النجاح الإخباري - افتتحت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، مساء اليوم الأحد، الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني التاسع (فلسطين واحة الإبداع الشبابي)، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مسرح الهلال الأحمر، بإطار الاحتفاء بالقدس عاصمة الشباب الإسلامي.

ويعقد الملتقى هذا العام بدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،  بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وافتتح بحضور عدد من الفنانين والمثقفين، اضافة لفرق الرقص الفلكلوري الشعبي وهما الكمنجاتي، وجامعة الاستقلال للفنون الشعبية، والفنان مراد سويطي.

وتأتي أهمية هذا الملتقى، من خلال استضافة مجموعة من المثقفين والكتاب والشعراء العرب والأجانب، لرسم ملامح الثقافة الفلسطينية في أذهانهم، وتوسيع معارفهم تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية بالأراضي الفلسطينية

وسيشارك في أعمال الملتقى إلى جانب الشباب الفلسطيني نظراؤهم المناصرون والأصدقاء من كافة الدول، إضافة للتركيز على فلسطينيي الشتات، وعدد من الشباب العربي من الدول الشقيقة، وتتضمن فعاليات الملتقى الذي سيضم قريب الـ 30 من أبنائنا في الشتات، وما يزيد عن 60 شابا وشابة من مناطق الضفة والقدس والداخل المحتل ومن الشتات.

ونقل مستشار رئيس دولة فلسطين للشؤون الدينية، قاضي القضاة محمود الهباش، في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، تحيات الرئيس، وقال: "شرفني الرئيس أن أقف بينكم في ظلال القدس باعتبارها عاصمة أبدية لفلسطين وعاصمة أبدية لكل الشباب الإسلامي والعربي من الأزل وإلى الأبد وليس لسنة واحدة، ودوما كانت القدس نقطة الارتكاز التي لا تغيب من الوعي والعقل والقلب ولا تختفي من المشاعر، ودوما كانت القلب الذي ينبض ويضخ الدم في شرايين الجسد كله وفي المقدمة الشباب الذين تعول عليهم القدس في أن يمسحوا دمعها ويصنعون مستقبلها المرتبط بماضيها رغم أنف الاحتلال".

وأضاف، "الاحتلال يفعل الأعاجيب لتصبح القدس وفلسطين أرضا بلا شعب وخاوية على عروشها، ليصنعوا لها تاريخا مزيفا ويدعون أنهم يرتبطون بها بوعد إلهي لا اعرف من أين جاء".

وأوضح الهباش، أن القدس اليوم تتجرع السم من الاحتلال ولا تموت، بل تقاوم ذلك السم الذي لا يزيدها إلى حضورا وحياة، وفي كل يوم تحضر القدس بطريقة أو بأخرى في السياسة والاقتصاد والوعي والدين والثقافة والتربية وغيرها.

وأشار إلى أن ادعاء ترمب أن القدس عاصمة لإسرائيل وإزالتها من طاولة المفاوضات لا يعني شيئا، فالقدس هي القدس والقدس هي الأقصى والقيامة، وهي أرض المحشر والمنشر وهي بوابة السماء وأرض الإسراء وحبيبة عيسى ومحمد، ولن تكل القيادة الفلسطينية من قول لا لكل مشاريع تصفية قضيتنا.

وقال الهباش: إن كل مشاريع الدولة المؤقتة ومشاريع التهدئة التي تحاول تمزيق الوقت على صخرة القدس ستفشل، وكل مشروع ليس فيه شيء من القدس سيموت، مشروع دولة غزة مشروع ميت قبل أن يولد لأنه يفتقد القدس ويفتقر لكل مقومات الحياة، فغزة ليست مفصولة عن فلسطين وليست مقطوعة عن القدس فهي بعض من الجغرافيا الفلسطينية، وكل الجغرافيا الفلسطينية بدون القدس لا تساوي شيئا.

بدوره، قال رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في منظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود إسماعيل، "إن الفلسطينيين أدركوا منذ عقود أن غذاء العقل يغلب قعقعة الأمعاء الخاوية وأزيز الرصاص، فغرسوا قادة فكر متعلمين ومبدعين، وكلما بدا أن ثورتهم تخبوا قاموا وقامت شعلة واحدة كأنها تولد من جديد".

وشدد على أن الشباب الفلسطيني يعمل بكل جد واجتهاد من أجل وطنه، وأن انتصار الحق الفلسطيني في معركة بوابات الأقصى وكل ما رافق ذلك من صمود وإصرار فلسطيني كان كفيلا بردع من يسعى للقفز فوق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي يسعى ترمب لتحقيقها.

وأضاف اسماعيل، "القدس عربية فلسطينية مثل كل شبر من فلسطين، ثائرة ومبدعة في الصمود، وصلبة وعصية على الانكسار، وإن نظرتم جيدا ضيوفنا بعمق أكثر، سترون في كل خطوة على هذه الأرض ما يدهش حواسكم، وستلمسون روحها في الشجر والبشر والحجر، وفرح ظاهر رغم كل ما يحدث على السطح من الاحتلال والعدوان".

من جانبه، قال نائب مفوض الأقاليم الخارجية في حركة فتح، عضو المجلس الثوري السفير زهير الوزير، إن عددا كبيرا من أبناء الجاليات الفلسطينية استجاب للدعوة والمشاركة في الملتقى بالقدوم للوطن رغم المصاعب التي واجهها، وحرمت سلطات الاحتلال عددا من القادمين من الشتات من الدخول لوطهم وتم ترحيلهم من حيث أتوا وختموا على جوازاتهم لمنع دخولهم لعشر سنوات، وجميعهم فلسطينيون من حملة الجوازات السويدية، وعلى ما يبدو أنها رسالة من الاحتلال للحكومة السويدية التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين.

وأكد أن الوفود القادمة ستعود من حيث أتت وستنقل الواقع الأليم الذين يعيشه أبناء شعبنا جراء الاحتلال، وستنقل الصورة المشرقة للمقاومة الشعبية في مختلف الأرجاء، وبينها القدس التي يدافع أبناؤها عنها يوميا، ومعاناة أهلنا في غزة الذين يواجهون القتل والتدمير والحصار الشامل منذ سنوات، والتي حرم شبابها من المشاركة في هذا الملتقى بسبب الحصار الجائر.

وأشار الوزير إلى أن الملتقى فرصة للتعرف عن قرب على القضية الفلسطينية والاطلاع على القضايا السياسية والمجتمعية والثقافية وواقع الحياة للشباب الفلسطيني ودوره في مقاومة الاحتلال.