النجاح الإخباري - توصلت دراسة حديثة إلى أن الحفاظ على انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون في قمرة القيادة على الطائرة، قد يكون أمرا أساسيا للتأكد من أن الطيار في قمة تركيزه لضمان أمان الرحلة.

ومع ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون (على مستوى العالم بسبب تغير المناخ)، نستنشق كمية أقل من الأوكسيجين، ما يجعل نبضات قلبنا أسرع وأقوى.

ووجد باحثو هارفارد أن التغييرات الطفيفة في جو مقصورة القيادة، يمكن أن تؤثر على مهارات الطيارين التقنية. ولا يعد الهواء الموجود على ارتفاع 10 آلاف متر فوق سطح البحر، وهو متوسط ارتفاعات الطائرة، مناسبا للاستهلاك البشري.

وعند هذا الارتفاع، يتكون الهواء من حوالي 6% من الأوكسيجين، مقارنة مع 20.9% من الأكسجين عند مستوى سطح البحر.

ويحتوي الهواء داخل الطائرة أو السيارة أو المبنى، على مستويات أعلى من ثاني أكسيد الكربون (CO2) مقارنة بالأمكنة المفتوحة، وذلك بسبب عملية الزفير.

ونحن نعلم أن استنشاق الكثير من ثاني أكسيد الكربون مميت، ولكن في الآونة الأخيرة، اكتشف باحثو هارفارد أنه حتى في نطاق ما "اعتُبر آمنا"، يمكن لمستويات أعلى من الغاز، أن تغير الطريقة التي تعمل بها عقولنا.

وفي دراسة سابقة عام 2015، وجد الباحثون أن مستويات ثاني أكسيد الكربون الأكثر دراماتيكية، أثرت على استجابة الناس للأزمات، ووضع الاستراتيجيات واتخاذ القرارات.

لذا تساءل الدكتور، جو آلن، وفريقه عن تأثير مستويات ثاني أكسيد الكربون على مجموعة من الأشخاص، بمن فيهم الطيارين الذين لديهم ثالث أكثر الوظائف إرهاقا، وفقا لتصنيفات المسح السنوي لـ Career Cast.

ووضع الباحثون 30 طيارا تجاريا في مقصورات للقيادة، تحاكي ظروف القيادة الحقيقة، وضخوا مستويات مختلفة من ثاني أكسيد الكربون (من حوالي 700 جزء في المليون إلى 2500 جزء في المليون)، ثم طلبوا منهم إجراء 21 مناورة طيران.

وكانت احتمالات حصولهم على درجة "جيدة" في المناورة، أعلى بنسبة 69% عند أدنى مستويات ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالمستويات الأعلى.

وتوصلت النتائج إلى أن ظروف الطيران تكون أكثر أمانا، مع انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون في قمرة القيادة. لذا ينصح الباحثون بضرورة التهوية الجيدة، فهي المفتاح للحفاظ على ثبات مستويات ثاني أكسيد الكربون.