غزة - النجاح الإخباري - التوصيف الأفضل لما تفعله اسرائيل هو أنها تسخر من المسيحيين في غزة في أعيادهم وقد اعتدت متابعة الأمر منذ سنوات وكيف تتعامل معهم اسرائيل فهم يبدأون منذ بداية شهر ديسمبر التحضير للسفر الى مدينة بيت لحم للانضمام لاحتفالات الميلاد،  كل العائلات تبدأ بترتيب نفسها وأعمالها وتحتفظ باجازتها السنوية لتسافر الى بيت لحم لقضاء العيد والعطلة.

في كل مرة يتقدمون بطلب تصاريح وتبدأ لعبة شد الأعصاب التي يحترفها الاسرائيلي وهو ينكل بهذا الشعب مسلميه ومسيحييه تظل العائلات المسيحية مشدودة أعصابها انتظاراً للتصاريح والانتقائية الاسرائيلية التي تبدو كما اليانصيب وفي كل مرة تصاب العائلات بخيبة أمل تتكرر كل عام فالعائلة تتقدم بطلب تصريح لجميع أفرادها لكن الاسرائيلي يصدر لنصف العدد أو مثلاً لا يصدر تصريحاً لطفل في العائلة وهكذا تتعطل الرحلة وتتبخر كل الأحلام بقضاء العيد.

لا يسافر حينها الا البعض القليل من يغامر أن يذهب الى بيت لحم بنصف عائلة أو نصف فرحة تاركاً حزن بقية أفراد العائلة وفي هذا لا أحد يسائل اسرائيل ما الذي تفعله؟ ولماذا تفعل هذا؟ وكيف تمنع المسيحيين من أداء شعائرهم وصلواتهم في كنيستهم التي ولد فيها نبيههم .

أمام العالم اسرائيل تقول أنها أصدرت تصاريح وهذا صحيح وربما تصدر عدداً كبيراً ولكن هل يمكن لعائلة أن تسافر دون ابنها الذي يبلغ تسعة أعوام والذي لم يسمح له المرور عبر حاجز ايرز بحجة الفحص الأمني فأين تترك الأسرة ابنها؟.

حجة اسرائيل بعدم اصدار بعض التصاريح مرفوضة وتكذبها الوقائع فلم يبرز أي خطر أمني بأي يوم من المسيحيين هنا في القطاع فهم وطنيون بعيدون عن العمل المسلح وأجهزة الفصائل العسكرية حتى لم ينخرطوا في الأجهزة الأمنية للسلطة الوطنية واختاروا وظائف مدنية واسرائيل ليست غبية ولا تدير سياسة بعشوائية بل تخضع كل المعطيات للدراسات وتتخذ القرار وفي حالة المسيحيين هنا في القطاع يفترض ألا يتم منع أي منهم ارتباطاً بوقائع التاريخ.

في كل مرة يتكرر قتل البهجة وفي كل مرة تفعل اسرائيل بهم نفس الشيء،  أرى حسرة البعض منهم في العيد وحجم الحزن في عيونهم وكلماتهم لأن ما تفعله دولة الاحتلال هو منع غير مباشر للجميع إلا من رحم ربي وهي تعرف ماذا تفعل.

الأمر بحاجة الى حل لأن الأمر يعاد تكراره ويفترض فضح اسرائيل على المستوى الدولي وأن يتم رفع شكوى لمجلس الكنائس العالمي وللفاتيكان لأن لها قاصداً رسولياً في تل أبيب وهناك سفير اسرائيلي في الفاتيكان وهي الدولة المسئولة عن رعاية شئون المسيحيين في العالم فلماذا لا تجد حلاً لهم في غزة ؟ ولماذا تقبل هذا الفعل الممنهج والمهين إلا اذا كان الأمر مثل كل الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ويصمت عليها المجتمع الدولي لأنها تتعلق بالدولة التي تحظى بالحماية والرعاية الكاملة ومحصنة حتى من الانتقاد.

أم نبيل سيدة حصل كل أفراد عائلتها على تصريح باستثنائها فلم يستطيعوا السفر والأهم أن الأسر هنا تستغل التصريح لترى امتداداتها في الضفة الغربية وهي فرصة نادرة،  لكن الأسرة لم تستطيع السفر دون الوالدة وطبيب آخر حصلت أسرته على تصريح بدونه وعائلة ثالثة حصلت جميعها على تصاريح باستثناء ابنها وعمره أحد عشر عاماً لأنه يخضع للفحص الأمني هذا ما تفعله اسرائيل.

هنا أمر محزن ولماذا تمارس اسرائيل هذه السياسة؟ هل تريد ألا يهاجر المسيحيون من غزة؟ لذا لا تسمح بسفر الأسرة كلها بالمغادرة؟ التاريخ أيضاً يؤكد العكس لأن العائلات التي غادرت غزة دون رجعة مرت عبر حاجز ايرز لكن في الأمر ما يعكس سادية وتمييز ديني بحاجة الى حل لا أعرف ان كان بامكان السلطة والحكومة أن تتدخل وتضع هذا الملف أم أن الأمر بحاجة الى الفاتيكان وبكل الظروف هنا قضية تتكرر سنوياً على يد اسرائيل .