نابلس - النجاح الإخباري - كشف أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أن الهدف من الاتصالات الجارية بين روسيا وحركة حماس هو المصالحة مع حركة فتح وعودتها للشرعية الفلسطينية.

وفي هذا السياق رأى المحلل السياسي طلال عوكل، في حديث لـ "النجاح الإخباري" أنَّه من المبكّر أن تلعب روسيا دورًا في عملية السلام المقبلة.

ورأى عوكل أنَّ الدور الروسي يتركز في هذه المرحلة على سوريا بالدرجة الأساسية والعراق ودول الخليج.

وتابع: "ما زال الملف الفلسطيني بيد الولايات المتحدة ودورها أساسي، أما روسيا فدورها قريب من الدور الفرنسي الذي يتلخَّص بالاهتمام بالقضية الفلسطينية".  "لكن هذا الدور ليس قويًّا في ملف عملية السلام".

وتعليقًا على تصريحات د. صائب عريقات في موضوع التدخُّل الروسي المحتمل في ملف المصالحة الوطنية، قال عوكل: "بعد الانقلاب بفترة قصيرة، كان هناك اتصالات بين روسيا وحماس، وهذه الاتصالات لم تتوقف، وكان موضوعها حول ملف المصالحة، واعتقد أن روسيا تحاول أن تلعب دوراً إيجابياً لإقناع حماس بإنهاء الانقسام".

وتساءل عوكل في هذا الإطار مضيفًا: "هل تستطيع روسيا أن تفعل الشي الذي لم تقدر عليه مصر؟".

وأجاب عوكل في الوقت ذاته، "أشك في ذلك، ودور روسيا سيبقى دعمًا سياسيًّا ومعنويًّا".

من جهته أكَّد المحلّل السياسي هاني حبيب، أن موسكو تحاول أن تلعب دوراً فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، من أجل استعادة دورها السابق، وحاولت أكثر من مرَّة دعوة الأطراف المعنيَّة من أجل عملية السلام، لكن "إسرائيل" عارضت باعتبار أنَّ الشريك الأساسي وهو الولايات المتحدة لم يكن متواجداً".

وتابع في حديث لـ "النجاح الإخباري": "خلال السنة الأخيرة، لاحظنا أنَّ موسكو تحاول الدخول على خط المصالحة من خلال دعوتها الأطراف المعنيَّة، للوصول لمناخ لإنهاء الانقسام، وعبرت عن جاهزيتها لاستقبال حماس وفتح، ودعت حماس مؤخراً لموسكو، وهذا يشير إلى جهد على صعيد سعيها فيما يتعلف بملف المصالحة".

وأضاف حبيب: "لكن موسكو تدرك أنَّه ليس بوسعها إلا أن تكون طرفًا داعيًّا للمصالحة، أكثر من كونها طرفًا مؤثّرًا، خاصة أنَّ للمصالحة أجندات ذات أبعاد داخلية وإقليمية، وموسكو ليست طرفاً فيها، وعلى الرغم من ذلك هي لا تريد أن تغيب عن هذا الملف".

وأشار إلى أنَّ الجانب المصري ما زال يحاول حتى الآن للوصول إلى نتيجة فيما يتعلق بملف المصالحة، رغم التوصل لعدَّة اتفاقات كان آخرها قبل عام من الآن".

من ناحيته، قال الخبير في الشأن الروسي صدام مشاقبة، في اتصال هاتفي مع "النجاح الإخباري": "الموقف الروسي واضح منذ زمن". وأن روسيا أكَّدت أنَّها على استعداد تام لدعم ورعاية عملية المصالحة، وكذلك عملية السلام". تابع المشاقبة.

وأضاف: "بعد استعادة روسيا لدورها الدولي كقوة عظمى باتت قادرة على لعب دور أكبر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة بعد الانحياز الواضح للإدارة الأمريكية لإسرائيل عقب نقل مقرِّ السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأعرب عن اعتقاده أنَّها فرصة سانحة للأطراف الفلسطينية لإنهاء هذا الانقسام الذي مزَّق الشعب الفلسطيني، وإقامة علاقات جيّدة مع موسكو، لإنَّهاء الهيمنة الأمريكية على ملف القضية الفلسطينية".

يُذكر أنَّ عريقات قال في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، على هامش منتدى الدوحة، "هناك اتصالات بين هنية وروسيا من زمن، وموسكو تحاول صنع المصالحة بين الجانبين على أساس اتفاق القاهرة".

وتابع عريقات، "هذا موقف معروف من روسيا، فهي تطالب حماس في كلِّ مرَّة تجري اللقاءات بين الجانبين بإنهاء الانقلاب، والعودة للشرعية الفلسطينية، وصناديق الاقتراع، واتفاق القاهرة الموقع في (أكتوبر/تشرين الأول2017)".

يُذكر أنَّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيَّة تلقى مؤخّرًا دعوة رسميَّة من روسيا لزيارة موسكو.