النجاح الإخباري - كشفت تقارير أمريكية، أن مهندسي خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية المعروفة بــ"صفقة القرن "، يسعون إلى توسيع الفريق الخاص بها تمهيدا للإعلان عنها بعد أن طال انتظارها.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن على إسرائيل أن تدفع ثمنا باهظا، بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لها.

ووفقا لتقرير كشفت عنه شبكة (سي بي اس نيوز) ، إن إدارة ترامب "بدأت في الإعداد لطرح الخطة، وأن مهندسيها - جاريد كوشنر،صهر الرئيس ومستشاره الأول للسلام، وجيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس للمفاوضات الدولية، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان "يقومون بتوسيع فريقهم.

وقال التقرير "يقوم الفريق حاليًا بإضافة مسئولين على مستوى العمل يمكنهم البدء في التركيز على تفاصيل الخطة ، بما في ذلك الجزء الاقتصادي ، بالإضافة إلى إستراتيجية الرسائل الموجهة الخاصة بهم (لشرح الخطة)" ناسبا التقرير لدبلوماسيين أجانب في العاصمة الأميركية قولهم أنهم سيكونون سعداء في حال نمو الفريق "وما يجلبه ذلك من المزيد من الخبرات الإقليمية إلى غرفة التفاوض".

ونقلت الشبكة عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله "إن فريق السلام يوسع من أعدادهم والموارد المتاحة وهم يسعون لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل وإستراتيجية إطلاق مبادرة السلام".

ورغم تقرير الشبكة إلا أن تاريخ بدء تنفيذ خطة السلام أو الإعلان عنها، الذي تم تأجيله باستمرار طوال العام ،ما زال غير واضح، فيما اقترح البعض لتأجيلها إلى ما بعد الانتخابات النصفية الأميركية يوم 6 أكتوبر المقبل.

وتشير (سي.بي.إس) إلى تقارير تفيد بأن إدارة ترامب قد تدفع باتجاه طرحها خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA) الشهر المقبل 18 أيلول-6 تشرين الأول 2018، ولكن الشبكة تنسب لخبراء يقولون إن ذلك سيكون بمثابة طريق مسدود لإطلاق الخطة في نهاية المطاف.

وقال جوناثان شانزر من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ، وهي مؤسسة فكرية ذات توجه يميني وواجهة للوبي الإسرائيلي، "إن استراتيجية الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أظن أنها ستكون صعبة ، حتى لو لم يكن الدبلوماسيون العرب راضين عن النهج الشامل. إن أخذها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي هي بيت الشعب الفلسطيني ، يمكن أن يضر بفرص أن تكون هذه الخطة ، خطة ناجحة"

وتقول الشبكة (سي بي اس) "ما زالت الإدارة تعمل على حث الفلسطينيين على المشاركة في عملية الصياغة" مشيرة إلى أنه في العام الماضي ، كانت هناك اجتماعات منتظمة بين كوشنر وغرينبلات وصائب عريقات ، كبير المفاوضين الفلسطينيين ، بحسب دبلوماسيين على علم بالمحادثات، حين كان عريقات في ولاية فرجينيا يخضع لعملية جراحية "لكن بعد أن نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس في وقت سابق من هذا العام ، قطع الفلسطينيون هذا الخط من الاتصال".

ويقول التقرير "لقد طلبت إدارة ترامب من الحلفاء في المنطقة - بما في ذلك كبار المسؤولين من مصر والسعودية - تشجيع الفلسطينيين على القدوم إلى طاولة المفاوضات"، إلا أن الفلسطينيين تجنبوا إجراء محادثات مباشرة مع البيت الأبيض. لكن فريق ترامب أخبر الوسطاء مع للفلسطينيين بأن الإدارة سوف تطرح خطة السلام مهما كلف الأمر بهم أو بدونهم ، وإنه من مصلحة الفلسطينيين أن ينخرطوا قبل أن يصبح ليس لهم أي دور ، وفقا لمصادر متعددة، كما تطلب الإدارة من الحلفاء في المنطقة البحث عن قادة فلسطينيين محتملين يمكنهم العمل معهم قدما خاصة وأن عباس يكبر سنا" .

وتابعت الشبكة أن العديد من الخبراء الذين درسوا عمليات السلام التي قادها الرؤساء الأميركيون السابقون يعتقدون إن موقف الإدارة المؤيد لإسرائيل يعني أن خطتهم قد "وصلت ميتة" ، و"لكن المدافعين عن نهج الإدارة يقولون إن البيت الأبيض يعترف فقط بالوقائع على الأرض سياسة الأمر الواقع" .

وأضافت "يقول شانزرأن إدارة ترامب تعترف بالسلطة والسيطرة الإسرائيلية ، وبان إسرائيل تحتفظ بكل الأوراق في هذه المرحلة، مقارنة بالإدارات السابقة التي سعت في البداية إلى وضع الفلسطينيين والإسرائيليين على قدم المساواة، وبالتالي فمن المؤكد أنهم سيأتون إلى الطاولة بنهج مختلف ، عارفين بأنهم يفشلوا بشكل أسوأ من الإدارات السابقة".

وعلى ما يبدو فإن تفاصيل "صفقة القرن" لا تزال قيد الإعداد، فيما يبقى الإحكام مطبقا على فحواها، إلا أن الإدارة الأميركية أقرت بأن خطتها لن تجعل جميع الأطراف سعيدة.

وكتب الفريق العامل في الخطة في بيان مشترك الأسبوع الماضي نشره مبعوث الرئيس ترامب للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات على صفحته غلى تويتر، باسمه واسم جارد كوشتر وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي. "لن يكون أحد راضٍ تمامًا عن اقتراحنا ، ولكن هذه هي الطريقة التي يجب أن يعمل بها إذا أريد تحقيق السلام الحقيقي. لا يمكن أن ينجح السلام إلا إذا كان قائماً على الحقائق ".