النجاح الإخباري - عاد الصراع بين العلمانيين والحريديين في "إسرائيل إلى واجهة الأحداث، بعد إعلان شركة "ناتيفي أيالون"، التي تدير شبكة الشوارع الرئيسية في إسرائيل، شرقي تل أبيب، عن إغلاق هذه الشوارع على مدار ستة أيام سبت، بسبب أعمال بناء جسر كبير، يعرف باسم "جسر يهوديت". واحتج سياسيون ووسائل إعلام حريدية على هذه الأعمال كونها تجري يوم السبت، الذي يسعى الحريديون إلى منع العمل فيه بسبب قدسيته وفق الشريعة اليهودية.

وهدد الحريديون بإحداث أزمة في الائتلاف الحكومي في حال تم تنفيذ الأعمال في أيام السبت، ما دفع وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى وصف إعلان الشركة بأنه "مثير للغضب ولا حاجة له"، وأعلن عن تجميد أعمال بناء الجسر. وقال كاتس في بيان إن "طريقة التنفيذ التي اختيرت لبناء الجسر تبدو إشكالية أيضا ومن شأنها أن تلحق مسا شديدا بمجمل الجمهور خلال نهايات الأسابيع".

وأصدر كاتس  تعليمات للشركة تقضي بتجميد أعمال بناء الجسر فورا وتقديم خطة بديلة لتنفيذ الأعمال، خلال ساعات الليل المتأخرة "مثلما جرى في حالات مشابهة وكما هو مهمول له في البلاد والعالم". وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه يعتمد على كاتس بإيجاد توقيت غير يوم السبت لبناء الجسر. وتقول الشركة إن تنفيذ أعمال كهذه في ساعات الليل المتأخرة ليس واقعيا. كذلك اعترض رئيس بلدية تل أبيب، رون خولدائي، على قرار كاتس وهدد بالتوجه إلى المحكمة العليا ضد تجميد أعمال بناء الجسر.

ويستند الحريديون في مطالبتهم بعدم تنفيذ أعمال، وحتى منع الإسرائيليين من العمل وإغلاق المصالح التجارية كافة، إلى رسالة كان قد بعثها دافيد بن غوريون، في العام 1947 وقبل قيام إسرائيل، التي أصبح أول رئيس حكومة فيها، إلى قيادة الحريديين من حزب "أغودات يسرائيل"، الذي يمثله في الحكومة حاليا نائب الوزير يعقوب ليتسمان. وتعهد بن غوريون في الرسالة بأن تحافظ "إسرائيل" بعد قيامها على أربع قضايا، هي الغذاء والشراب الـ"كاشير" (أي الحلال وفق الشريعة اليهودية) والأحوال الشخصية (الزواج والطلاق) والتعليم وقدسية السبت. وعرفت هذه التفاهمات بـ"الستاتيكو"، أي الوضع القائم.

وتظهر تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية اليوم حدوث تراجع في هذا "الستاتيكو" على مر السنين. إذا تفتح في أيام السبت 98% من دور السينما و65% من المتاحف و20% من المجمعات التجارية. كذلك قال تقرير بثته القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أن أكثر من 620 ألف شخص، يشكلون 17% من العاملين في "إسرائيل"، يعملون في أيام السبت، رغم أنه يحظر عليهم العمل في أيام السبت بموجب قانون ساعات العمل والراحة. ونسبة اليهود بينهم 65%.

ودلت معطيات نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية على أن 92 ألف عامل في "إسرائيل" لا يحظون بيوم راحة أسبوعي، و42% من الذين يعملون أيام السبت يعملون في مجال الضيافة والأطعمة و30% في مجال التجارة، والباقون في مجالات الصحة والزراعة.