النجاح الإخباري - في الموقع الإلكتروني الرسميّ الخاصّ بنفقاتِها الماليّة، تستعرض الحكومةُ الأمريكيةُ تفاصيلَ العقد الذي وقعتْهُ مع شركة “ليماك” التركية للعقارات، والذي ستُنفذ الأخيرة بموجبِهِ إضافاتٍ إنشائيةً على مبنى السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، والمقصود هنا هو المبنى الموجود في مستوطنة “أرنونا” جنوبي القدس، والذي كان فرعاً للقنصلية الأمريكية في القدس، قبل أن يُصبح في أيار الماضي المقرّ الرسمي للسفارة الأمريكية في المدينة المحتلة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن خلال خطابٍ له في البيت الأبيض في 6 كانون أول 2017  اعترافَ إدارته بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال، وعليه وقع على قرار نقل السفارة الأميركية إليها. حيث افتُتِحت السفارة في الذكرى السبعين للنكبة بتاريخ 14 أيار 2018، في خطوة مهينة للفلسطينيين وقضيتهم.

الموقع الرسمي الأمريكي USAspending، نشر تفاصيل العقد الموقع مع شركة “ليماك” التركية وشركة ديسبلد الأمريكية DESBUILD LIMAK D&K JV LLC – اللتين قدمتا ملفاً مشتركاً لبناء مشروع السفارة. جاء في العقد الرسميّ المنشور أنه تم دفع (21,182,581) دولار، مقابل أن تقوم الشركة بتصميم وبناء إضافات أمنيّة لمبنى السفارة الأمريكية في القدس، وذلك خلال عامين، إذ ستبدأ الشركة أعمالها في السابع من أيلول 2018، ومن المتوقع أن تنهيها في الرابع من أيلول 2020.

وكانت شركة “ليماك” التركية التي تأسست عام 1976 وقعت في أيار 2017، وبمساعدة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، على مشروع بناء مطار الكويت الجديد بتكلفة وصلت 4.4 مليار دولار. ومن المتوقع أن تتم الشركة بناء المطار خلال أربع سنوات، حسب خبر نشره موقع TRT التركي، أي أنه وبينما تقوم الشركة ببناء مطار الكويت، ستقوم ببناء السفارة الأمريكية في القدس المحتلة.

وكالة الأناضول الإخبارية نقلت خبراً في  22 تموز 2017، تضمن بياناً للشركة نفت فيه مشاركتها ببناء مشروع السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، وهو الخبر الذي انتشر بشكل واسع خلافاً للخبر الأول الذي يؤكد تورط الشركة التركية. أعاد موقع I24 الإسرائيلي الناطق بالعربي نشر البيان في السادس من آب الجاري، فيما أكد موقع تايمز أوف إسرائيل في الثالث من آب في خبر له أن الشركة التركية تشارك في بناء مشروع السفارة الأمريكية.

ورغم حرص الشركة على نشر أخبارها دورياً من خلال بيانات صحفية على الموقع الالكتروني، إذ نشرت منذ بداية العام 40 بياناً تقريباً، إلا أنها لم تنشر بيان النفي، وكانت وكالة الأناضول أول من نشره وتداوله.

ويفيد خبر “الأناضول” أن شركة “ليماك” حصلت مع شركة ديسبيلد التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مركزا لها، على رخصة تأهيل منذ خمس سنوات لإنجاز العشرات من أعمال البناء لصالح وزارة الخارجية الأمريكية، وتم تقديم عروض بهذا الخصوص، وقد أنجزت مع الشركة الأمريكية العديد من المشاريع مثل بناء سفارات واشنطن لدى العراق ولبنان ونيوزلندا وبليز في أمريكا الوسطى.

وأكد الخبر، أنه عندما جاء الأمر لبناء السفارة الأمريكية، أبلغت “ديسبيلد” الأمريكية، أنها لن تشارك معها في هذا المشروع، ولن تقدم عرضاً بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن نظيرتها الأمريكية، قررت على إثر ذلك، المضي لوحدها في المشروع.

“ليماك” حتى الآن لم تقدم رسمياً أية وثائق عن انسحابها من المشاركة في بناء السفارة الأمريكية، وما زال اسمها مكتوباً في العقد الرسمي المنشور، إلا أن انسحابها لن يبرأها من التورط في بناء السفارة، إذ أن شراكتها مع ديسبلد الأمريكية قد أهلتها للحصول على بناء مشروع السفارة، ما يعني أن الترويج إعلامياً لانسحاب ليماك لا قيمة له، ما دام الشركة التركية تدعم شريكتها ديسبلد الأمريكية في الاستمرار ببناء السفارة.