د.دلال عريقات - النجاح الإخباري - سألني صديقي المُلّم بالأوضاع السياسية الداخلية:

شو كيف شايفة الوضع؟

أجبته: الوضع صعب بس المنيح انه صار واضح!

قال: بتفق معك بس شو استراتيجية الخروج؟

أجبته: بعتقد ما ضَل خيارات كثيرة، لا طرف يقبل باستمرار الوضع الداخلي بنفس النهج من استمرار للانقسام وعدم عقد انتخابات وتبعية السلطة لإسرائيل، سينفجر الوضع أوتوماتيكياً والخسائر الوطنية ستتراكم، اللي بسمع تصريحات القيادة على عجلة، يستنتج انه الرئاسة ناوية تقلب الطاولة بوجه نتنياهو وترامب بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا تنوي الاستمرار بالعمل كجسم يخدم دولة الاحتلال في تسيير أمور الشعب المحتل في ظل توسع إسرائيل في مشروعها الصهيوني تحت غطاء "حل الدولتين".

قاطعني: يعني شو راح يعملوا؟

أكملت: واضح من التصريحات ان القيادة مُدركة ورافضة ان إسرائيل تستعمل السلطة كأداة لإقناع العالم باستمرار "عملية السلام"! وهذا ما سوف يتم التركيز عليه بعد العودة من الجمعية العامة، تفعيل الانتقال لمرحلة الدولة ومحاولة جني المزيد من الاعترافات والسيادة وإنهاء التبعية لإسرائيل وخلق جسم دولي متعدد الأطراف للوساطة بدلاً من أمريكا.

هنا أجابني: تخيلي معي لو انك الرئيسة التنفيذية لشركة كبرى وفِي يوم من الأيام جاء أهم وأذكى موظفين الشركة وأخبرك بنيته بالاستقالة، من الطبيعي انك ستتفاجئين وتحاولين إقناعه بالبقاء لأهمية وجوده ضمن الفريق وستعانين من التوتر وقلة النوم في تلك الليلة وانت تفكرين كيف ستسير أمور الشركة بعد خروج هذا الموظف وأهمية إيجاد بدائل!

بعد مرور شهر، إذا جاءك نفس الموظف وأخبرك بنيته مجدداً للاستقالة، الوضع الطبيعي ان تتضّايقي ولكن ليس بنفس درجة المرة الأولى، أما إذا جاءك للمرة الثالثة للتلويح بالاستقالة، فلن تعيري الموضوع اهتماماً، لا بل ستكونين قد تمكنت من إيجاد البدائل الأفضل لهذا الموظف لتسيير أمور الشركة على أحسن وجه.

هنا رسالة منطقية، واضحة وصريحة، نحن نتعامل الْيَوْم مع إدارة أمريكية تحكمها عقلية الشركات والصفقات، نعيش في عالم النيوليبرالية، في هذا الوقت الذي تبحث فيه القيادة الفلسطينية عن وسيط بديل لمنع التفرد الأمريكي في العملية السلمية، علينا أن ندرك أنه من البديهي بالمقابل ان إدارة نتنياهو وبالتعاون مع إدارة ترامب قد جهزت فعلاً بديلاً عن منظمة التحرير خاصة بعد أن هدد الرئيس الفلسطيني أكثر من مرة بتسليم مفاتيح السلطة والتوقف عن القيام بمهمة تسيير أمور شعب تحت الاحتلال من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة!

لقد جربنا الدبلوماسية والأمم المتحدة وعولنا على مبادرات دول الاتحاد الأوروبي وبذلنا جهوداً ومحاولات متكررة لمحاولة إيجاد وسيط متعدد الأطراف، الحقيقة واضحة وضوح الشمس، لن يتجرأ أحد أن يحل مكان أمريكا، ولن يعترفوا بالدولة ولن يحاسبوا إسرائيل على مخالفاتها ولن ينقذوا الخان الأحمر! الكل يعلم أن التغيير لن يأتي من الخارج والسلطة لن تسلم المفاتيح كما يفسر البعض ولن تسمح بوجود بديل عنها ولكنها لن تقبل باستمرار الوضع الراهن والتبعية، وهنا كلنا أمل بعد عودة القيادة من نيويورك، أن يتم التعامل بجدية وروح وطنية لإنهاء الانقسام ثم الإعلان عن تاريخ لعقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية لتمكين عملية التحول إلى دولة ديمقراطية ذات سيادة كما يستحق الشباب الفلسطيني.

عن القدس الفلسطينية