نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - تبقى القضية الفلسطينية الأكثر سخونة في الشرق الأوسط رغم حالة الضبابية التي تعصف بالمنطقة على وقع  حالة الانجماد والصقيع الناجمة عن العاصفة الماطرة.

وعلى ضوء جولة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الاخيرة والتي شملت القاهرة وبدأت في عمان يتكرس الشعور لدى المراقبين بأن الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الى الأردن لا تنفك عن جولة بومبيو أيضا.

أبوبيدر: قضية فلسطين تتجاوز كل العناوين

وفي هذا الصدد، أكد الكاتب والمحلل السياسي الأردني جهاد أبوبيدر ان زياره الرئيس عبدالفتاح السيسي ولقائه جلاله الملك عبدالله تأتي ضمن اطار تطورات ستشهدها المنطقه هذا العام وتحديدا القضيه الفلسطينيه او ما يسمى "صفقه القرن".

وقال أبو بيدر لـ"النجاح الإخباري" الاثنين أن القمة المصرية الأردنية تتجاوز العناوين الاعلاميه المعتاده في اللقاءات الرسميه بين الزعماء العرب ومناقشة المواضيع الثنائيه التي تخدم الطرفين من قبيل التعاون الثنائي وقضيه الغاز المصري و"مكافحه الارهاب" وهي عناوين فرعية في مقابل العنوان الرئيسي "القضيه الفلسطينيه والتطورات في منطقه الشرق الاوسط".

ورأى أبو بيدر ان الزياره تهدف لتبادل الرؤى حول الموقف العربي من التوجهات الامريكيه والإسرائيلية في الحلول المطروحه.

ورجح أبو بيدر أن يشمل التنسيق الأردني المصري الرئيس محمود عباس في وقت لاحق.

أبو رمان: لتسوية قضايا جدلية في المنطقة

وتعتبر زيارة الرئيس السيسي في هذا التوقيت مهمة كونها الزيارة الثانية له والاولى منذ قمة البحر الميت.

وقال الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو رمان  لـ"النجاح الإخباري" إن "تحركا على مستوى عال" يستمر في المنطقة ويحاك أمر ما في الخفاء".

وشدد أبو رمان على أن تحرك الرئيس السيسي تجاه الأردن ينذر بوجود تسوية على قضايا جدلية في المنطقة مثل "صفقة القرن" و"الخلاف الخليجي" و"الدور الإيراني" في اليمن وسوريا وسحب القوات الأمريكية، بالإضافة للعديد من الملفات الاقتصادية المهمة.

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والأردن 587 مليون دولار.

وتربط غاليية القراءات بين زيارة السيسي لعمان ورغبته في التشاور مع القيادة الاردنية بخصوص الافكار التي حملها معه إلى المنطقة وزير الخارجية الامريكي مؤخرا خصوصا فيما يخص بشروحات واشنطن لأسباب وخلفيات الانسحاب العسكري الامريكي من سورية.

وتفصيلا لما سبق أشار الكاتب الصحفي والمحلل في جريدة الأنباط الأردنية بلال العبويني الى أن زيارة الرئيس السيسي تهدف الى بحث عدد من الملفات منها :الملف الفلسطيني وما يرتبط بها من المصالحة الوطنية والهدنة وملف تحريك مسار المفاوضات وما له علاقة بما يقال عن "صفقة القرن".وفي هذا الصدد يشير العبويني الى الاعتقاد السائد وهو أنها (زيارة السيسي) تأتي في إطار بحث الملف السوري والتطورات التي طرأت عليه مؤخرا من عودة العرب لفتح السفارات وإعلان ترامب بسحب القوات الأمريكية.

ولم يعزل العبويني القمة المصرية الأردنية عن النقاش الدائر حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد التطورات الأخيرة.

 لافتا الى البيان الرسمي بعد الزيارة أمس والذي تطرق ايضا الى أن ملف الطاقة وتحديدا الغاز المصري من ناحية زيادة كميات الغاز التي تضخها مصر للأردن كان مطروحا كذلك على طاولة الزعيمين.

تنسيق مستمر لملء الفراغ  

وفي 25 سبتمبر الماضي التقى الرئيس السيسي بالملك عبدالله الثاني، على هامش الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وقد أكد الزعيمان أن بلادهم تؤيد إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

وفي 23 مايو ، استقبل الرئيس السيسي الملك عبد الله الثاني في القاهرة ، وتناول العلاقات الثنائية ، إلى جانب القضايا الفلسطينية.

وتأتي زيارة السيسي بعد ثلاثة أيام من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لمصر، تناول خلالها القضية الفلسطينية، كما تأتي بعد أيام من اجتماعه مع الرئيس محمود عباس في 10 يناير وحينها صرح  السيسي إن مصر ستواصل جهودها مع الأطراف الفلسطينية للوصول إلى المصالحة ، وستعمل على التغلب على جميع الصعوبات التي تعترض سبيل المصالحة والوحدة الفلسطينية.