نابلس - النجاح الإخباري - طالب الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية المجتمع الدولي بترجمة الأحاديث الكثيرة عن السلام في المحافل الدولية المختلفة إلى أفعال على الأرض من خلال توفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته، وبالذات مقدسات مدينة القدس المحتلة، وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة.

وقال الهباش خلال كلمة فلسطين في افتتاح مؤتمر الأديان والسلام الذي بدأ أعماله صباح اليوم في العاصمة الاسبانية مدريد، إن الحديث عن السلام لا يكفي لتحقيقه دون عمل ودون بذل المزيد الجهود وعدم الإكتفاء بمجرد الكلام النظري حول ضرورة أن يحل السلام في العالم دون تحقيق ذلك على أرض الواقع ، مضيفا أن المشكلة في غياب السلام ليست بسبب اختلاف الديانات بل بسبب سوء فهم هذه الديانات، وأيضا لأن البعض هنا وهناك يريدون السلام فقط لأنفسهم دون غيرهم كما يحدث في قضية فلسطين .

وخاطب قاضي القضاة المؤتمرين من كافة الدينات السماوية قائلأ : " أتيناكم من الأرض المقدسة ، أرض الأنبياء ، من الأرض التي يطمح أبناؤها للسلام الحقيقي للجميع فلسطينيين واسرائيليين" ، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يمثل صورة حقيقية وصادقة للتعايش بين الديانات جميعا كما هو واضح للجميع من تشكيلة الوفد الفلسطيني حيث يقف المسلم الى جانب أخوانه المسيحيين واليهود والسامريين تحت علم واحد هو علم الدولة الفلسطينية بالرغم من اختلاف ديانتاهم ومعتقداتهم، حيث يعيشون في مجتمع واحد وفي بلد واحد إسمه دولة فلسطين يتمتع الجميع في كنفها بحرية تامة في ممارسة معتقداتهم الدينية والمدنية مثلهم كمثل الأغلبية المسلمة.

وأكد الهباش أنه بالرغم من السلام الداخلي العظيم بين فئات الشعب الفلسطيني فإنهم جميعا ما زالوا يعانون من الاحتلال الذي يحرم الجميع من ممارسة حقوقه المشروعة في ممارسة عباداتهم الدينية وحرية الوصول لمقدساتهم، مؤكدا أن الاحتلال يقع ظلمه على الجميع المسلمين والمسيحيين وحتى اليهود، مطالبا العالم بضرورة توفير الحماية الدولية لدولة فلسطين وفي الأرض المبارك وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقه بتقرير المصير من دون احتلال لأنه مع استمرار الاحتلال لا يمكن أن يتحقق السلام المنشود الذي نسعى إليه جميعا ، ولأجل تحقيق السلام يجب وقف العنف الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي بحق مقدساتنا وخاصة المسجد الأقصى المبارك أحد أهم مقدسات العالم الإسلامي وأحد أهم رموز العقيدة الإسلامية.

وأضاف قاضي القضاة أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس صراعا دينيا، بل هو صراع سياسي بحت، وعندما يتحقق السلام العادل والشامل وينتهي الإحتلال نستطيع أن نعيش معا نحن جميعا مسلمين ومسيحيين ويهود سامريين في فلسطين وفي الأرض المقدسة.

ويضم الوفد المرافق لقاضي القضاة قيادات دينية تمثل الديانات السماوية منهم القاضي الشرعي الشيخ عبد الله حرب والأب طلعت شاهين والأب جوني أبو خليل عن الكنيسة المسيحية، والكاهن حسني وصفي السامري من الطائفة السامرية، والحاخام مائير هيرش رئيس منظمة ناطوري كارتا اليهودية.