نابلس - النجاح الإخباري -  أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أن أهل القدس ينتظرون الدعم والمساندة الفعلية من أبناء أمتهم العربية والإسلامية، وملوا البيانات والاستنكارات التي لم تمنع الاحتلال من تنفيذ سياساته ومخططاته في مدينة القدس.

وقال الزعنون خلال اجتماع لأعضاء المجلس الوطني المتواجدين في الأردن، اليوم الخميس،: إن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية تتعرض لحرب مفتوحة على مختلف الجبهات من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته الرسمية وجمعياته الاستيطانية، من خلال تسريع عمليات تسريب الأراضي والعقارات، وهدم عشرات المنازل في القدس ومحيطها، وتكثيف حملات الاعتقال لقيادات وكوادر العمل الفلسطيني التي تتصدى لتلك السياسة.

وأضاف ان الشعب الفلسطيني يخوض معركة السيادة على مدينة القدس، ومعركة تثبيت الحق الفلسطيني فيها، خاصة بعد نقل سفارة أميركا إليها، فلم تتوقف إسرائيل عن محاولاتها في تهجير أبناء القدس من مدينتهم، واعتقال كل من يقاوم سياساتها وإجراءاتها الاحتلالية، فقد تم اعتقال العشرات من أبناء شعبنا هناك، وعلى رأسهم محافظها عدنان غيث والعشرات من المناضلين الذين يخوضون معركة البقاء والصمود على ارض القدس المحتلة، واستدعاء عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة عدنان الحسيني، وتقييد حركته.

وتابع الزعنون: إن المطلوب فلسطينيا بات معروفا تماما، وهو الاستمرار في التصدي ومقاومة كل أشكال التهويد كما يحصل في الخان الأحمر، حيث شكلّت المقاومة الشعبية هناك وعلى رأسها وليد عساف نموذجا يجب تعميمه على كافة المواقع، وكذلك فقد أثبت المقدسيون أنهم لن ترهبهم سياسة الاعتقال ومنع السفر والإقامات الجبرية في كشف سماسرة الأراضي والعملاء الذين باعوا ضمائرهم وتخلوا عن قيمهم الوطنية وسهلوا للاحتلال تنفيذ سياساته في سرقة الأرض الفلسطينية.

وطالب الزعنون المؤسسات الفلسطينية الرسمية منها والشعبية بمضاعفة دعمها المادي لتثبيت صمود أهلنا في مدينة القدس، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي في دروته الأخيرة وفي مقدمتها توحيد مرجعيات العمل الوطني الفلسطيني بأشكاله كافة في القدس، وتوفير الإمكانيات لإنجاحها، وإعادة تشكيل أمانة العاصمة، ومحاسبة مسربي العقارات.

ودعا الزعنون الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية للتحرك والضغط على حكوماتها لتنفيذ عشرات القرارات ذات الصلة بمدينة القدس بهدف الحفاظ على عروبتها وإسلاميتها.

كما طالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتنفيذ قراراتها الخاصة بدعم أهلنا في مدينة القدس، وتفعيل الصناديق المالية الخاصة بذلك.

وقدّر عاليا المواقف الثابتة والصلبة للملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وتأكيده بأن لا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

وشدد الزعنون على أن ما تتعرض له مدنية القدس عاصمة الدولة الفلسطينية من عدوان يومي لا يمكن فصله عما يجري في سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، من تسارع الاستيطان الاستعماري إلى عمليات القتل والاعتقال والحصار لقطاع غزة.

وقال إنه لا يمكن فصل الجرائم الإسرائيلية في القدس عن الدعم والحماية التي توفرها الولايات المتحدة الأميركية سياسيا وماديا لهذا الاحتلال المجرم، فهي تحاول اليوم تقديم مشروع قرار في الأمم المتحدة لإدانة حركتي حماس والجهاد الإسلامي على اعتبار انهما تنظيمان إرهابيان، ونحن نؤكد شرعية النضال الوطني الفلسطيني من مختلف الفصائل والقوى في مواجهة الاحتلال وعدوانه، ونرفض رفضا قاطعا أية محاولات أمريكية لتجريم نضالنا، ونحيي الموقف الوطني الفلسطيني الرسمي الذي يدافع عن شرعية نضال شعبنا في الأمم المتحدة، ويبذل جهودا كبيرة لإفشال صدور هذا القرار.

وطالب الزعنون بضرورة الإسراع بإنهاء الانقسام، لمواجهة الغطرسة الأميركية والإسرائيلية تجاه حقوق شعبنا، وإفشال عمليات الاستفراد بنا ومحاولة فصل قطاعنا الصامد لتمرير صفقة القرن التي تهدف لإقامة كيان في قطاع غزة وحكم ذاتي في الضفة الغربية، وتصفية قضية اللاجئين.

وأكد الزعنون أن الشعب الفلسطيني سيبقى رأس الحربة في مواجهة كافة سياسات الاحتلال في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقدس ليست وحيدة في هذه المواجهة، ولن تقوم دولة فلسطينية بدون القدس عاصمتها الأبدية، وسيبقى الشعب الفلسطيني يواجه بإرادة لن تنكسر، متأملا كل الخير بشعوب امته العربية والإسلامية.

ومن المقرر أن يصدر بيان ختامي يتضمن توصيات أعضاء المجلس الوطني المتواجدين في الأردن.