عبد الله أبو حشيش - النجاح الإخباري - استطاع المهندس الزراعي سليمان هاشم أن يحول حديقة في غزة إلى أكبر مزرعة للصبار، يتابعها عدد من كبار المهندسين، حيث أصبحت المزرعة واحدة من أكثر المزارع شهرة.

جاءت الفكرة بعدما تراجعت مساحات الزراعة بشكل عام في قطاع غزة، الأمر الذي يعود لعدة أسباب منها الحروب المتتالية التي أتلفت الكثير من المزروعات، والمساحات الزراعية الأخرى التي تحولت لمناطق سكنية نتيجة الاكتظاظ السكاني، إلا أن المهندس هاشم حاول أن يعيد لبعض أنواع الزراعة مجدها من خلال اهتمامه بالمظهر البيئي الحضاري.

وقام هاشم بزراعة مساحة تزيد عن 22 دونما شمال مدينة غزة من أشجار الصبار المختلفة، كخطوة نادرة على المستوى المحلي، من خلالها تعطي البيئة أجواء من التغيير من خلال تنسيق الزراعة والاشراف عليها الى أن كتب لها النجاح.

والتقى موقع "النجاح الاخباري" مع مصمم مشتل الصبار المهندس سليمان هاشم، الذي أطلق عليه اسم (مدينة الصبار)، للوقوف حول فوائد انشاء هذا المشتل، الذي يعتبر من المشاريع الناجحة على المستوى المحلى والعربي، حيث يُسلّط هذا المشروع الضوء على رمزية نبتة الصبّار بالنسبة للفلسطينيين.

وقال المهندس سليمان هاشم، مصمم مزرعة الصبار إن هذا المشروع، يوفّر أنواعًا جديدة من نبتة الصبّار، غير متواجدة في الأراضي الفلسطينية، تمّ تجميعها من باب الهواية، والاهتمام بهذا النوع من النباتات".

ولفت المهندس هاشم إن فكرة زراعة أشجار "الصبار" خطرت له بعد ان رأي وسمع في دول اخري عن ذلك، خصوصا أن معظم الصبار الموجود في قطاع غزة من النوع الذي تتواجد فيه الاشواك.

وأشار هاشم في حديث خاص لـ "موقع النجاح" إلى أن "نبتة الصبّار لها رمزية خاصة عند الشعب الفلسطيني، كونها خضراء اللون ذات عمر طويل، وتعلّم الصبر على الواقع الصعب".

وأوضح أن نبتة الصبّار "تُخرج زهوراً جميلة" تستخدم للزينة، يتم زراعتها في داخل أوعية بلاستيكية مُلوّنة.

ووفقاً لبعض البحوث الصادرة عن المراكز المختصة بالمزارعين الفلسطينيين، تفيد أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في قطاع غزة، ساهم بشكل كبير في غياب ثقافة زراعة الزهور ونباتات الزينة والاعتناء بها، لقلة المردود المادي لدى السكان.

وبجهود مجموعة من المزارعين ساندت المهندس هاشم، في تكوين النموذج الزراعي الأول على مستوى الوطن، والذي يحمل في طياته العديد من الدلالات، منها ان قطاع غزة يوجد بها عقول ومفكرين ناضجة قادرة على تغيير كل شيء من خلال المشاركة الجماعية.

وخلال حديثه للنجاح دعا المهندس سليمان هاشم الى دعم المزارع الفلسطيني، واستثمار طاقاته في خدمة القطاع الزراعي بشتى انواعه، خصوصًا أن شريحة المزارعين وقطاع الزراعة من أكثر القطاعات ممكن أن تخلق أجواء طبيعية في ظل غياب هذا الجانب.

وفي ذات السياق عبر أحد الزائرين للمزرعة عن بهجته من وجود تفكير واسع لدى المواطن في غزة والتفكير، بالتطوير وتغيير الأجواء وخلق نوع من الراحة النفسية من خلال انشاء مثل هذه المشاريع التي تعطي راحة نفسية عند زيارة هذه الأماكن الجذابة

وشجع الزائر خلال حديثه للنجاح بتطوير مثل هذه المشاريع من خلال اهتمام المؤسسات ذات الصلة بالتطوير الزراعي حتى تنعم البيئة المحيطة بأجواء نقية قد تخرج المواطنين في غزة من الحالة السائدة التي يمر بها.

ويشعر المواطن أثناء زيارته لمزرعة الصبار في غزة بحالة ارتياح، وتحديداعند مشاهدة ورود ونباتات زينة يتم زراعتها لأول مرة في غزة، كالصبار المهجن بألوانه المتعددة المعروض بطريقة جذابة.

الجدير ذكره، أن الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 استهدف الأراضي الزراعية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وقام باستئصالها، ما أثر على الانتاج الزراعي في قطاع غزة بشكل عام.