نابلس - النجاح الإخباري -

نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها، اليوم الأحد، جُملة من الحقائق اليومية التي تعيشها أسيرات معتقل "الدامون"، والتي توضح حجم الانتهاكات والخروقات التي يتعرضن لها بشكل يومي، والتي تُخالف بشكل صريح كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الانسان.     

طبيعة معتقل "الدامون"

يقع سجن "الدامون" شمالي فلسطين على سفوح جبل الكرمل بمدينة حيفا، وأُقيم هذا السجن منذ زمن الانتداب البريطاني كمستودع للدخان، وبعد عام 1948 وضعت اسرائيل يدها على المبنى وحولته الى سجن، حيث أن البنية التحتية للسجن رديئة وسيئة جداً وكان هناك أمر بإغلاقه لأنه لا يصلح للعيش به، ولكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى وازدياد أعداد المعتقلين الفلسطينيين، أعادت إسرائيل فتحه وهو يستوعب حالياُ 500 أسير أغلبهم معتقلين على خلفية الدخول لأراضي الداخل المحتل بطريقة غير قانونية، وهناك قسم للأسيرات يضم حوالي 53 أسيرة.

أوضاع الأسيرات عقب نقلهن إلى معتقل "الدامون"

في شهر نوفمبر عام 2018 تم ضم الأسيرات السياسيات اللواتي يقبعن في سجن "الشارون" الى أسيرات الدامون ليصبح معتقل "الدامون" يضم جميع الأسيرات السياسيات.

قُبيل نقل الأسيرات من سجن "الشارون" لـ"لدامون"، تم نقل أسيرات سجن الدامون من قسمهن، وكُن يقبعن بقسم 6 وتم نقلهن الى قسم 3، كما تم نقل أسيرات الشارون إلى ذات القسم، وقد جرى نقل أسيرات "الشارون" على 6 دفعات.

وكان القسم بحاجة لتجهيز من قبل الأسيرات، وحاولت إدارة سجن "الدامون" توزيع الأسيرات على غرف القسم وفقاً لما تراه إدارة المعتقل، ولكن الأسيرات  خاضوا نضالا ضد قرار إدارة السجن وطالبن أن يخترن بأنفسهن توزيع الغرف، لذلك وكخطوة احتجاجية اعتصمن في الساحة ورفضن الدخول للغرف، وبعد تدخل ممثلة الأسيرات والمفاوضات مع الإدارة سُمح لهن بالأشراف على ترتيبات وتوزيع الغرف.

يوجد حاليا 53 أسيرة في سجن "الدامون"، يتغير عددهن حسب الاعتقالات الجديدة أو الافراج عنهن بعد انتهاء فترة حكمهن، من بين الأسيرات القابعات في المعتقل: أسيرة قاصرة، ونائب في المجلس التشريعي، وثماني أسيرات جريحات أُصبن وقت اعتقالهن، والعديد من الأسيرات المريضات، و22 أسيرة أُم منهن زوجات وأمهات شهداء وأسرى بالسجون، و19 أسيرة موقوفة، وأسيرتان قيد الاعتقال الاداري، و3 أسيرات من قطاع غزة محرومات من زيارة ذويهن، علما أن الأحكام التي صدرت بحق الأسيرات وصل أقصاها لـ 16 عاماً.

وتُحتجز الأسيرات الفلسطينيات في قسم يحتوي على 13 غرفة، في كل غرفة توجد ما بين 4-8 أسيرات، وهناك غرفة عزل مع كاميرات، ويوجد غرفة تُستخدم كصف لتعليم للقاصرات ويتم فتحها يوم بالأسبوع فقط، وطالبت الأسيرات باستخدام هذا الصف وفتحه يومياً للتعليم والجلسات الثقافية، وأن يكون به مكتبة وغرفة قراءة لجميع الأسيرات، ولكن للآن لم يسمح لهن بذلك، ونجحت الأسيرات بتخصيص غرفة للقاصرات وأخرى للأسيرة الجريحة إسراء جعابيص نظراً لخصوصية حالتها حيث ترافقها عادة الأسيرة عائشة الأفغاني لتساعدها بمتطلباتها اليومية.

وأرضية الغرف من الباطون، بدون بلاط وهي باردة جداً في فصل الشتاء، غالبية الغرف سيئة التهوية، مليئة بالرطوبة والحشرات حيث أن البناء قديم جداً، جزء كبير من الخزائن صدئة نتيجة الرطوبة، ولا يوجد كراس بالغرف، وإدارة السجن تمنع الأسيرات تغطية الأرضية بالبطانيات لكي يجلسن عليها، وفي الأوقات التي لا يوجد بها عد أو تفتيش تضع الأسيرات البطانيات على الأرض ويجلسن عليها، وعندما تدخل إدارة السجن للعد أو التفتيش سرعان ما تزيلها لكي لا  يتم معاقبتهن، وفي كل غرفة يوجد إبريق تسخين الماء، وبلاطة طبخ كهربائية وتلفزيون وراديو، وفي كل غرفة يوجد مرحاض ولكن لا يوجد حمام .

