نابلس - النجاح الإخباري - أطلقت الحكومة الصينية مؤخرا، هوائي سري بالغ الضخامة، تبلغ مساحته نحو مرّة ونصف مساحة هونغ كونغ، بعد أن استغرق بناؤه 13 عاما، ويُفترض أن يُستخدم لأغراض كثيرة، أهمها عسكرية.  

وتسبب الكشف عن مشروع الهوائي أو المعروف باسم النظام الكهرومغناطيسي اللاسلكي "ويم"، بمخاوف من أن تكون الإشعاعات التي ستنجم عنه مسببة للسرطان.

وتم بناء "ويم" على رقعة مساحتها 3700 كم مربع، ويسمح المشروع للغواصات في المياه العميقة بالاتصال مع مركز قيادة الهوائي، دون الحاجة لأن تطفو إلى سطح الماء.

وقالت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" نقلًا عن باحثين، إن المشروع أصبح أخيرا جاهزا لإصدار موجات راديو تعرف باسم موجات "إلف" ذات تردد منخفض للغاية، يتراوح ما بين 0.1 إلى 300 هيرتز.

وأشارت أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، كانت قد حذّرت من إمكانية أن تكون تلك الموجات مسرطنة للإنسان.

وقال علماء إن إشارات الهوائي يمكن استقبالها من قبل غواصة تتموضع تحت سطح البحر بمئات الأمتار، وبالتالي تقلل من خطورة اضطرار الغواصة للطفو على السطح لاستقبال الإشارات.

ولم يتم الكشف عن الموقع الدقيق للمنشأة، لكن المعلومات المتوفرة في المجلات البحثية الصينية تشير إلى أنها تقع في منطقة هوازهونغ، وهي منطقة وسط الصين تضم مقاطعات هوبي وخنان وهونان، وهي موطن لأكثر من 230 مليون شخص، وفق المصدر ذاته.

وقال بعض الباحثين إن السرية كانت لتجنب إثارة القلق العام، بصرف النظر عن الحاجة إلى حماية الأصول الاستراتيجية الهامة.

بدوره، قال الباحث بمعهد الجيولوجيا بإدارة الزلازل في الصين، تشن شياوبين، والذي كان يعمل في المشروع، إنه لا يعرف موقعه بالضبط لأن هذه المعلومات تحتاج إلى موافقة أمنية على مستوى عال.

وأضاف أن "هذه المنشأة سيكون لديها استخدامات عسكرية هامة إذا ما اندلعت حرب".

وحول تفاصيل المشروع، قالت الصحيفة إن هيكل السطح الرئيسي للهوائي عبارة عن زوج متقاطع من خطوط إمداد الطاقة عالية الجهد، يمتدان من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب على أبراج شبكية فولاذية، بعرض 60 كم وطول يتراوح من 80 إلى 100 كم.

وعند نهاية كل خط من خطي الطاقة يتم مد سلك نحاسي سميك تحت الأرض من خلال حفرة عميقة، وتقوم محطتان لتوليد للطاقة بتوليد تيارات قوية وكهربة الأرض بضربات بطيئة ومتكررة، وتحويلها إلى مصدر نشط للإشعاع الكهرومغناطيسي.

وبحسب علماء المشروع، فإن ترددات الراديو للهوائي لن تخترق الغلاف الجوي فحسب، بل ستتمكن أيضًا من عبور القشرة الأرضية، ضمن نطاق يصل إلى 3500 كم.

ويمكن لأي مستقبِل حساس داخل هذا النطاق، والذي هو تقريباً المسافة بين الصين وسنغافورة أو غوام، التقاط تلك الإشارات.

يشار أنه في تقرير مكون من 500 صفحة يتم تحديثه باستمرار منذ عام 2007، وثقت منظمة الصحة العالمية عددًا كبيرًا من التحقيقات الأكاديمية التي تربط بين الإشعاع "إلف" ومجموعة من الأمراض تشمل الأوهام والحرمان من النوم والتوتر والاكتئاب وأورام الثدي والدماغ والإجهاض والانتحار، وفق الصحيفة الصينية.