هاني حبيب - النجاح الإخباري - انتهت يوم الاثنين الماضي المهلة التي أقرتها المحاكم الإسرائيلية لإخلاء المواطنين الفلسطينيين في الخان الأحمر مساكنهم بأنفسهم قبل أن تتوجه آليات الاحتلال تحت الحراسة لهدمها وتشريد سكانها، في الوقت نفسه توحد الفلسطينيون في الداخل المحتل كما في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات في مظاهرات وأنشطة في تحدٍ للاحتلال ورسائل قمعه، بالتوازي مع استعدادات وطنية رسمية وشعبية في الخان الأحمر، تشير إلى قرار الصمود والتصدي والبقاء على الأرض مهما كان الثمن.
وبينما لم يكن أحداً يسمع بالخان الأحمر قبل قرابة ثلاثة أشهر باتت قضيته رمزاً للصمود الوطني الفلسطيني من ناحية، ودلالة إضافية على الطابع العنصري الاقتلاعي لدولة الاحتلال الإسرائيلي بينما باتت فيه قضية الخان الأحمر وتداعياتها تشغل الرأي العام الدولي وتضاعف من اهتمام القوى الدولية أفراداً ومنظمات ودول للتضامن مع شعبنا الفلسطينية ونضاله الوطني وبحيث باتت خيمة التضامن تجمع أعداداً متزايدة من المتضامنين الذين أسهموا في دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية بوقف المجزرة الإسرائيلية المرتقبة في الخان الأحمر.
إن ما يجعل إسرائيل تتردد في اجتياح الخان الأحمر قلقها المتزايد من إمكانية تقدم دولة فلسطين بدعوة قضائية ضد الجيش الإسرائيلي إلى محكمة الجنايات الدولية، الباحث الإسرائيلي جلعاد تسفيك، أشار في مقالٍ له حاز على اهتمام المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل إلى أن الفلسطينيين باتوا مسلحين بالوسائل القانونية اللازمة لتقديم مثل هذه الشكوى ضد كل من شارك وبادر وخطط وأشرف في أي جزء من عملية هدم الخان الأحمر، مشيراً إلى أن نشطاء المنظمات الحقوقية واليسارية المتضامنة مع الخان الأحمر نجحوا في هزيمة الدعاية الإسرائيلية من خلال الصور التي التقطوها والتي تكشف طرق القمع الهمجية المستخدمة ضد المتظاهرين المتضامنين معهم من قبل الجيش الإسرائيلي.
هناك أكثر من 20 تجمعاً فلسطينياً شبيهاً بالخان الأحمر وإذا ما نجح الاحتلال في اقتلاعه فإن ذلك سيشجعه في المضي قدماً في ابتلاع كل هذه التجمعات لتمتد فوقها القدس الكبرى على 1000 كيلو متر مربع ما يوازي خمس مساحة الضفة الغربية وبحيث يفصل التواصل العربي بين شمال الضفة وجنوبها بينما سيتوفر للمستوطنات عناصر التواصل والتكامل، من هنا فإن معركة الخان الأحمر هي معركة القدس عاصمة دولة فلسطين.