وفاء ناهل - النجاح الإخباري - أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي، الليلة الماضية، حملة "درع الشمال" لكشف وإحباط أنفاق زعم بأن "حزب الله" حفرها إلى داخل "إسرائيل".

وقالت : إن الحملة التي أطلقتها بقيادة المنطقة الشمالية، وبمشاركة هيئة الاستخبارات وسلاح الهندسة وإدارة تطوير الوسائل القتالية، تهدف إلى تدمير الأنفاق الهجومية الممتدة داخل إسرائيل.

وحسب محللون وخبراء بالشأن الاسرائيلي، فإن الحرب على الجبهة الشمالية تحصيل حاصل، لكن التوقيت تحدده المعطيات على أرض الواقع، كما أن "إسرائيل" تنتظر الضوء الأخضر الأمريكي قبل القيام بخطوة كهذه.

كل الاحتمالات متوقعة

المحلل السياسي طلال عوكل، قال في حديث لـ"النجاح الاخباري": الأنفاق موجودة منذ فترة طويلة، متسائلاً لماذا الآن "إسرائيل" اصبحت تتخذها ذريعة؟، معرباً عن خشيته من أن تذهب حكومة الاحتلال التي تعيش عدم استقرار باتجاه شد الأنظار لعمل خارجي، لكن السؤال المهم الان هل ستكون بالشمال أم بالجنوب؟".

وتابع:" ربما يكون ما يجري بالشمال شكل من أشكال التضليل والهدف الاساسي هو الجنوب، وإذا ربطنا الموضوع بمشروع القرار الأمريكي بالجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يعطي ضوءاً أخضر واسع لدولة الاحتلال كي تقوم بما يلزم تحت ذريعة "محاربة الارهاب" استناداً لقرار دولي بدون مبررات".

وأضاف عوكل: " لذلك الاحتمالات واردة على كلا الجبهتين، مستدركاً أن الجبهة الجنوبية مرشحة أكثر، لأن جبهة الجنوب مع غزة واحدة من استحقاقات صفقة القرن، والمطلوب فتح غزة تحت عنوان إعادة تأهيلها لتكون الدولة الفلسطينية فيها".

وأكد أن الحسابات اختلفت بمعنى أن "الإسرائيليين" لا يجمعون على سيناريو حرب أو تهدئة مع غزة، خاصةً بعدما اتسعت الانتقادات لنتنياهو، بأنه فشل بالجولة الاخيرة مع غزة".

وحول إمكانية حدوث حرب على الجبهات المختلفة قال عوكل: " إسرائيل مقبلة على عدة حروب، فهي لن تستطيع تجاهل التطورات بسوريا ولبنان فاليوم أو غداً، إسرائيل ذاهبة لحروب لا يمكن أن تتهرب منها، لأنها تدخل في إطار سياسة الصراعات الاقليمية ولها بعد دولي كإيران وتمددها، فكل هذه الامور الان تطبخ على نار هادئة، والعملية التي تقوم بها "إسرائيل" الآن على الجبهة الشمالية لا تعني أن الحرب سريعة في هذه الجبهة فربما تكون الحرب القادمة بالجبهة الجنوبية".

إسرائيل لا تتحرك بدون الموافقة الامريكية

الخبير بالشأن الاسرائيلي، د.عمر جعارة، رأى في حديث لـ"النجاح الاخباري": أن الحرب ليست قريبة بالشمال فالملعب القوي لإسرائيل والذي تدخل من خلاله الاهداف وتكسب هو الملعب الاقليمي، فطالما الصراع مع الاردن أو سوريا أو لبنان في لاعب ناجح، لكن اذا لعبت مع المقاومة في قطاع غزة أو لبنان فهي خاسرة، وهذا ما أكده الاعلام العبري حينما قال "نتنياهو تلقى ضربة ازدواجية حين وافق على وقف إطلاق النار".

وتابع: "إسرائيل لا تستطيع الدخول بحرب مع أي دولة عربية، بدون ضوء أخضر من الولايات المتحدة الامريكية، لذلك اجتمع نتنياهو مع وزير خارجية امريكا مايك بومبيو، يوم أمس ليضعه بصورة الاوضاع الحالية".

الحرب تحصيل حاصل

من جهته قال الخبير بالشأن الاسرائيلي عصمت منصور: " بلا شك العملية العسكرية التي أطلقت عليها "إسرائيل" اسم "الدرع الشمالي" ترفع مستوى التصعيد وتهيء الاجواء لمزيد من التوتر، وحتى الان رد حزب الله هو ضبط النفس".

وأضاف: " اعتقد أن هذه العملية لن تكون السبب المباشر للحرب، لكنها تؤكد أن "إسرائيل" تعطي الجبهة الشمالية أهمية كبيرة، فما يحدث الان جزء مما تطلق عليه اسرائيل" المعركة بين حربين".

وأشار منصور: " إلى أن ما تهدف له "إسرائيل" منع دخول امدادات بالسلاح، أو صواريخ لسوريا، إضافةً لتدمير الانفاق بالشمال، والتركيز أيضاً على الصواريخ التي تعمل على تحسين دقة الهدف التي تدعى "إسرائيل" وجودها في لبنان، فما يحدث الان تمهيد للحرب، لكي تضمن "إسرائيل" أنها قضت على أهم الاذرع الاستراتيجية لحزب الله، والتي من الممكن أن تشكل تهديداً، بالتالي يمكننا القول أن ما يحدث جزء من المعركة وخطوة للوصول للحرب بأفضل جاهزية، وأقل أوراق بيد حزب الله".

وتابع: "اعتقد أن الحرب تحصيل حاصل، وسنشهد مواجهة ما بين حزب الله التي يجدر الاشارة إلى أن أحد أسباب وجودها عدائها لإسرائيل وكل شيء قامت ببنائه على أساس المواجهة معها، بالتالي الطرفان ينتظران الفرصة المناسبة، والمواجهة شبه حتمية، لكن وقتها وظروفها وحجمها تحدده التطورات على ارض الواقع".

يذكر أن وسائل الاعلام العبرية قالت أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" يجتمع عند الساعة السابعة والنصف مساء اليوم لبحث الوضع على حدود الشمال، بعد بدء إسرائيل بحملة "درع الشمال"، متهمةً "حزب الله" بالوقوف وراء حفر الأنفاق".

واعتبر الاحتلال أن حفر الأنفاق، التي تم كشف أمرها بشكل مسبق، وقبل أن تشكل تهديدا فوريا لإسرائيل، يعتبر خرقا فادحا لدولة الاحتلال، متهماً "حزب الله" بخرق وتجاهل قرارات الأمم المتحدة.

كما حملت "إسرائيل" الحكومة اللبنانية مسؤولية كل ما يجري داخل الأراضي اللبنانية بمنطقة الخط الأزرق شمالاً، قائلة إن هذه الأنفاق تثبت عدم قيام الجيش اللبناني بمسؤولياته في تلك المنطقة.