النجاح الإخباري -  ذكر جنرال "إسرائيلي" أن "غزة مشكلة غير قابلة للحل، وجميع الخيارات المتاحة أمام دولة الاحتلال بالنسبة لها ليست جيدة"، معتبرًا أن "الخيار الأفضل هو عدم احتلال قطاع غزة".

وقال القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في قوات الاحتلال الإسرائيلية، الجنرال سامي ترجمان إن دولة الاحتلال تخشى حال احتلالها غزة أن "تحل المشكلة التكتيكية، وتقع في ورطة استراتيجية"، مستطردًا : "لذلك قد لا يكون مفضلا سحق حماس نهائيا خشية التسبب باندلاع حرب واسعة في الجبهة الجنوبية".

جاءت تصريحات ترجمان خلال وقائع المؤتمر الدولي الثامن عشر لمواجهة (الإرهاب) الذي ينظمه معهد هرتسليا متعدد المجالات، بحضور جملة من كبار الوزراء والجنرالات "الإسرائيليين"، وتركز الحديث حول الطريقة المثلى لمواجهة حماس في قطاع غزة، .

وأضاف ترجمان أن "التسوية الجيدة المطلوبة لا تتم تحت إطلاق النار أو الضغط الميداني، بل ضرورة أن تخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية المزعومة كي تعتبر انتصارا من وجهة نظرنا، وليس بنظر حماس، لأنها حركة "معادية"، وكل ما يعنيها مقاومتنا وتفعيل قوتها ضدنا، وفي حالة استتباب الهدوء حول القطاع فإن ذلك لن يحقق أهدافها"، وفقا له.

وأكد في مداخلته خلال مداولات المؤتمر أن "التسوية الجيدة بالنسبة لنا أن تخدم مصالحنا، وتوفر لنا الهدوء وتعيد الأسرى والمفقودين، وتمنع أو تقلص تنامي القدرات العسكرية لحماس، وهذا ليس حلا سيئا".

وزعم أن "حماس تغيرت في السنوات الأخيرة، ولم يعد هدفها النهائي تشغيل القوة العسكرية بعد حرب غزة الجرف الصامد 2014، لأنها فهمت الدرس جيدا ومفاده أن استخدام القوة العسكرية لن يخدم مصالحها النهائية، ولذلك بات لديها توجه نحو إيجاد تسوية، ما يعد تراجعا في فكر حماس وتوجهاتها، مع أن ما لديها من قوة ومقدرات عسكرية لم يحقق أهدافها الاستراتيجية الجوهرية، لا في الجرف الصامد ولا بعدها".

وأشار إلى أن "تحقيق تسوية جيدة سيكون انتصارا لدولة الاحتلال"، مستدركًا : "لكني لا أعتقد أن هناك فرصا كبيرة لإنجازها، خاصة بسبب النزاع بين حركتي فتح وحماس". 

ويرى أن من الضروري اختبار هذه التسوية أمام الخيارات الصعبة الأخرى، "وفي حين أن الجيش يستطيع العمل مع أنفاق حماس، لكنه لن يحل المشكلة نهائيا".

وأوضح أن "قوات الاحتلال يجب أن تتعامل مع أي وسيلة عسكرية تبتكرها حماس منذ البداية، ومنها الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من خلال تحميل حماس المسؤولية عنها، ووقفها، وجباية ثمن باهظ من حماس بحيث يتم التعامل مع البالون الحارق كما القذيفة الصاروخية".

وأكد أن "نتائج الجرف الصامد كانت غير مكتملة من الناحية السياسية، لأنه كان هناك تفريط بالفرص السياسية على المستوى الاستراتيجي في استثمار الإنجازات العسكرية، خلال وبعد انتهاء الحرب من خلال توظيف الدور المصري، الذي يمتلك تأثيرا كبيرا على غزة وحماس، بعكس ما كان عليه الوضع في الماضي".

وختم بالقول إنه "من خلال تغيير القيادة داخل حماس، والضائقة القائمة داخل القطاع، وعجز الحركة عن توفير احتياجات السكان بصورة نموذجية، كل هذه الأشياء ينبغي أن تكون روافع تخدم مصلحة دولة الاحتلال الإسرائيلية في تحقيق تسوية جيدة لصالحها، في ظل أنني لا أرى احتمالية لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".