النجاح الإخباري - اعتمد المجلس الأعلى للبترول، خلال اجتماع برئاسة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، استراتيجية أدنوك الشاملة للغاز والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول من مستورد إلى مصدر للغاز.

وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات بقيادة رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، ماضية في تطوير قطاع النفط والغاز واستثمار عوائده، باعتباره العمود الفقري والممكن الأساسي لجهود تنويع الاقتصاد وضمان التنمية المستدامة الشاملة.

كما شدد على أهمية مواصلة شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" جهودها الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في مختلف أعمالها لتحقيق قيمة مستدامة من موارد أبوظبي الهيدروكربونية، استنادا إلى ركائز صلبة تشمل الاستثمار في الكوادر البشرية المواطنة وتعزيز العائد الاقتصادي والربحية والنشاط التجاري والارتقاء بالأداء ورفع الكفاءة وزيادة المرونة.

ولتحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول من مستورد إلى مصدر للغاز، ستعتمد أدنوك على استثمارات ومشاريع تطويرية وشراكات استراتيجية تهدف إلى تعزيز القيمة من مكامن الغاز.

واعتمد المجلس خطط زيادة السعة الانتاجية من النفط الخام من 3.5 مليون برميل يوميا بنهاية عام 2018 إلى 4 ملايين برميل يوميا بنهاية عام 2020، وإلى 5 ملايين برميل يوميا خلال عام 2030.

واعتمد المجلس أيضا خطة العمل الجديدة لأدنوك التي تشمل زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للسنوات الخمس من 2019 إلى 2023.

واطلع المجلس على نتائج أدنوك خلال عام 2018 التي تضمنت اكتشاف 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغازـ وكذلك اكتشاف مليار برميل إضافي من النفط الخام.

وقال وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك " ومجموعة شركاتها، سلطان بن أحمد الجابر، "نثمن عاليا رؤية وتوجيهات ودعم القيادة لجهود أدنوك الهادفة للنمو وتطوير وتوسعة الأعمال وتحقيق قيمة إضافية..".

وأضاف "يمثل اعتماد المجلس الأعلى للبترول خطة عمل أدنوك للسنوات الخمس المقبلة باستثمارات رأسمالية قدرها 486 مليار درهم دعما قويا لتحقيق النمو والتوسع في مجالات الأعمال كافة بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج والغاز والتكرير والبتروكيماويات إضافة إلى نموذج الشراكات الاستراتيجية التي تسهم في نقل المعرفة واستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الذكي ولتستمر أدنوك في دورها كعامل رئيس في دعم الاقتصاد الوطني وخطط التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية".

وأردف الجابر قائلا "تماشيا مع توجيهات القيادة تسعى أدنوك إلى خلق وتعزيز قيمة إضافية من موارد أبوظبي الهيدروكربونية بما يعود بالنفع على دولة الإمارات وذلك من خلال استمرارية الإنتاج المجدي تجاريا للنفط والغاز والمساهمة في تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة".

وأكد أن اعتماد استراتيجية الغاز الشاملة يشكل "مرحلة جديدة ومهمة ضمن جهودنا لتنفيذ استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي إذ أن الاستثمارات الكبيرة التي تعتزم أدنوك تنفيذها لتطوير مكامن الغاز الجديدة وغير المطورة والأغطية الغازية والموارد غير التقليدية ستضمن قدرتنا على تلبية نمو الطلب المحلي على الكهرباء والاستخدامات الصناعية للطاقة. وسيتيح تطوير هذه الموارد الاستفادة من فرص تعزيز القيمة من الغاز الطبيعي المسال واستخداماته في إنتاج البتروكيماويات. ومن شأن الزيادة التدريجية في السعة الإنتاجية للنفط ضمان استمرار أدنوك في دورها مزودا معتمدا وموثوقا للطاقة يمتلك المرونة والقدرة على الاستجابة للنمو المتوقع في الطلب على النفط الخام".

يذكر أن زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم لتنفيذ خطة عمل أدنوك خلال الفترة 2019-2023 ستسهم في إحداث تأثير إيجابي كبير على اقتصاد دولة الإمارات من خلال مساهمة برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المضافة في دعم التنويع الاقتصادي وتحفيز النمو المحلي.

وتشمل المنافع التي سيحققها البرنامج توفير فرص عمل للمواطنين وزيادة استخدام المحتوى المحلي بما في ذلك المنتجات والخدمات ومرافق التصنيع والتجميع والبنى تحتية.

وتدعم استراتيجية أدنوك المتكاملة في قطاع النفط والغاز خططها للاستثمار في مجال التكرير والبتروكيماويات بنحو 165 مليار درهم بما يضاعف الطاقة الإنتاجية للشركة من البتروكيماويات ثلاث مرات لتصل إلى 14.4 مليون طن سنويا بحلول عام 2025.

