الخليل - أحمد زماعرة - النجاح الإخباري - مشاغل الحياة والضغوطات النفسية التي تعصف بالإنسان من كلّ حدب وصوب في حياته اليومية، والتي تؤثّر تراكماتها بشكل سلبي على تفكيره ونفسيته، والشعور بالكآبة والحياة النمطية التي تفتقر لأدنى لحظات الترويح عن النفس، والإحساس بضرورة كسر الروتين القاتل، الحل أصبح اليوم متاحًا وبين الأيادي من خلال ممارسة رياضة "يوغا الضحك".

"يوغا الضحك" حديثة الولادة في فلسطين"
مراسل "النجاح الإخباري" التقى د. منال دنديس سفيرة منظمة "يوغا الضحك" الدولية في الشرق الأوسط، وأوَّل معملة "يوغا ضحك" في فلسطين وحاورها حول البذرة الأولى ليوغا الضحك، والتي توصّلت إليها نتيجة الضغط الذي تعرضّت له.
مارست "اليوغا" ثمَّ  توصلت لـ"يوغا الضحك" ووجدت لها أثرًا كبيرًا على نفسيتها أولًا، وتركت في أعماقها نوعًا من الارتياح النفسي والتخفيف من الضغط النفسي، بعد ذلك تواصلت مع جامعة "يوغا الضحك" في الهند والتقت بالدكتور مادان كتاريا مبتكر علم "يوغا الضحك" وتتلمذت على يده، حتى أصبحت سفيرة "يوغا الضحك" في فلسطين.
وأوضحت دنديس أنَّ "اليوغا"، رياضة تمارس عبر أنحاء واسعة من العالم، لخلق تناغم بين العقل والجسد والروح، أما "يوغا الضحك" فتقوم على دمج رياضة اليوغا مع الضحك، وقد ابتكرها طبيب هندي، على أسس علمية واضحة وليست رياضة عشوائية.
أثبتت الدراسات أنَّك تحتاج من (10-15) دقية متواصلة من الضحك يوميًّا ليعتبر مفيدًا، على أن يكون عميقًا، وتحتاج ممارسة تمرينات معينة لكي لا تشعر بالألم نتيجة الضحك المستمر.


وأشارت أنَّ هذا النوع من اليوغا بدأت ممارستها عام (1995) في الهند، وانتشرت في أنحاء متفرّقة حول العالم، يمارسها ملايين الأشخاص، وتأسست آلاف النوادي في العالم، بسبب فوائدها الكبيرة وافراز هرمون (endorphin).
وبيَّنت أنَّ الإعلان عن ولادة "يوغا الضحك" في فلسطين فعليًّا في شهر أيلول/ سبتمر الماضي ومقرّها جامعة بوليتكنك فلسطين في مدينة الخليل، قالت: "قمنا بكم هائل من الفعاليات الخاصة بيوغا الضحك في الخليل وفي محافظات أخرى في الضفة الغربية، وتمَّ تأسيس نادي ضحك في فلسطين "ضحكة فلسطين" وتمَّ تثبيته على الخريطة العالمية “laughter yoga Palestine” ".
وتابعت:" أعتبر أنَّ ما وصلت إليه فكرة "يوغا الضحك" في فلسطين وتقبل الجمهور لها بمثابة صدمة غير متوقعة، حيث لاقت استحسانًا كبيرًا في أوساط فئات مختلفة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء، وطلبة المدارس والجامعات، وكبار السن".

يد "يوغا الضحك" تطال شرائح واسعة من المجتمع
وعن سؤال الفئات التي تشملها "يوغا الضحك" والتي يمكنها ممارسة هذه الرياضة، بيّنت د.منال دنديس لـ"النجاح الإخباري" أنَّ ممارستها لا تقتصر على فئة معينة دون أخرى، بإمكان كل من يعاني الضغط النفسي أن يجربها، ولكل فئة تمارين خاصة.
وأضافت: "يوغا الضحك تمارس في رياض الأطفال لتعديل السلوك وتنشيط الدماغ، وتمارس لطلبة المدارس وتحديدًا طلبة الثانوية العامَّة الذين يعانون من ضغط الدراسة، كذلك تشمل موظفي الشركات وخدمة الزبائن، والصم والبكم والأشخاص من "متلازمة داون" أيضًا ليسوا مستثنيين من ممارستها، ويوغا الضحك تعتبر علاجًا تكميليًّا لمرضى السرطان والأمراض المزمنة للتخفيف عن الحالة المزاجية للمريض".
وأردفت قائلة: "يوغا الضحك" أيضًا تقتحم المؤسسة الأمنية في الدولة، لرجال الأمن والجنايات وفي أقسام التحقيقات والمواقع الحساسة التي تشكِّل ضغطًا كبيرًا على الموظفين فيها، ناهيك عن أنَّها جزء أساسيّ في مراكز الإصلاح والتأهيل للموقفين في السجون، فهي تشكل رافعة مهمة للتخفيف عنهم، وكسر الروتين الذي يعيشونه.
الثمار التي تقطفها بمارسة "يوغا الضحك"
وأفادت دنديس أنَّ الجسد لا يميز بين الضحك المصطنع والضحك الحقيقي، وله نفس التأثيرات الفسيولوجية والسيكولوجية، وعند الضحك يفرز الجسم هرمون السعادة، ويغني عن المسكنات ومضادات الاكتئاب المنتشرة بكثافة، أمَّا يوغا الضحك فتغذي الدماغ بالأكسجين، وكلّما زادت نسبة الأكسجين الواصلة للدماغ، نشطت العمليات الحيوية وزادت كفاءتها في الجسد، وبالتالي تزيد عمليات التركيز والنشاط والإبداع لدى الإنسان.
كما أنَّ الضحك الفعّال يساعد على تقوية جهاز المناعة، ويسبِّب نوعًا من السعادة والفرح والشعور بالارتياح، ونتيجة لممارسة التمرينات تفعّل بسلاسة معظم عضلات الجسم والوجه، والحجاب الحاجز، والبطن والمعدة والكبد والأحشاء، والبنكرياس.
نجوى جابر التي مارست رياضة "يوغا الضحك" في أحد المراكز الذي يُعنى بمتابعة النساء اللواتي يقطنّ في محيط الحرم الإبراهيمي الذي يتعرّض سكانه لاعتداءات مستمّرة من قبل قوات الاحتلال، عبّرت عن الشعور الذي انتابها خلال ممارسة "يوغا الضحك"، بقولها: "خفَّف هذا النوع من اليوغا  الضغوطات النفسية التي كنت أعاني منها، فعلًا كان متنفسًا".
وقالت اسمهان ادريس لـ"النجاح الإخباري": "إنَّ ممارسة "يوغا الضحك" تشعر الإنسان بالسعادة الغامرة والعميقة من أعماق القلب، وتفريغ الطاقات السلبية، وتجديد الطاقة الإيجابية.
ودعت إدريس الجميع لممارسة "يوغا الضحك" الذي يجمع بين الشق الصحي والترفيهي وآثاره الكبيرة على نفسية وصحة الإنسان، وهي ممارسة طبيعية وصحية لا تحتاج أيَّ عناء، والآثار الإيجابية التي تخلفها تفوق أي شيء.