هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - "تهدئة الفصل" بهذا المصطلح تصف قيادات فلسطينية اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل وسط توقعات أن تؤدي هذه الهدنة إلى فصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية لتكون خطوة أساسية في تمرير صفقة القرن.

محللون أكدوا لـ"النجاح الإخباري" أن نتائج كارثية تحدق بالقضية الفلسطينية من هذا الاتفاق، خاصة وأن المفاوضات مع الاحتلال حول التهدئة أقيمت في وقت اجتماعات المجلس المركزي، الأمر الذي كرس سلبية هذا الإتفاق، هذا عدا عن انها تمت بعيدا عن الممثل الشرعي والوحيد "منظمة التحرير الفلسطينية" وهذا ما أكدته مصادر فلسطينية لصحيفة الشرق الأوسط، وأضافت أن الاتفاق تحول إلى مهرجان يضم فصائل غير معروفة أو مؤثرة، ودورها فقط أنها محسوبة على حركة حماس.

وكشف مصدر أمني مصري أن اتفاق التهدئة الذي تتوسط فيه بلاده بين حركة حماس وإسرائيل، "يُتوقع إعلانه الأسبوع المقبل" بعد وضع "اللمسات الأخيرة" عليه في ظل وجود وفود من الفصائل الفلسطينية في القاهرة.

فما النتائج الكارثية لاتفاق التهدئة على القضية الفلسطينية بعيدا عن منظمة التحرير؟ وهل ستمرر إسرائيل صفقة القرن بطريقة غير مباشرة من خلال الإتفاق؟ ولماذا يجب أن تكون مرجعية الاتفاق لمنظمة التحرير؟

وبهذا الصدد صرح عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، بأن "المفاوضات مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار والهدنة في غزة، وإجراء ترتيبات منفصلة خاصة بهذا القطاع، تعني أن حماس تشارك في مخطط عدائي، يهدف لفصل غزة عن دولة فلسطين، كما هو معترف بها دولياً على حدود 1967".

وأوضح الأحمد، أن "مواصلة حماس الانخراط في المحادثات دون حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، لا يخدم إلا مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تعملان على خلق دويلة في قطاع غزة".

مقايضة سياسية

من جهته صرح الناطق باسم حركة فتح د. عاطف أبو سيف أن فتح مع التهدئة ولكن دون تعزيز فكرة فصل القطاع عن الضفة، حيث تحاول إسرائيل تمرير صفقة القرن من خلال الاتفاق بطريقة غير مباشرة، مشيرا إلى أن مصير الشعب الفلسطيني مشترك.

وأوضح في تصريح خاص لـ"النجاح الاخباري" أن الحالة التي نشهدها مؤخرا هي مقايضة على الحقوق السياسية.

وأضاف أن التهدئة الحقيقية تكون عبر بوابة الوحدة الوطنية والشرعية الفلسطينية بالإجماع الوطني، قائلا "التهدئة ليست شأنا حزبيا خالصا ولا تخص حركة حماس وحدها بل الشعب الفلسطيني عامة، وما تقوم به الحركة هو خطف القرار الفلسطيني وتقديمه كهدية لإسرائيل".

وطالب أبو سيف بضرورة الاتحاد على قاعدة الحكومة الفلسطينية حتى تكون قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين، وتمكينها بقطاع غزة.

وكشف موقع مديل إيست أي البريطاني نقلا عن قيادي في حركة حماس أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس في غزة بوساطة مصرية قد تفضي إلى توفير ممر مائي يمثل متنفسا لسكان قطاع غزة المحاصر، وفتح كل المعابر المؤدية إلى قطاع غزة مقابل وقف العمليات العسكرية ضد الإسرائيليين.

"هدية لإسرائيل على طبق من ذهب"

بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن مخاطر عديدة تحدق بالقضية الفلسطينية في حال تم إبرام اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل بعيدا عن الممثل الشرعي والوحيد "منظمة التحرير الفلسطينية".

وأوضح حرب في تحليل خاص لـ"النجاح الاخباري" أن  الخطر يكمن في غياب الكينونة السياسية في أي عملية مفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية، مشيرا إلى أن ذلك يدفع مشروع فصل غزة  عن الضفة وتمرير المشروع الاسرائيلي القديم والذي يتعلق بإقامة دولة بقطاع ، ومن ثم الاستفراد بالضفة.

ونوه إلى أن إبرام الإتفاق مع غياب الأفق السياسي، يقدم ما يطمح له الاحتلال على طبق من ذهب، والذي يتمحور حول مصطلح "الهدوء مقابل الغذاء" أي الحفاظ على الوضع الراهن لتحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية دون انهاء الاحتلال بشكل كامل.

وأكد أن المخاطر واقعة لا محالة ما بعد التوقيع على مشروع التهدئة.

يذكر أن فصائل فلسطينية، تُجري مفاوضات مع إسرائيل بوساطة مصرية من أجل بحث تهدئة في قطاع غزة، وتسعى إلى تثبيت اتفاق لوقف إطلاق النار يستند إلى اتفاق عام 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية على أن يفتح الاتفاق الجديد المجال لاتفاق لاحق حول صفقة تبادل أسرى وإقامة مشروعات كبيرة في قطاع غزة.

ويتضمن الاتفاق الذي ناقشه اجتماع الكابينت الاسرائيلي وقفا شاملا لإطلاق النار، مقابل فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد، ولاحقا يجري إدخال مواد طبية ومساعدات إنسانية، ومن ثم العمل على إجراء ترتيبات خاصة لحل قضية الأسرى والجنود الإسرائيليين المفقودين بغزة، على أن تجري بعد ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية لغزة بتمويل أجنبي، ثم إقامة مشروعات كبيرة من بينها المطار والميناء.

وأعلن قيادي كبير في حركة حماس عن قرب التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن يوم أمس الجمعة شهد نوعا من الهدوء لإعطاء فرصة لإنجاح الجهود المصرية والأممية للتوصل للتهدئة.