وتعاني الأٍسيرات من عدم توفر ظروف الأمان للأسيرات داخل الغرف، حيث أن الأسرة مرتفعة وعالية فهي مكونة من طابقين، مما أدى سابقاً لوقوع عدد من الأسيرات واصابتهن بكسور، أما عن المياه في القسم: فالأسيرات يعتمدن على شراء مياه معدنية على حسابهن الخاص من دكان السجن " الكنتينة"، ويُسمح لكل عائلة أسيرة ادخال كتابين في الشهر، لكن بشرط أن تحصل الأسيرة مسبقاً على تصريح لاستلام الكتب وأن تعيد كتابين كانا في حوزتها.

ساحة السجن أو ما تسمى "الفورة":

يوجد كاميرتان في ساحة القسم، وتتم مراقبة الأسيرات من قبل سجانين، وهذا يمنعهم من القيام بتمارين رياضية كالركض بشكل حر، ويمنعهن أيضاً من التعرض لأشعة الشمس، خاصة أن أغلبية الأسيرات محجبات، ولا يُسمح للأسيرات بالتجمع في مجموعات في الساحة، وتقضي الأسيرات حوالي 4 ساعات في الساحة، يُقتطع منها وقت الاستحمام، ووقت زيارة المدير، ووقت زيارة المحامين، علما أن الساحة بلا سقف، وبالتالي فإن الأسيرات لا تغادر الغرف عند هطول المطر.

الحمامات

الحمامات موجودة خارج الغرف، لذلك تُحرم الأسيرات من الاستحمام بشكل حر وعند الحاجة، ولا يُسمح للأسيرات بالاستحمام إلا خلال ساعات الفورة، وتُجبر الأسيرة على السير من غرفتها عبر الساحة ما يُشكل لهن احراج وصعوبة، خاصة في أجواء الطقس الباردة، والكارثة الكبرى خلال وقت الدورة الشهرية،  واذا احتاجت الأسيرة أن تستحم بالليل، فإنها ببساطة لا تستطيع بسبب وجود الحمامات خارج الغرف وبسبب تحديد وقت الاستحمام فقط بساعات الفورة ولذلك يتوجب عليها الانتظار لوقت فورة الصباح، ما يُعرض صحة الأسيرات للخطر خاصة خلال موسم الشتاء.

ظروف التعليم

تُمنع الأسيرات من حيازة مواد تعليمية، ومؤخراً جرى تفتيش للغرف، وتم ايجاد ورقة تحتوي على مواد تعليمية تمت مصادرتها، وقال السجانون للأسيرات بأن جميع المواد التعليمية ممنوعة، ولا يوجد مكتبة عند الأسيرات، وحتى الآن لم يتم استلام الكتب التي تم احضارها مع أسيرات الشارون وعددها حوالي 800 كتاب، والمشكلة أيضاً في حال استلامها لا يوجد مكان لوضعها، والصف الذي تم فتحه  تم تخصيصه فقط لتعليم القاصرات وهو صغير ولا يوجد به نافذة، ويُسمح فقط للقاصرات بالتعلم فيه وذلك عند حضور معلمة من قبل الإدارة ليوم واحد بالأسبوع ويتم إغلاقه مباشرة بعد انتهاء دوامها، ولا يُسمح لأحد باستعماله بعدها.

العلاج الطبي:

هناك بيروقراطية بالنسبة لطلب ادخال أطباء مختصين من الخارج، حيث أن الأمر يستغرق وقتا طويلا لاستصدار اذن للدخول، ومماطلة بالتحويل للمستشفيات، واجراء العمليات كحالة الأسيرة المصابة إسراء الجعابيص، وهي بحاجة لبدلة للحروق وأيضاً اجراء عملية لفصل الأصابع وعمليات تجميلية لان وجها مشوه نتيجة اصابتها وقت الاعتقال، وبشكل عام هناك مماطلة بإجراء الفحوصات وتشخيص الأمراض، الأمر الذي يؤدي الى تدهور الوضع الصحي للأسيرات. 

المواد التي يتم توزيعها من قبل الادارة:

فيما يخص المواد التي يتم توزيعها من قبل إدارة "الدامون"، فلا يوجد قائمة محددة وواضحة بشكل شهري، وتفتقر القائمة بشكل دائم للفوط النسائية، ووفقاً للتعليمات يجب توفيرها من قبل الإدارة للأسيرات الموقوفات، وخلال تواجدهم بسجن الشارون كان يتم تزوديهم بها وللأسيرات المحكومات ايضاً، أما بسجن "الدامون" فلا يتم تزويدها للأسيرات المحكومات، أما عن الأسيرة اسراء جعابيص فإنه بسبب اصابتها وتلاصق أصابع يديها ، فإنها لا تستطيع استخدام الفوط الصحية الموجودة بدكان السجن " الكنتينة"، وانما فقط  الفوط الصحية التي تتوفر عند الإدارة، ما يجعل الأمر حاجة ملحة للأسيرة المصابة اسراء جعابيص.

