نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - في خضمّ الحديث عن تداعيات زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، الى سلطنة عمان، والتي سبقها زيارة الرئيس محمود عباس ولقائه بالسلطان قابوس بن سعيد، يرى مراقبون أن السلطنة تسعى للعب دور متقدم على صعيد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

في هذا الصدد رجح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية أيمن يوسف أن زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان جاءت في سياق التطورات الإقليمية والدولية بعد معطيات ، أهمها "صفقة القرن"، واغتيال السعودي جمال خاشقجي في تركيا.

وأوضح يوسف في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن نتنياهو يحاول اللعب على التناقضات الداخلية بين الدول العربية، خاصة وأن سلطنة عُمان بسياستها الخارجية وسياسة الجوار لها علاقة وثيقة وجيدة مع إيران، مؤكدا أن دورها الاحتواء.

وأشار إلى أن سياسة اسرائيل الخارجية في هذا الملف هو اللعب على أوتار التناقضات بين الدول العربيةأ واستغلال حالة الترهل والانكسار لمزيد من التطبيع.

وأضاف أن بعض الدول العربية تحاول أن تاخذ القضية الفلسطينية غطاء لعلاقتها مع إسرائيل.

وحول ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي بشأن لعب سلطنة عُمان دور الوسيط بين فلسطين وإسرائيل، لفت يوسف إلى أنه دور لا يليق بها كونها دولة عربية ويجب أن تكون إلى جانب الفلسطينيين.على حد قوله.

وتابع "على سلطنة عمان والدول العربية سد الأبواب أمام هذا النوع من العلاقات مع اسرائيل حتى وإن كانت شكلية في ضوء التعنت في هذه المرحلة الحساسة".

وأكد أن الزيارة ستفتح الباب لمزيد من التطبيع، وبالتالي ستفقد القضية عمقها القومي وتؤثر على الحلول العادلة للقضية.

وشدد على ضرورة وجود استراتيجية مضادة من الجانب الفلسطيني لتوضيح المخاطر والآثار السلبية للانفتاح العربي على اسرائيل.

ولا يتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي مع من سبقه بشأن الدور الذي تبحث عن سلطنة عمان.

وأكد الشوبكي في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن سلطنة عمان لا تبحث عن أي دور جديد.

"هذا الدور التقليدي لعمان منذ اتفاق أوسلو". اضاف الشوبكي.

وأوضح أن  دور السلطنة إسنادي ميسر لإمكانية التفاوض وفقا لما صرح به وزير خارجيتها.

وأشار إلى أن انشغال الدول العربية بقضاياها الداخلية والاقليمية أتاح المجال لسلطنة عمان.

واستبعد الشوبكي أن تكون الزيارة خارج إطار الملف الفلسطيني باعتبار أن الرئيس محمود عباس زارها قبل أيام من زيارة نتنياهو.

ولفت إلى أن التطبيع مسألة قديمة وليست طارئة.

 قائلا "الأجدر بنا ان لا نأخذ ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مؤشرا على حقيقة ما جرى، حيث تم تسليط الضوء على هذه الزيارة اكثر من غيرها ما وضعها محل شكوك".

محذرا من مخاطر انجرار الشعب إلى ساحة الكراهية دون مبرر، وبالتالي ينتقل إلى الدوائر السياسية والاجتماعية كتطبيق لمخطط تفكيك القومية العربية لتشويه صورة الشعوب وسياسة حكامها.

وكان سلطان عمان استقبل الاثنين الماضي الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحث معه عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ 2014.

واستقبل الرئيس عباس، اليوم الاحد، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، مبعوث سلطان عُمان، المستشار سالم بن حبيب العميري، بحضور أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب.

والسبت، قال وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، إن "الزمن أصبح مناسبا للتفكير بجدية في التخلص من المشكلات التي لا تسمح لدول المنطقة بالتطور الذي تستحقه"، وأن بلاده "تساعد على تقارب الطرفين" الإسرائيلي والفلسطيني.

جاء ذلك في سياق حديثه عن القضية الفلسطينية ودور بلاده، في ضوء استقبال حاكم البلاد السلطان قابوس بن سعيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الجمعة في العاصمة مسقط.

وأضاف بن علوي في كلمة أمام مجتمعين بمنتدى في العاصمة البحرينية تحت اسم "حوار المنامة"، أن بلاده ليست بصدد لعب دور وسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفق تغريدات للخارجية العمانية على “تويتر".

وتابع: "نؤكد أن دورنا الرئيسي في السلام الإسرائيلي الفلسطيني يتوقف على ما تقوم به الإدارة الأمريكية في صفقة القرن (طرح أمريكي لم تعلن تفاصيله لحل القضية الفلسطينية)".

وشدد الوزير أن "القضية الفلسطينية هي أساس المشكلات كلها التي حصلت خلال النصف الأخير من القرن الماضي".

وقال: "إذا سلكنا مسلك السلام في فلسطين ستدعمنا كل دول العالم، وإلا فسيبقى الشعب الفلسطيني يعاني من العنف".

ولم يعرف إذا كانت سلطنة عمان ستنجح في إحداث اختراق.