النجاح الإخباري - شارك وفد فلسطيني رسمي منتدب عن السيد الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مراسم تأبين الصحفي الإسرائيلي المخضرم والسياسي العنيد المناهض للاحتلال أوري أفنيري، وذلك في بيت الصحافة بتل أبيب مساء الأربعاء 22 آب. وكان أفنيري قد توفي في مطلع الأسبوع عن عمر يناهز 94 عاما.

وترأس الوفد: المستشار الخاص للسيد الرئيس نبيل شعث، الذي القى كلمة نقل فيها تعازي الرئيس والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني إلى أقارب وأصدقاء أفنيري وإلى معسكر السلام في إسرائيل، وأكد أن الرسالة التي آمن بها أفنيري طيلة العقود الماضية وهي حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 هي التي ستفوز في النهاية لأنها رغبة العقلاء وكل أنصار السلام ليس في إسرائيل فحسب وإنما في كل أنحاء العالم.

قال: إن قوى السلام العادل والشامل في كل من فلسطين وإسرائيل قادرة على التكاتف والعمل المشترك من أجل تحقيق ما كان يحلم به أفنيري، مؤكدا أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع هو حل الدولتين.

وضم الوفد الفلسطيني كلا من: السفيرة هند خوري، والسفير محمد عودة، والسفير سعيد حمد، وشاهر سعد، وعماد شقور، وأنور أبو عيشة، وبسام رباح، وشداد العتيلي، وحسني بدير، وعادل شديد، وعايد عويمر، وأكرم شديد، ونائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي والياس زنانيري، الذي تلا أمام الحضور نص رسالة التعزية التي بعث بها السيد الرئيس إلى المشاركين في مراسم تأبين أفنيري.

ووصف زنانيري في كلمته أفنيري بالصحفي المقاتل من أجل نشر الحقيقة، والسياسي الذي كان من أوائل من رفعوا العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الإسرائيلي في المظاهرات العربية– اليهودية المشتركة التي جرت داخل إسرائيل ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد ممارساته ضد شعبنا الفلسطيني. وأهاب بالحشد الذي جاء ليلقي نظرة الوداع الأخير على جثمان أفنيري بالعمل معا، عربا ويهودا، من أجل إنجاح حل الدولتين وإسقاط قانون القومية الذي هو في واقع الحال قانون الهاوية لأنه يدفع بالطرفين نحو هاوية استمرار الصراع إلى ما لا نهاية.

كما تحدث كل من: عضو الكنيست أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، وعمير بيرتس وزير الدفاع الأسبق، وزهافا غلئون الزعيمة السابقة لحزب ميرتس، وتمار زاندبرغ الزعيمة الجديدة للحزب، والصحفي رونين بيرغمان الذي كشف في كتابه الأخير خطة الموساد الإسرائيلي لاغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات في بيروت في تموز 1982 حين زاره أفنيري وكيف أن وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه أريئيل شارون لم يأبه لوجود أفنيري مع عرفات واعتبر أن مقتل الصحفي الإسرائيلي في العملية حدثا عارضا. لكن المحاولة باءت بالفشل وقال عنها أفنيري لاحقا بأن السبب الأول لفشلها هو يقظة ياسر عرفات وحسه الأمني المرهف الذي منعه من قضاء أكثر من ليلة واحدة في نفس المكان بينما كان السبب الثاني هو الحظ الذي حالف الرجلين.

وتحدث كذلك لفيف من الصحافيين الذين عملوا مع أفنيري وتحديدا في مجلته واسعة الانتشار "هعولام هزيه" وعددوا مواقفه ومناقبه التي لم تعرف المهادنة حيث كان يصر على نشر ما يصل إليه من معلومات وتقارير رغم أنف الرقيب العسكري في وقت كانت الصحافة الإسرائيلية تعمل وفق اتفاق غير مكتوب مع الرقابة العسكرية على عدم نشر ما قد يسيء إلى سمعة إسرائيل أو إلى أسرارها الأمنية. ثم تحدث عدد ممن واكبوا مسيرة أفنيري السياسية وأسهبوا في وصف مواقفه التي تجاوزت كل الأحزاب والأفكار المسبقة فكان وفيا لمعتقداته حتى حين كان يغرد خارج السرب الإسرائيلي وحين كانت مواقفه خارج سياق الإجماع الإسرائيلي وهي دوما كانت كذلك.

وبرزت في حفل التأبين الصحفية المخضرمة عنات سراغوستي التي عملت سنين طويلة مصورة ومحررة إلى جانب أفنيري فأصبحت أقرب الناس إليه في وقت لم يترك وراءه أسرة أو أبناء، لدرجة أن والدته حرمته من ميراثها احتجاجا على زيارته للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت عام 1982.