أوضاع الأسيرات الموقوفات :

الأسيرة التي تُعتقل ولا تكون بمراكز التحقيق يتم نقلها بين معابر "المسكوبية" و"الرملة" و"الشارون" وزجها بظروف قاسية وصعبة ولا يتم احضارها إلى سجن "الدامون" إلا بعد حوالي شهر من اعتقالها، وفي كثير من الأحيان يتم احتجازهن بظروف عزل واوضاع معيشية قاسية، كحالة الأسيرة افتكار كميل(زكارنة) فعلى الرغم من عدم استجوابها بمركز تحقيق، غير أنه تم نقلها لسجن "الرملة"  وزجها بظروف عزل غاية في الصعوبة وبرد قارس لمدة شهر، والزهرة القاصر صابرين سند التي تم احضارها بعد 10 أيام للدامون والتي خضعت لذات الظروف.

ظروف  نقل الأسيرات للمحاكم  عبر "البوسطة":

عند نقل الأسيرات يتم تقييدهن، وفي كثير من الأحيان تكون القيود شديدة ومحكمة، كما أن معاملتهن تخضع لمزاج قوات النقل والتي تسمى قوات النحشون، وهناك مشكلة عند الأسيرات اللواتي يتم محاكمتهن بمحكمة سالم العسكرية ومحكمة اللد وذلك بسبب احتجازهن بمعابر "الجلمة" و"الشارون" و"الرملة" بظروف سيئة وقاسية، عدا عن أن المدة  تستغرق 3 أيام بالبوسطة وهي بمثابة رحلة عذاب ومعاناة شديدة للأسيرات، وتم تحقيق انجاز جديد فيما يخص نقل الأسيرات، نتيجة مفاوضات وتقديم شكاوي عديدة  حول نقل الأسيرات اللواتي يتم محاكمتهن بمحكمة القدس وبئر السبع،  حيث أنه بالسابق كان يتم نقلهن قبل يوم من المحكمة وتبقى الأسيرة  بالمعبر حوالي 3 أيام بظروف عزل قاسية جداً مما يزيد من معانتهن، ولكن اليوم نجحت الأسيرات بتحصيل انجاز وهو نقل الأسيرات لمحاكم القدس وبئر السبع

زيارات الأهل:

تُقدم طلبات أسبوعية وعند كل زيارة  لممثلة الأسيرات في القسم، بشأن موضوع ادخال الملابس والكتب، وصور الأطفال، الأمر الذي يستنفد وقت ممثلة الأسيرات حيث تنشغل أسبوعياً بتقديم طلبات لـ 53 أسيرة، فيما يخص أسيرات غزة فهن  محرومات من زيارة عائلاتهن، بسبب الحصار على غزة وبعد تقديم شكاوي عدة مرات من قبل هيئة شؤون الأسرى والمحررين تم السماح لهن باجراء مكالمات هاتفية للعائلة  كل عدة اشهر مرة، وتكون المكالمات عادة بوجود الإدارة ومسجلة ومدتها حوالي 45 دقيقة.

ظروف زيارة المحامين:

هناك غرفة واحدة معدة لزيارة المحامي وهي صغيرة جداً، ولا يُسمح للمحامي بزيارة أكثر من 3 أسيرات خلال الزيارة الواحدة.

الاعتقال الإداري،  ومن بين الأسيرات السياسيات الفلسطينيات اللواتي قيد الاعتقال الإداري:

الأسيرة خالدة جرار، من مدينة رام الله، اعتقلت في 2تموز/ يوليو 2017، وقد أصدر الضابط العسكري أمر اعتقال إداري بحقها لستة أشهر, وتم تمديد أمر الاعتقال الإداري وتجديده بشكل مستمر، وكان التمديد الأول بتاريخ 27.12.2017 لمدة 6 شهور، والتمديد الثاني بـ 26.6.2018  لمدة 4 شهور، والتمديد الثالث بـ  25.10.2018 لمدة 4 شهور، وتنتهي مدة أمر الاعتقال الاداري بتاريخ 28-2-2019.

أما الأسيرة فداء دعمس من بيت أمر، وهي طالبة جرى اعتقالها بتاريخ 29 أيار/ مايو 2018 وحُكم عليها بالسجن لمدة 95 يوما، وفي اليوم المحدد للإفراج عنها  صدر بحقها أمر اعتقال اداري لستة أشهر، وينتهي بتاريخ 15-2-2019