إسلام الخالدي - النجاح الإخباري - بإمكانيات وموارد بسيطة استطاع الشقيقان حسام وطارق العيلة، اختراع سيارة كهربائية؛ في ظل توجه العالم نحو استخدامها بدلاً من تلك العاملة بالوقود الملوث للبيئة، واستطاعا التجول بها في أنحاء قطاع غزة، كوجه أخر في الإعلان عن تجربتهما التي تكللت بالنجاح رغم كل المعيقات التي واجهتهما في بداية الفكرة.

ولأن غزة تعتمد على الاستيراد أكثر من التصدير، وتزامناً مع وفرة العقول البشرية المفكرة التي يحاول الاحتلال والحصار سوياً طمسها، كان ذلك بوابة انطلاق مشروع السيارة الكهربائية المتحركة والتي صممت خصيصاً للعمل بلا وقود، وبأقل الإمكانيات المتاحة.

ومن هنا انطلت مراسلة "النجاح الإخباري" لإجراء مقابلة حصرية مع الشقيقين المخترعين حسام وطارق، اللذان كان لاسميهما نصيباً في الشهرة والعلن، بعد الخطوة التي أقدما عليها، متخطيان كل الصعوبات والعقبات التي كانت من الممكن أن تقف سداً منيعاً أمام طموحاتهم.

الحاجة أم الاختراع

وفي الحديث مع حسام العيلة تخصص هندسة ميكاترونيكس مستوى ثاني، يقول لـ "النجاح الإخباري" : "لأن الحاجة أم الاختراع، وما يمر به قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة والتي يعانيها منذ سنوات عديدة من انقطاع التيار الكهربائي وأزمات أخرى ومن ضمنها منع الاستيراد لبعض الموارد، جاءت فكرة اختراع سيارة تعمل على الطاقة الكهربائية والخلايا الشمسية، كإضافة جديدة في عالم السيارات المطروحة محلياً، ولنثبت للعالم بأن شباب غزة لديهم القدرات الكامنة والتي لو أتاحت لهم الفرص لكان واقعهم أفضل مما هو عليه، إلى جانب الحد بالدرجة الأولى من حجم الوارد وتكون الصناعة الفلسطينية رمز فخر لكل فلسطيني".

ويضيف: "في بداية الأمر كان لدي دراجة هوائية، جعلتها تعمل على الطاقة الكهربائية، فكنت استفيد منها جيداً كونها لبت حاجاتي بدرجة أولى، هذا ما دفعني رغبة بالوصول إلى اختراع سيارة محلية تضاهي المواصفات العالمية تعمل بالخلايا والطاقة، ولأن لدي قناعة ملحة بأننا بحاجة ماسة لصناعات تواكب الأوضاع المعيشية التي تواجهنا في ظل الحصار وانقطاع الوقود بين الحين والأخر، إلى جانب سياسية الاحتلال في طمس العقول النيرة من الشباب الغزي من خلال منع توريد المواد الخام التي تلزم الصناعات أولاً إلى جانب التضييق المستمر للإطاحة بأهدافنا أرضاً".

صديقة للبيئة

وحول آلية عمل السيارة صديقة البيئة حديثة الصنع، يشير العيلة إلى أنها تعمل بمحرك (1800 واط) يعيد الكهرباء إلى البطارية صممت بنظام الشحن الذاتي ونوابض كهربائية، وتشحن بخلايا الطاقة الشمسية المرنة، التي ما زال ينتظر وصولها من الخارج؛ لعدم توفرها، إضافة إلى أن هيكلها الخارجي من مادة الحديد، تلائم أي سائق كونها مريحة للغاية بعملية السياقة، لا تخرج العوادم فهي آمنة وصديقة للبيئة بالدرجة الأولى، ذو مواصفات تضاهي العالمية، رغم شح الموارد، مؤكداً على أن التصميم انطلقا به سوياً هو وشقيقه من نقطة الصفر دون تدخل أحد.

وعن أبرز العقبات التي واجهتهما يتابع: "نقص الموارد الأساسية، وعدم توفر العجلات ذو المواصفات والمقاسات المطلوبة، إضافة إلى أنها غالية الثمن"، مشيراً إلى أنهما استغلا ذلك بالعمل على نظام العجل المدمج من صنع يدوي بتكلفة أقل وجودة نوعاً ما سدت حاجتهم مؤقتاً.

"استوحينا التصميم بالدرجة الأولى ليواكب الحداثة العالمية، وليكون رمز فخر لفلسطين التي يخرج منها شباب ذو تفكير نير، لو أتيحت له الفرص لأبدع في مجالات أكثر أهمية تعود بالنفع على المجتمع والمواطن وتخدم كافة الفئات، في ظل ظروف قاهرة"، هذا ما نوه إليه.

براءة اختراع

ومن جهة أخرى قال طارق العيلة طالب ثانوية عامة شقيق حسام والذي كان مسانداً له بالفكرة وعملا سوياً لإنجاحها، عن التطورات التي سيدخلانها على هذه السيارة: "سيتم إضافة بعض القطع والغيارات التي ننتظر وصولها من الخارج؛ لإضفاء ميزات عليها، من خلال تحويلها على بطاريات الليثيوم فهي أسرع بالشحن وتسير لمدة أطول، وتعمل على نظام الشحن الذاتي، إلى جانب أنها خفيفة الوزن، مع إضافات على شكلها الخارجي وتوسيعها مستقبلاً؛ لتستوعب أربعة أشخاص على الأقل".

ويطمح إلى تسجيلها ضمن براءة اختراع محلية وعالمية، وأن يلتفت المهتمين في هذه المجالات إلى تبني الفكرة ودعمها مادياً ومعنوياً والرقي بها، وان يكون هناك حاضنة للعقول المفكرة ومساندتها حسب الإمكانيات المتاحة، وتوفير جو يرعى هذه الفرص غير المتكررة، كون شباب غزة يبدعون في مجالات عدة.

ويوجهان رسالة شكر لوالديهما اللذان كانا بيئة خصبة وحاضنة رئيسية في دعمهم مادياً ومعنوياً، رغم تلك العقبات التي مرا بها أثناء مرحلة التصميم والتصنيع، والتي كانت من الممكن أن تبوء بالفشل بسبب العثرات التي واجهتهما.