نابلس - ديانا زكريا - النجاح الإخباري -  الاسم رزان زكريا، العمر ٢٣ عاما، ثلاثة شهور مروا بين جدران مستشفى لعلاج الأورام. أصابتني الصدمة عندما اخبروني بمرضي قالوا : انت مريضة بالسرطان، وأصابني العجز اكثر حين فكرت اني توقفت عن تقديم المزيد، وان هناك عائقا سيحول بيني وبين ممارسة ما كنت اقوم به سابقا، وساعدني هذا التفكير اكثر على ان تشل حركتي وأسقط ملازمة للفراش ومقيمة بغرفة لا يسمح للهواء الخارجي بعبورها، واطلقوا علي لقب "معزولة"، وانا الذي مارست الاجتماعية بكل قوتي فيما قبل.

لكني ايقنت اني لن اهزم، وعندما أهديت مرضي ابتسامة أهداني العلاج. استطعت ان اكتشف سر قوتي داخل كومة الغبار والظلام تلك، استطعت ان أُلهم الكثير ليفكروا بصحتهم ويباشروا بالتحاليل المبكرة، كما ألهمت الكثير للدعاء والاقتراب من ربهم، والكثير الكثير ممن زرعت في قلوبهم الانسانية والفرحة وكل ذلك رغم عجزي اللحظي، علمت انني ملهمة، وبكل حالاتي مهمة،أحمل رسالة.

حينها فقط بهتت افكار الانهزام من حولي، ولم ابصر الا الانتصار ، واقتربت من الانتصار اكثر بوجود أحبابي، اما عن حياتي الجديدة في المستشفيات، رأيت فيها حياة اجتماعية جديدة، وتعلمت ان الانعزال هو انعزال الروح ولا يقاس بانعزال الجسد، وأضفت لمعلوماتي أهمية انعزالي في تلك الحالة كي أشفى، وان اتصال صغير عبر وسيلة تكنولوجية حديثة ليس بالسيء وأحببت كثيرا من اخترع الاتصال والتواصل عبر العالم الافتراضي.

لا انكر ان الدموع تسبقني بين الحين والآخر، تعلمت انها علاج أيضاً وليست بانكسار وكثير منها كان لحب وتمسك كبير بالحياة.

واخيرا اقول: كم منا مرضى بالحزن والاكتئاب ولعلها اخبث الأمراض، فاهجروها بالحب والسلام، وادعوا لمرضى السرطان.