وكالات - النجاح الإخباري - بثت شبكة سي بي إس الأمريكية مقابلة، أجرتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووصفتها بأنها "المقابلة التي لا ترغب الحكومة المصرية في إذاعتها".

وكانت الشبكة الأمريكية قد بثت منذ أيام عدة مقتطفات من اللقاء وعلقت قائلة إنها أجرت الحوار مع السيسي أثناء زيارته لمدينة نيويورك آواخر سبتمبر/أيلول الماضي، ولكنها فوجئت بعد وقت قصير من إجراء الحوار بإبلاغهم من قبل السفير المصري عدم رغبة الحكومة المصرية بإذاعته.

لكن الشبكة الإخبارية قررت إذاعة الحوار الأحد.

واستهل مذيع الحلقة، سكوت بيلي، بمقدمة قال فيها إن الولايات المتحدة تقدم مساعدات لمصر أكثر من أي دولة أخرى في العالم عدا إسرائيل، مضيفا في الوقت ذاته أن هذه المساعدات تذهب إلى نظام متهم بارتكاب "أسوأ انتهاكات في تاريخ مصر الحديث".

وعدد مقدم البرنامج الاتهامات الموجهة للسيسي قائلا إن "معارضي السيسي معتقلون بالآلاف كما أنه قضى على حرية التعبير وقتلت قواته الأمنية المتظاهرين".

وقال بيلي إنه من المعروف أن السيسي لا يجري مقابلات لذا فقد فاجأ الشبكة الأمريكية بالموافقة على إجراء اللقاء ولكنه فوجئ بالأسئلة التي وجهناها له.

ثم قدم البرنامج معلومات عن أحد المعتقلين السابقين في السجون المصرية ويدعى محمد سلطان، ووصفته الشبكة بأنه مواطن أمريكي حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة نشر أخبار كاذبة.

يذكر أن السلطات المصرية أفرجت عن سلطان، وهو نجل قيادي في جماعة الإخوان المسلمين، في مايو / ايار 2015، بعد تدخل الإدارة الأمريكية إثر تدهور حالته الصحية في السجن، وتنازله عن الجنسية المصرية.

"تعاون كبير وتنسيق جيد"

ثم وجه مذيع الحلقة سؤالا إلى السيسي بشأن المعتقلين السياسيين في مصر، ونفى السيسي في إجابته تقارير المنظمات الحقوقية بشأن وجود نحو 60 ألف معتقل سياسي في مصر، قائلا: "لا أعرف من أين أتوا بمثل هذه الأرقام، نحن لا يوجد لدينا معتقلون سياسيون. عندما تكون هناك أقلية تحاول أن تفرض أيديولوجيتها المتطرفة، فيجب أن نتعامل معها بغض النظر عن عددهم".

وقال السيسي ردا على سؤال حول ما إذا كانت علاقة بلاده بإسرائيل في أفضل حالاتها: "هذا صحيح... بالفعل هناك تعاون كبير بيننا".

وأضاف "قواتنا الجوية تحتاج أحيانا دخول الأجواء الإسرائيلية، ولذلك فهناك تنسيق جيد".

وتساءل مقدم البرنامج عن السبب وراء عدم القضاء على المتشددين في سيناء رغم تلقي مصر مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة مليار ونصف دولار، فأجاب السيسي بسؤال قائلا "ولماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان طوال 17 عاما أنفقت فيها تريليون دولار أمريكي".

وحول الاحتجاجات في يونيو عام 2013 ضد حكم الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، قال السيسي إن "الشعب المصري رفض هذا الحكم الديني المتشدد، فمن حق الشعب أن يختار شكل الحكومة التي تحكمه".

"اعتصام رابعة"

ونفى السيسي أن تكون الحكومة قد أعلنت جماعة الاخوان تنظيما إرهابيا لأنها تقود المعارضة السياسية، موضحا أن بلاده تتعامل مع تيار إسلام سياسي متشدد.

وحول وصفه بالديكتاتور، سخر السيسي من السؤال مجيبا "لا أعلم مع من تحدثت، ولكن ثلاثين مليون مصري نزلوا إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للنظام الحاكم في هذا الوقت، كان يجب علينا أن نستجيب لرغبتهم، وكان أيضا من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات لضمان استعادة الاستقرار بعد ذلك".

وأوضحت الشبكة في برنامجها أن الإجراءات التي تحدث عنها السيسي تضمنت ما وصفته بـ"مذبحة رابعة" التي قتل فيها 800 شخص على الأقل من أنصار جماعة الاخوان والرئيس مرسي.

ورفض الرئيس المصري الإجابة عند سؤاله عما إذا كان قد أمر بفض اعتصام رابعة بالقوة فقال "هل تسمح لي بأن أسالكم: هل تتابعون الوضع جيدا في مصر، ظَلّ آلاف المسلحين في الشارع أكثر من أربعين يوما، وحاولنا إتباع كل الوسائل السلمية لتفريقهم، ولكن أنت تتعامل مع تقارير منظمات حقوق الإنسان وكأنها حقيقة مُسلّم بها، وهذا خطأ، فالشرطة حاولت فتح ممرات آمنة لضمان عودة المواطنين سالمين إلى منازلهم".