وكانت أدنوك قد كشفت في مايو الماضي خلال "ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات" عن خطتها لإنشاء أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم في الرويس والذي سيمكنها من تحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل برميل نفط تنتجه وبالإضافة إلى استخدام الغاز الطبيعي في محطات توليد الكهرباء، واستخدامات صناعية أخرى فإنه يعد الوقود المشغل لمعظم عمليات التكرير والبتروكيماويات.

وتعتزم "أدنوك"، من خلال برنامجها للاستثمار والشراكات الاستراتيجية، زيادة نطاق وحجم منتجاتها ذات القيمة العالية، لاسيما في التكرير والبتروكيماويات للاستفادة من الزيادة في الطلب عليها في الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة حول العالم خاصة في شرق آسيا، فضلا عن إيجاد منظومة صناعية في الرويس تسهم بصورة كبيرة في تعزيز القيمة المحلية المضافة ونمو القطاع الخاص وتوفير فرص عمل جديدة متخصصة.

وسيتيح اعتماد استراتيجية أدنوك للغاز إضافة كميات جديدة بما يمكن دولة الإمارات من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول إلى مصدر للغاز.

وتشمل استراتيجية أدنوك للغاز المحافظة على إنتاج الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2040 والاستفادة من الفرص الناتجة عن تغيرات العرض والطلب ومزيج الطاقة في دولة الإمارات بغرض تعزيز القيمة من الغاز واستخداماته في إنتاج البتروكيماويات.

ويتمثل أحد التحديات التي تواجه تطوير بعض موارد أبوظبي للغاز بمستويات الحموضة المرتفعة وتتعامل أدنوك مع هذا التحدي من خلال خطوات عديدة، تشمل الاستفادة من خبراتها المتنامية في هذا المجال واستخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة وتعديل سعر الغاز / خلال عام 2016 / الذي أتاح ضمان تسعيرة عادلة لإمداداته على أساس سعر السوق.

وستقوم أدنوك بتطوير مشروع حقول "حيل" و"غشه" و"دلما" الواقعة في تكوين الصخر العربي في أبوظبي الذي يقدر بأنه يحتوي على عدة تريليونات قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخلاص ومن المتوقع أن ينتج المشروع أكثر من 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا.

كما ستقوم أدنوك باستغلال مصادر أخرى للغاز تشمل الأغطية الغازية وموارد الغاز غير التقليدية إضافة إلى تراكمات جديدة للغاز الطبيعي سيستمر العمل على تقييمها وتطويرها مع متابعة الشركة لأنشطتها الاستكشافية.

ويأتي الإعلان عن اكتشاف احتياطيات نفطية جديدة وكبيرة في أعقاب قرار حكومة أبوظبي في وقت سابق من العام الجاري بطرح ست مناطق لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية.

واستنادا إلى البيانات الغنية المتوفرة من الدراسات التفصيلية للنظام البترولي والمسوحات الزلزالية / السيزمية / الواسعة وملفات تسجيل المعلومات والعينات الأساسية التي تم الحصول عليها من مئات من آبار التقييم تشير التقديرات إلى أن المناطق الجديدة تحتوي على موارد كبيرة تقدر بعدة مليارات من براميل النفط وتريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي.

ومن المتوقع أن تتم ترسية تراخيص الجولة الأولى لهذه المزايدة التنافسية خلال الربع الأول من عام 2019.

وتشكل استراتيجية منح تراخيص مناطق الاستكشاف والإنتاج تقدما كبيرا في جهود أبوظبي لتعزيز قيمة الموارد الهيدروكربونية وتوفير فرص جديدة كما أنها تتوافق مع نهج أدنوك لتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية في جميع مجالات الأعمال.

وسيقوم مقدمو العروض الفائزون بإبرام اتفاقيات تمنحهم حق التنقيب والاستكشاف وفي حال تحقيق الأهداف المحددة في مرحلة الاستكشاف سيكون لديهم فرصة محتملة للتطوير والإنتاج من الاكتشافات الجديدة بالشراكة مع أدنوك وفقا للشروط المحددة في حزمة تعليمات تقديم العروض.

يذكر أن المجلس الأعلى للبترول يمثل الهيئة العليا المشرفة على كل شؤون النفط والغاز في إمارة أبوظبي ويتولى وضع السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بقطاع النفط في الإمارة وتحديد أغراضها وأهدافها في كل مجالات صناعة النفط وإصدار القرارات اللازمة لتنفيذها ومتابعة تطبيق تلك القرارات وصولا إلى تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة في جميع مجالات صناعة النفط.