رهيفة الرواغ - النجاح الإخباري - من أكثر الأشياء صعوبة على الانسان أن يعيش حياته بشكل طبيعي مثله مثل أي شخص بالمجتمع واضعا نصب عينيه أهداف ومخططات مستقبليه يسعى لتحقيقها وفجأة يستيقظ على كابوس بعد أن تبدل الحال من إنسان طبيعي إلى آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة.

نماذج من غزة تعايشت مع الإعاقة

عبد المجيد أبو معيلق 25 عاما لم يكن يعلم ما يخفيه له القدر وبين ليلة وضحاها أصبح من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن بترت قدمه بسبب قذيفة استهدفته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم المغازي، وقتها شعر وكأن كل شيء تحطم أمامه إلا انه سرعان ما تغلب على هذا الشعور والتحق بفريق الأبطال (خاص بمبتوري القدم) ولعب في مركز حساس ومهم فهو الآن حارس مرمى يشعر بذاته وبقيمته بالمجتمع.

واجه إعاقته وواصل لعب رياضته المفضلة

الأمر لم يختلف لدى اسلام أمون 28 عاماً الذي فقد قدمه في حرب 2014 وكان قبل الاصابة شابا رياضيا، يمارس رياضته المفضلة ضمن فريق أشبال خدمات البريج، إلا ان آلة الغطرسة الاسرائيلية حطمت حلمه بان ينمي من موهبته ويلتحق بإحدى الاندية العالمية، برصاصة متفجرة أدت إلى بتر قدمه، لكنه لم ييأس وتابع طريقه رغم الصعوبات التي واجهته بسبب وضعه الجديد والذي جعله من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن نظرة الشفقة من المجتمع له ولأقرانه وواصل المشوار وانضم لفريق الابطال والذي أكد من خلاله أنه تخلص من نظرة الشفقة التي كان يراها في أعين الجيران والأصدقاء إلى نظرة الإعجاب وهذا الأمر ساعده على تخطى محنته بسلام.

صعوبات تواجه الفريق

فؤاد أبو غليون مؤسس فريق الأبطال قال لنا أنه يعمل في الوقت الحالي على إيجاد مؤسسة ترعى الفريق كي تسهل عمليه الحصول على اعترافات دوليه وعربية منوها أن هناك بعض الدول العربية التي بدأت بتشكيل فرق لمبتوري القدم من أجل ممارسة كرة القدم في مصر والاردن وسوريا.

وأكد أنه يحاول جاهدا تشكيل خمس فرق في القطاع كي ينجح في عمل دوري لمبتوري الاقدام على مستوى قطاع غزة، ونوه أبو غليون إلى وجود أعداد كبيرة من مصابي مسيرات العودة تنتظر تعافيها من أجل الالتحاق بالفريق لاسيما وان أعداد كبيرة منهم يلعبون كرة القدم وهو ما يسهل تشكيل خمس فرق بالقطاع، مضيفا أنه ينتظر رد من الاتحاد الدولي من أجل الحصول على عضوية، وأشاد بجمعية دير البلح لتأهيل المعاقين لدعمهم وتوفيرهم بعض اللوجستيات لا سيما العكاكيز.

فريق الابطال "اهدافهم مختلفة والنتيجة واحدة"

فريق الأبطال أنشأ بتاريخ 30/3/2018 من سبعة عشر لاعبا في المنطقة الوسطى ويتراوح أعمار الفريق ما بين 13 و40 سنة مؤمنين بان العمر ليس مشكله بالنسبة لهم فأي شخص لديه الموهبة ويرغب في ممارسة كرة القدم من مبتوري القدم يمكنهم الالتحاق بالفريق.

فمنهم من يرغب باللعب من أجل الترفيه ومن منهم من أجل الدعم النفسي ومنهم من يعشق كرة القدم ويرغب في لعب هذه الرياضة.

والملاحظ بشكل جلي أن هؤلاء الشباب جدا سعداء بهذه التجربة وبالتحاقهم بالفريق فهم يشعرون بكينونتهم وان لديهم هدف يسعون لتحقيقه

قلة الامكانيات تقف عثرة بوجه احلامهم

وأشار أبو غليون إلى مشكلة كبيرة تواجهه وهي قلة الامكانيات التي تجعله لا يستطيع ان يستقبل كل اللاعبين لذلك ناشد من خلال "النجاح الإخباري" كل من يستطع أن يساعد أو يدعم هذه الفئة والتي للأسف أصبحت بأعداد كبيرة وتحتاج إلى من يدعمها ويحتضنها بسبب حالات البتر الكبيرة التي تحدث كل يوم مع مسيرات العودة المتواصلة شرق قطاع غزة لخيرة أبناء شعبنا فهؤلاء الشباب الذين ضحوا بقطعة من أجسادهم من المستحيل أن نتركهم دون رعاية واهتمام وتلبية احتياجاتهم واخص بالذكر لعبة كرة القدم لمبتوري القدم.

وأكد الاعبين أنهم سيعملون جاهدين كل ما بوسعهم من أجل تمثيل فلسطين في المحافل الدولية.

وبحسب إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة البالغين أكثر من 18عاماً يصل لنحو 27 ألفا، منهم 17 ألفا يعانون من إعاقة حركية.