نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - لزيادة عزلة إسرائيل أكاديمياً ودولياً دعا المجتمع المدني الفلسطيني إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وإنهاء أشكال التطبيع  معها.

وبهذا الخصوص عقدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مؤتمرًا صحفيًّا اليوم الخميس.

قال فيه وزير التربية والتعليم، صبري صيدم:"لقد أخذنا جامعة أريئيل كأنموذج لأكبر جامعة قائمة في المستوطنات، فكل المؤسسات التعليمية التي تنشأ في المستوطنات غير شرعية، باعتبار أنَّ المستوطنات مخالفة للقانون الدولي، ونحن لن نعترف بأي شهادة أكاديمية عن تلك المؤسسات".

وأكَّد صيدم أنَّ جامعة أرئيل المقامة على أراضي شمال الضفة الغربية، باتت تطرح تسهيلًا ممنهجًا لكل الدارسين العرب والفلسطينيين فيها من خلال المنح والقبول كنوع من الإغراءات للدراسة فيها، "ونحن لن نعتمد أي شهادة صادرة عنها، وقد يتم توسيع وتفعيل قانون مقاطعة بضائع المستوطنات بعد تعديله للاستفادة منه في هذا المجال".

الجامعات الإسرائيلية متورطة وبشكل مقصود ومستمر وممنهج في نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي، وهي مقامة أصلًا على أراض فلسطينية مسلوبة.

واعتبر المجتمع الفلسطيني المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل نوعًا من المقاومة، إذ تسعى الأكاديميات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية بشكل غير شرعي لتكريس الدراسات الصهيونية واليهودية لخدمة الولاءات الأيدولوجية الإسرائيلية.

ولا يمكن فصل الجانب الأكاديمي عن السياسي فإنَّ البيئة الأكاديمية الإسرائيلية خاضعة للسياسة وخادمة لها.

ودعا الوزير صيدم الدول والمؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية متعددة الأطراف لسحب أيّ اعتراف وإنهاء أيّ علاقة مؤسساتية مع "جامعة أرئيل"، أو أيّ مؤسسة أكاديمية إسرائيلية مقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدَّد وزير التربية والتعليم على "أنّ الالتزام بعدم الاعتراف وعدم المساهمة في الأوضاع المخالفة للقانون هو قاعدة أساسيّة في القانون الدوليّ، خاصة فيما يتعلق بالمستعمرات الإسرائيلية التي أدانها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على أنّها انتهاك صارخ للقانون الدولي، وبموجب اتفاقية جنيف الرابعة، فإنَّ إقامة المستعمرات الإسرائيلية وإحلال المستوطنين الإسرائيليين على أراضٍ محتلة يعتبران جريمة حرب".

ونوَّه صيدم إلى أنَّ إسرائيل منعت ومنذ بداية العام الأكاديميّ الحاليّ دخول أو تجديد إقامة عدد كبير من أساتذة الجامعات الفلسطينية الحاملين لجوازات سفر أجنبية.

مطالبًا الاتحاد الأوروبي وحكومات الدول تضمين شَرطَيْ عدم الاعتراف بجامعة أرئيل وعدم اعتمادها في الاتفاقيات الموقعة مع المجلس الإسرائيلي للتعليم العالي، وأن لا تعتمد وزارات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم شهادات "جامعة أريئيل".

كما طالب صيدم المؤسسات الأكاديمية الدوليّة ومراكز البحوث إنهاء جميع الروابط المؤسسية مع "جامعة أرئيل"، بما في ذلك البحوث المشتركة، واعتماد الشهادات، والدعوات، والزيارات والمؤتمرات، فيما طالب الوزير الأكاديميّين والأكاديميات الدوليّين بالامتناع عن المشاركة في أي نشاط أو مشروع برعاية أو تنظيم جامعة أرئيل، سواء كلياً أو جزئياً، أو بمشاركة ممثليها.

ودعا صيدم المجلّات الأكاديميّة عدم الاعتراف بجامعة أرئيل، والتأكيد على أنّ الأوراق البحثية المقدمة من أكاديميين وأكاديميات تابعين لها يجب أن تشمل حقيقة أن الجامعة تقع في مستعمرة إسرائيلية غير قانونية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

من جانبه، دعا محمود الإفرنجي من شبكة المنظمات الأهلية، في كلمة له خلال المؤتمر، كافة نشطاء حقوق الإنسان بالضغط على الحكومات في كل الدول من أجل مقاطعة الاستيطان الإسرائيلي ومقاطعة بضائع ومنتجات المستوطنات الإسرائيلية.

ونوَّه إلى أنَّ "جامعة أرئيل" هي جزء من التمييز العنصري، في وقت يحرم فيه آلاف الطلبة في قطاع غزَّة من الوصول إلى الضفة الغربية من أجل التحصيل العملي.

وقال: "نحن كمؤسسات مجتمع مدني نضم صوتنا لحركة المقاطعة ولوزارة التربية واتحاد الأكاديميين الفلسطينيين لمقاومة جامعة أرئيل والأكاديميين الإسرائيليين".

بدوره، تطرق أمجد برهم رئيس مجلس اتحاد الجامعات الفلسطينية،إلى العمل مع العديد من الاتحادات الدولية لمحاربة التطبيع الأكاديمي، داعيًا لمقاطعة كل من يتعامل مع الأكاديميين الإسرائيليين وطرد أي أكاديمي فلسطيني يطبع مع الإسرائيليين.

وتلعب الجامعات الإسرائيلية دورًا محورياً في تطوير أسلحة وأنظمة عسكرية تستخدم في العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني؛ لذا حظيت المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل بدعم العديد من المؤسسات الأكاديمية ومجالس واتحادات الطلبة والآلاف من الأكاديميين من أنحاء العالم كافة، رفضاً منهم لتطبيع الاضطهاد.

وفي السياق ألغت جامعة "ستانالبوش" في جنوب إفريقيا مشاركة باحثين أكاديميين إسرائيليين في مؤتمر "الصدمات التاريخية الوطنية" المزمع عقده الأسبوع القادم، وقالت الباحثة الإسرائيلية شيفرا ساغي :"هذه هي المرَّة الأولى التي أواجه فيها مقاطعة أكاديمية على الإطلاق".

الاحتلال الإسرائيلي يعتبر المقاطعة الأكاديمية خطرًا وجوديّا عبّروا عنه بوصفه "جمرٌ يتحرك تحت الرماد".

يشار إلى أنَّ حركة المقاطعة الدولية (BDS)، أسفرت جهودها أخيراً عن تهديدات استراتيجية جدّية، أوجعت إسرائيل حتى باتت تتحرك في اتجاه مجابهة هذه المقاطعة عبر العالم كلّه.