غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - خاضت القيادة الفلسطينية "معركة العمر" في الأمم المتحدة لمنع تجريم الإدارة الأمريكية لحركة حماس واعتبارها "حركة إرهابية"، الأمر الذي انتصرت فيه القيادة والدبلوماسية الفلسطينية في تحقيق هذا الأمر وأفشلت التصويت على القرار الأمريكي.

وفشلت الولايات المتحدة الأميركية مساء الخميس، في تمرير قرار في الجمعيّة العامّة للأمم المتَّحدة يدين حركة حماس.

ولم يتم اعتماد مشروع القرار الأميركي لعدم حيازته على أغلبية ثلثي أعضاء الجمعية العامَّة للأمم المتحدة. وكانت المجموعة العربية في الأمم المتحدة قد دعت إلى التصويت ضد مشروع القرار الأميركي.

وأكَّدت الرئاسة الفلسطينية في وقت سابق ضرورة التصويت ضد المشروع الأميركي الموجَّه ضد حركة "حماس"، مشيرة إلى أنَّها على تواصل دائم مع المجموعة العربية والإسلامية، والعديد من الدول الصديقة، من أجل العمل على إحباط هذا القرار الأميركي.

الغريب في الأمر أن حركة حماس ورغم الجهود الحثيثة التي قامت بها القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس لمنع تمرير هذا القرار، لم تصدر في أي بيان لها أو تصريح على لسان قياداتها تشكر فيه السلطة وقيادتها، بالرغم أنَّها شكرت مراراً وتكراراً الدول العربية وبعض الدول الصديقة التي صوتت ضد هذا القرار.

وفي بيان لحماس، شكرت الحركة كلَّ الدول التي عملت على مواجهة هذا القرار وإفشاله، ووقفت إلى جانب مقاومة شعبنا وعدالة قضيته، وصوتت لصالح حق شعبنا في مقاومة المحتل.

وطالبت الدول التي وقفت مع الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة بمراجعة مواقفها، وتصويب هذا الخطأ التاريخي والخطير بحق شعبنا الفلسطيني المظلوم.

الهم الوطني

القيادي في حركة فتح عبدالله عبدالله، أكَّد أنَّ ما فعلته القيادة الفلسطينية من إفشال مشروع القرار الأمريكي لإدانة حماس في الأمم المتحدة يأتي من باب الهم الوطني لدى القيادة الفلسطينية، بالرغم من الخلافات الداخلية مع حركة حماس.

وبحسب تصريحات عبدالله لموقع "النجاح الإخباري"، فإنَّ حماس فقدت تقديم شكرها للعنصر الأساسي في هذا الموضوع وهو الرئيس محمود عباس، الذي حثَّ الدبلوماسية العمل فورًا على ضرورة إبطاله بأيِّ ثمن، مستدركاً: "لكنَّ حماس أغمضت عينها عن هذا الأمر وشكرت دول عربية وصديقة وبالفعل كان لهم فضل، لكن الفضل الأكبر يعود للرئاسة والقيادة".

وقال: "نحن فقدنا الثقة في حماس، ولو كان لديهم الشعور بالمسؤولية الوطنية لكان هذا مقدِّمة للقفز إلى حضن منظَّمة التحرير، ووقف كلِّ الإشكاليات التي يثيرونها هنا و هناك، وعمليات التسويف والمماطلة والعودة إلى المصالحة الفلسطينية".

وأضاف القيادي عبدالله: "نأمل أن يكون هناك دراية ووعي كامل لدى حماس، وأن تعيد النظر لعل وعسى تصارح نفسها وتمد يدها من جديد من أجل إتمام المصالحة، وهذا ما نريده نحن في فتح"، حسب تعبيره.

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد رحبت بفشل الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير مشروع قرار يدين حركة "حماس" في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت الرئاسة في بيان لها، إنَّ الرئاسة شكرت جميع الدول التي صوَّتت ضد مشروع القرار الأمريكي، مؤكِّدة أنَّها لن تسمح بإدانة النضال الوطني الفلسطيني".

وكانت الولايات المتَّحدة قدّمت مشروعها تحت عنوان "أنشطة حماس وغيرها من الجماعات المقاتلة في غزَّة".

وحصل مشروع القرار على تأييد (87) دولة ومعارضة (57)، فيما امتنعت (33) عن التصويت، ونظرًا لأنَّه يلزم لاعتماده التصويت بأغلبية الثلثين، أي ثلثي عدد الدول المصوتة، فلم يحصل على الأغلبية المطلوبة.

خلل في رؤية حماس

في السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب: "إنَّ الجهد الذي بذلته القيادة الفلسطينية لحماية المشروع الوطني الفلسطيني من خلال جهدها الكبير في الأمم المتحدة واستخدامها لإجراءات عملية لعرقلة إصدار قرار الولايات المتحدة في اللأمم المتحدة والذي يضع حماس على قائمة الإرهاب، كان جهدًا كبيرًا ويستحق الثناء".

وأضاف المحلّل حرب لـ "النجاح الإخباري": "إنَّ جهود القيادة في إفشال القرار الأمريكي يدل على جديتها في إنهاء الانقسام وتوضيح أنَّ المشروع الوطني والهم الوطني جميعه مدار اهتمامها، وأنَّ الخلافات الداخلية لا تؤثِّر على رؤية القيادة الفلسطينية للقضايا الاستراتيجية المتعلِّقة بالنضال الوطني الفلسطيني".

وأشار إلى أنَّ هناك خللًا كبيرًا في الرؤية داخل حركة حماس في التعاطي مع الجهود الفلسطينية الرئيسة، والتي ساعدت وهيئت لإفشال القرار الأمريكي في الجمعيّة العامَّة، معتبراً أنَّ عدم تقديم حماس شكرها للقيادة الفلسطينية أمر في غاية السوء وعدم الدراية السياسية فيها.

وتابع حرب: "من المفروض أن تنصبَّ تصريحات حركة حماس وأي بيان ها بشكل رئيس على تحيَّة المجهودات الفلسطينية سواء كانت القيادة فلسطينية أو الدبلوماسية الفلسطينية ومن ثمَّ على الدول التي ساهمت مع القيادة الفلسطينية في إفشال القرار".

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية قال معقِّبًا على فشل القرار: "هذا إنجاز مهمّ للغاية بالنسبة لشعبنا الفلسطيني بمكوناته كافة، ولكلَّ الدول الشقيقة والصديقة التي انحازت إلى القيم والأعراف وصوَّتت ضد القرار، مبيّنًا أنَّ الضمير العالمي أسقط المشروع الأمريكي ضد الحركة ومقاومة شعبنا.

وأثنى هنيَّة على جميع الدول التي اتَّخذت موقفًا مبدئيًا ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية ورفضت روايته الكاذبة وتحدَّت الإرادة الأمريكية المنحازة.

وشكر هنية الحاضنة العربية والإسلامية التي شكَّلت الظهير والسند لشعبنا، وتحرَّكت طوال الأيام الماضية لإفشال التوجَّه الأمريكي الإسرائيلي.