف الأميركية. فشعبنا لن يتنازل عن حقوقه التاريخية، مهما تعاظمت غطرسة القوة التي تمارسها الإدارة الأمريكية أو تمادى الاحتلال في استفزازه وجبروته".

وتابع: "من القيم السامية التي جسدها رسول المحبة سيدنا عيسى عليه السلام، ومن إنجازات شعبنا، ومن تاريخ أرضنا المباركة، نستمد التزامنا الكامل والمطلق بتكريس الاعتدال والتوازن والتعددية، وترسيخ  كافة صور الاحترام المتبادل. هذا هو إرثنا وتراثنا، والوحدة والمحبة التي تتآلف عليها قلوبنا في الأعياد وفي كل يوم، هي الضمانة الوحيدة لإفشال كافة المؤامرات، وحماية أرضنا وهويتها التي من أجلها ضحى شهداؤنا الأبرار ويناضل أسرانا البواسل".

واختتم رئيس الوزراء كلمته: "ستبقى أسوار القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وبلدتها القديمة، ومساجدنا وكنائسنا وكافة مؤسساتنا الوطنية، حامية التعددية ودليلا على إرادة الأمل والحياة المتقدة فينا ومبعث الأمل بحتمية الانتصار والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي. لن نتراجع عما حققناه، وسنعمل لتحقيق آمالنا وتطلعاتنا المشروعة في الحرية والاستقلال".