النجاح الإخباري - يبدو أن الإسرائيليين لا يعرفون حتى الآن تفاصيل الاتفاق، أو التفاهمات، بشأن ما يسمونها "التسوية" مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. إذ لم يصدر عن اجتماعات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) معلومات واضحة بشأن مداولاته حول التسوية، وما هو شكل الهدنة التي ستنجم عنها. والمعلومات حول هدنة لسنة وتخفيف الحصار وممر مائي جاءت كلها عبر تسريبات مجهولة المصدر عبر وسائل إعلام عربية، وليس إسرائيلية. من هنا، لم تكن التحليلات بهذا الصدد في الصحف الإسرائيلية، اليوم الجمعة، موحدة، بل جاءت متناقضة ومتوجسة.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أن "التقارير المتفائلة في وسائل الإعلام حول توافقات بعيدة المدى لتسوية في غزة سابقة لأوانها. وحتى الأمس، كان التفاهم الوحيد هو أن اليوم هو يوم امتحان هام في القطاع، وإذا مرّ بهدوء، فسيكون بالإمكان الاستمرار بالتحدث"، في إشارة إلى فعاليات مسيرة العودة على حدود قطاع غزة".

واستدرك ليمور أنه "ليس أن شيئا لا يحدث من وراء الكواليس. فهناك مجموعة من الوسطاء تجري اتصالات مكثفة بين غزة وإسرائيل، في محاولة للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.

والوسطاء الأساسيون هم المصريون وإلى جانبهم مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، وفي الخلفية هناك الأميركيون والروس وعدد من دول الخليج".

أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، قال أنه "إذا كان هذا يبدو مثل وقف إطلاق نار ويجري مثل وقف إطلاق نار، فهذا على ما يبدو وقف إطلاق نار".

واضاف "اسرائيل اعترفت بمدى صعوبة هذا الأسبوع، أن إسرائيل وحماس بدأتا بتطبيق المراحل الأولى لاتفاق، يفترض أن يقود إلى تهدئة متواصلة في قطاع غزة".

وتطرق إلى تصريحات وزير جيش الاحتلال  أفيغدور ليبرمان، الذي قال إنه لا توجد تفاهمات بين إسرائيل وحماس.

وألمح هرئيل إلى أن ليبرمان يتحدث إلى الإسرائيليين من منطلقات سياسية داخلية وانتخابية، بعد أن أعلن رئيس "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، معارضته للتسوية.

وكتب أنه "كأن الوسطاء من الأمم المتحدة والاستخبارات المصرية يتنقلون بين تل أبيب وغزة فقط من أجل الاجتماع هناك مع مندوبي لجان الأحياء، أو كما اعتادوا على تسميتهم في الماضي، الوجهاء المحليين".

وبحسب هرئيل، فإنه "قبل عدة أسابيع، كان يبدو أن نتنياهو قد يرضخ لضغوط اليمين، وشن حرب لا حاجة لها بذريعة الطائرات الورقية الحارقة.