نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - يراوح الوفد المصري مكانه في إعادة تفعيل ملفي المصالحة "الميتة سريريا" من جهة وملف تثبيت التهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي من جهة اخرى.

ووسط كل هذه الحراك تغيب الأجابات عن اسئلة كثيرة يواصل الشارع الغزي البحث عنها في ظل ضبابية مواقف الفرقاء السياسيين (حماس وفتح).

مراقبون اكدوا بدورهم أن الحراك المستمر التي طال قطف ثماره يؤشر الى رغبة مصرية بإنجاز ملف المصالحة قبل الذهاب الى تهدئة مع الاحتلال بصوت فلسطيني موحد.

وسبق للقيادة الفلسطينية أن عارضت علانية، التهدئة بين إسرائيل وحماس، قبل "إنجاز عملية المصالحة، وتولي الحكومة الفلسطينية كامل المسؤوليات في القطاع".

القاهرة لن تستسلم

المحلل السياسي د. رياض الاسطل، قال: " مصر معنية بانهاء الانقسام  وتوحيد الصف الفلسطيني، فهي تحتاج لنظام مستقر،  لا يفتح الباب لنمو تيار إسلامي".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": المصالحة لها أولوية لأن الموقف الفلسطيني يجب ان يكون موحداً،  ونحن ناضلنا لنعزز  احادية التمثيل الفلسطيني،  وإذا تمت المصالحة فنحن نحافظ عليه، وبذلك نجبر الجانب الإسرائيلي على تنفيذ ما تخلف عنه فيما يتعق بإتفاق أوسلو وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود عام (67)".

وفيما يتعلق بتوحيد الصف الفلسطيني وأهمية هذه الخطوة أضاف الاسطل: " اذا تمت التهدئة عن طريق فصائلي معنى ذلك الاقرار بصفقة ترامب التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وفصل القطاع عن الضفة، والمخرج الوحيد لما نحن فيه إنهاء الإنقسام وتوحيد الصف والقرار الفلسطيني".

وتابع: " الجانب المصري معني تماماً بإنهاء الإنقسام لأنه يشعر أن استمراره، يهدد أمن مصر  القومي في سيناء وهي تعلم  أن اطراف عديدة تدعم من أجل  افشال الجهود المبذولة لانهاء الانقسام".

واكد الأسطل أن الراعي المصري الذي يمتلك مفاتيح تفكيك الازمة في قطاع غزة.

المصالحة شرط أساسي

بدوره قال المحلل السياسي د. مخيمر ابو سعدة، أن هناك فجوة بما يتعلق بتمكين حكومة الوفاق الوطني، وهي شرط أساسي لإنجاح المصالحة.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": هناك جهد مصري واضح فيما يتعلق بملف التهدئة والمصريين تمكنوا من تحقيق تقدم بهذا الملف،  بحيث  أن اسرائيل وافقت على إدخال الوقود والأموال القطرية لغزة،  لدفع رواتب موظفي حماس، وبالأمس كان الحديث يدور عن زيادة مساحة الصيد بالمنطقة الجنوبية لـ(9) أميال بحرية ما يؤكد نجاح الجهود المصرية نوعاً ما".

وأضاف أبو سعدة : " الحل الامثل للاوضاع الحالية اتفاق مصالحة ثم الذهاب لتهدئة عبر بوابة منظمة التحرير".

التهدئة ملف وطني

المحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم، اتفق مع من سبقوه، فيما يتعلق بملف المصالحة.

 حيث أكد في حديث لـ"النجاح الاخباري: " أن التحركات المصرية على أرض الواقع تؤكد أن المصريين لن يستسلموا، حتى الوصول لاتفاق مصالحة، لنظراً لاهميته في مواجهة المرحلة القادمة، والقضايا الفلسطينية الداخلية".

وتابع: " زيارة الرئيس يوم غد لمصر ستكون مناسبة هامة للتباحث وربما يتمخض عن هذا اللقاء حلحلة للوضع الداخلي الفلسطيني، فيما يتعلق بالمصالحة، التي  يجب أن تبدأ بخطوات حقيقية يلمسها المواطن".

وأضاف سويلم: " المشكلة أن حماس تعتبر التهدئة، ملفاً حمساوياً وليس وطنياً، والأجدر الذهاب لملف التهدئة بصوت فلسطيني موحد بإنهاء الإنقسام،  وبدون ذلك سيكون الأمر تكريساً لحالة الإنقسام والإنفصال".

الرئيس الى القاهرة

وأعلن السفير الفلسطيني بالقاهرة، دياب اللوح، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيشارك في إفتتاح منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ، غدا الجمعة، وسيجري لقاءً مع الرئيس السيسي، للتباحث "حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية".

ويجري وفد من المخابرات المصرية، برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، مشاورات مع حركة حماس وإسرائيل منذ عدة أسابيع، وزار قطاع غزة، ثلاث مرات، خلال الأسبوعين الماضيين.