النجاح الإخباري -  أكدّت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"  أن الإجراءات المتعاقبة التي تتخذها الإدارة الأميركية ضد شعبنا، ومؤسساته الوطنية، وضد منظمة التحرير الفلسطينية لن تؤدي سوى إلى مزيد من العزلة على الإدارة الأميركية، التي يفرضها الموقف الفلسطيني الرافض لأي حوار مع تلك الإدارة إلا بعد أن تتراجع إدارة ترمب عن كل الخطوات التي اتخذتها بحق شعبنا، بدءا بالقرار الخاص بالقدس.

وأوضح رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم منير الجاغوب تعقيبا على قرار اغلاق مقر منظمة التحرير في واشنطن، أن الإجراءات الأميركية تأتي استكمالاً لما سبقها من خطوات بدءا بالقرار الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، مروراً بسياسة التضييق المالي على "الأونروا" تمهيدا لتجاوز حق العودة، وصولا إلى وقف الدعم عن المستشفيات الفلسطينية في القدس المحتلة، وأخيرا قرار إغلاق الممثلية.

وأكد الجاغوب موقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الرافض "لصفقة القرن"، ولكل ما يتفرّع عنها من خطوات هوجاء توغل الإدارة الأميركية في اتخاذها كتعبير عن التخبط الذي تتصف به سياسة هذه الإدارة في تعاطيها مع القضية الفلسطينية، وهي سياسة

وقال "إن موقف الرئيس ثابت في التصدي للإجراءات الأميركية، وفي البحث عن بدائل وطنية تسد العجز الذي تظن أمريكا أنها ترميه في وجوهنا، ومن هنا كانت توجيهات سيادته للحكومة الفلسطينية بإيجاد الحلول المناسبة لضمان استمرار قيام مستشفياتنا في القدس المحتلة بواجبها تجاه أبناء شعبنا، إضافة الى التحرك على المستوى العربي والدولي لضمان استمرار تمويل نشاطات منظمة "الأونروا" لما يمثله ذلك من حفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين حتى يتم إنجاز حقهم بالعودة إلى بيوتهم التي طردوا منها عنوةً وذلك حسب قرارات الامم المتحدة التي تضمن لهم هذا الحق، وفي مقدمتها القرار رقم 194".

وبخصوص إغلاق مقر المنظمة، أشار الجاغوب إلى إن هذا القرار دليل آخر على انحدار السياسة الأمريكية إلى الهاوية في تعاطيها مع قضايا المنطقة، وهي بذلك إنما تعطي دليلاً آخر أنها لم تعد وسيطاً محايداً في صراعنا مع الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي، وإنما هي شريك كامل لهذا الاحتلال، تسخّر كل إمكانياتها لتوفير الحماية له ولكل سياسات قادة إسرائيل ضد شعبنا، وتحاول منع تقديم المسؤولين عن كل ما يتعرض له شعبنا من جرائم للمساءلة أمام محكمة الجنايات الدولية.

وختم الجاغوب تصريحه قائلاً: إن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي جزء أصيل من شخصية شعبنا ومن نسيجه الوطني، ولا يمكن حصر دورها أو تقزيمه بمجرد إغلاق مكتب لها هنا أو هناك، وإن دلّ القرار الأميركي بإغلاق المقر فيدل على جهل مطبق بالدور الذي تلعبه المنظمة في نضال شعبنا وعبر أكثر من نصف قرن.

وتابع: وهو دليل آخر أن على إدارة ترمب التخلص فورا من المستشارين المهتمين بشؤون الشرق الأوسط لأن كل ما يوصون به من إجراءات إنما يأتي لخدمة نتانياهو ومستوطنيه، وهذه سياسة قصيرة النظر لن تؤدي سوى إلى مزيد من العنف والقتل وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم، ستتحمل الإدارة الأمريكية مسؤوليته كاملةً بصفتها شريك إسرائيل وراعيها وحاميها.