منال الزعبي - النجاح الإخباري -  "في زيارة تفقديّة لأشجار الزيتون قبل شهر من الموسم، تبيّن أنَّ الموسم هذا العام مضروب ( واللي بعمل الزيتيّة ) من الفلاحين محظوظ!

عبارة نشرها مزارع على حسابه الشخصي على فيس بوك في إشارة إلى أنَّ موسم الزيت شحيح لهذا العام، في حين توقّع الكثيرون أن يكون  موسم الزيتون الأسوأ لهذا العام وقد تشهد أسعار زيت الزيتون ارتفاعًا.

وقد أعلنت وزارة الزراعة عن بدء موعد قطف الزيتون لهذا العام والذي سيكون في (12/أكتوبر- تشرين الأول)

وقال المهندس رامز عبيد مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة أنَّ الوزارة أعلنت الموعد الأنسب لقطف الزيتون، ويُترك المجال في بعض المحافظات لتأخير الموسم حسب نضج الزيتون وحسب مناخ المنطقة.

وقال عبيد: "نتوخى في دائرة الزيتون أن يتم الحصول على زيت زيتون صحي ذات جودة عالية، ولذلك نولي اهتمامًا كبيرًا من خلال توجيه المزارعين وارشادهم في عملية القطف والعصر والتخزين".

ويؤكّد عبيد توقعات الفلاحين والمزارعين من تدني المحصول لهذا الموسم إذ إنَّ الظروف الجوية والتغير المناخي بالإضافة إلى إصابة حشرية طالت (20%) من أشجار فلسطين في المنطقة الغربية من الضفة الغربية وأدَّت إلى سقوط الثمار عن أشجار الزيتون، بحسب عبيد الذي أضاف أنَّ السبب الرئيس يرجع إلى التغير المناخي الذي شهدته فلسطين خاصة في نيسان الماضي.

زيت فاخر

وترتبط جودة زيت الزيتون بعدة عوامل منها  تاريخ قطفه، وحالة الثمار، والأدوات المستخدمة "القطافات"، فكلما تأخّر قطف الزيتون زادت فرصة إصابته بالآفات الحشرية بالذات ذبابة الزيتون التي تؤثر على كمية الزيت وجودته.

وينصح عبيد المزارعين بتغيير أسلوب القطف من اليدوي إلى القطف الميكانيكي من خلال الأدوات الحديثة المطروحة في الأسواق والتي تقلِّل تكاليف الإنتاج وتضمن نوعية أفضل.

وقال إنَّ القطف في موعده يحثّ الأشجار على موسم أفضل في العام القادم.

وأشار إلى أنَّ القطف الميكانيكي يحافظ على أغصان الأشجار وجودة الثمار، في حين تلحق العصي الأذى والضرر بأغصان الشجرة ما يؤثر على إنتاجها في العام المقبل .

ثمار الجول

ونوَّه عبيد إلى ضرورة فصل ثمار الجول عن الثمار الطازجة عند العصر مشيرًا إلى أنَّها غالبا تكون مصابة بذبابة الزيتون التي ترفع نسبة الحموضة  في الزيت.

وأضاف أنَّ القطف الميكانيكي يسهّل عملية القطف بشكل أسرع ما يُجنّبنا تكديس الزيتون ومن ثمَّ العصر أولًا بأول.

وبهذا الخصوص قال مدير عام الإرشاد والتنميّة الريفيّة في وزارة الزراعة المهندس صلاح البابا لـ"النجاح": "الظروف الجوية والتغيرات المناخية أثناء مرحلة الإبراز والعقد أثرت بشكل كبير على هذا الموسم، ما جعله قليل الحمل".

إلا أنَّ البابا دعا للتفاؤل حيث ورغم هذه التأثيرات السلبية فإنَّ تقديرات الإنتاج لهذا العام تقارب (10 آلاف طن) من الزيت، وهي كميّة جيّدة كافيّة للاستهلاك المحلي، رغم النقص في عمليّة التصدير هذا العام.

وأضاف البابا أنَّ سعر كيلو الزيت يفرضها السوق على مبدأ العرض والطلب، ويتم تحديد الأسعارمن قبل المزارع وليش من قبل الوزارة.

وأشار البابا إلى أنَّ القطف اليدوي يبقى الأفضل لضمان جودة الزيت، وإنَّ استخدام القطف الميكانيكي له سلبياته وإيجابياته، ويعتمد في الحالتين على كيفية الاستعمال من قبل المزارع، ويجب أن يكون هناك تحضيرات مسبقة كتقليم الأشجار وإزالة الأغصان الجافة والمريضة.

وتمنى البابا على المزارعين الالتزام بالموعد الذي حدّدته الوزارة لبدء الموسم للحصول على زيت عالي الجودة كمًا ونوعًا، واستخدام القطف اليدوي، وفتح المعاصر تزامنًا مع القطف ليكون الموسم من الشجر إلى الحجر.

يذكر أنَّ إنتاج هذا العام أقل من النصف وهذا لا يبشّر بخير، وربما تشهد أسعار زيت الزيتون ارتفاعًا كبيرًا قد يصل إلى (35) شيكلًا، أمّا لزيت القديم فسعره حاليّصا يصل إلى (30) شيكلًا، وهذا يثير مخاوف من احتكار شركات بعينها وكبار المنتجين للزيت، ويطرح مقترحات بفتح باب الاستيراد، ما يحتاج لدراسة تشترك بها وزارات الزراعة والاقتصاد إضافة لمجلس الزيت.

جولة في مواقع التواصل