جابر سعادة/ عابود - النجاح الإخباري - سؤال ربما لا يخطر على بال، أو ليس في الحسبان، بسبب ما يحمله ويتصف به من الشفافية أو الحساسية، لأنه يتطرق للعقل والتفكير والمواجهة الفورية والمباشرة لمعالجة أمر محيّر يشغل البال ويسيطر على المشاعر بعد أن يأخذ حيزاً من انشغالنا واهتماماتنا المختلفة، والتي ربما تضع هذا السؤال – وكما يقولون: على الرف – أي في طي النسيان – أي عالم والإهمال واللامبالاة: وقبل الخوض أو التعمق في مدى أهمية هذا السؤال، يجب أن لا يغيب عن بالنا أن هؤلاء الذين يهتمون بالنظافة ويطبقونها على جميع مناحي حياتهم هم كثيرون جداً في هذا المجتمع، وباقي المجتمعات، ولكن بسبب إهمال أو عدم اهتمام قلة من الناس فإنهم يشوهون الصورة الحلوة، ولنتخيل (90%) يبنون، فقط لعشرة بالمئة والباقين يتفوقون في هذه اللعبة، فكم بالحري إذا ازدادت نسبة الهدامية، فالبناء يبدو مستحيلاً، وكل محاولات الاهتمام بالنظافة العامة تبدو مستحيلة في ظل التراجع عن تطبيق نظام النظافة، ففي معظم الافتراضات، فعدد الذين لا يلتزمون بالنظافة يفوق عدد المحافظين.

لماذا نهمل نظافتنا العامة؟ هذا السؤال يجب أن يكون موضوع القيام لدى جميع أفراد مجتمعنا الفلسطيني والعربي والعالمي بشكل عام، وها نحن في القرن الحادي والعشرين – عصر الحضارة والتكنولوجيا وعلم الحاسوب/ الكمبيوتر – ليشمل كل مناحي الحياة، غير ناسين أو متناسين هؤلاء الفقراء والشعوب المستضعفة والمهملة في بقاع العالم المختلفة وكل من ينزع إلى الرغيف أو كأس الماء، وسط أجواء اجتماعية مخيفة ومرعبة، وبالرغم من كل ذلك فلابد من التطرق والتركيز على أهمية النظافة الفردية أو الجماعية التي تشمل كل مرافق حياتنا الاجتماعية والشخصية بالذات.

النظافة الشخصية: يجب على كل فرد أن يبدو نظيفاً ومرتباً مع إشراقة كل صباح أو مغيب شمس، الهندام والملابس والجسم بشكل عام، بالإضافة للسعي والاهتمام لعدم الانغماس في سلوك أو تصرفات تفسد هذا الشكل بما يشمل نظافة كافة أعضاء الجسم، كذلك نظافة التصرف، عدم إيذاء الآخرين كما يلي:

• نظافة اللسان: عدم التفوه بالكلمات النابية، الذم والاستغابة والطعن بالآخرين، بالإضافة بالابتعاد عن الشتائم، ويجب أن نكون حذرين من النفاق والتسرع بأمور شريرة بذيئة.

• نظافة العينين: أن لا نتطلع للإغراءات أو السلوكيات الماجنة والامتناع عن التحديق في مناظر ماجنة، وعلينا عدم مطالعة الكتب الفاسدة والنظر إلى المناظر القبيحة والخليعة من أي مصدر إعلامي.

• نظافة الأذنين: عدم الإصغاء للفساد اللفظي والكلام الشرير والكلمات النابية والماجنة والألفاظ غير اللائقة.

• نظافة الشفتين: يجب أن نكون حريضين على عدم التفوه بالألفاظ غير اللائقة، عالمين أن التدخين ومقارعة الخمر يؤثر على الشفتين.

• نظافة اليدين: استخدامها للبناء لا للهدم، للعطاء وليس للسرقة، لمسح دموع الأيتام والمحتاجين، للدعم والمساعدة وليس للطعن.

• نظافة القدمين: من الذهاب للأماكن المشبوهة، وتجنب الطرق الملتوية، بل التعود على الذهاب لدور العبادة وملاجئ العجزة وعيادة المرضى والأسرى والعائلات المستورة.

• نظافة القلب: من كل ما هو شرير وفاسد: يا رب إننا نتسارع إليك لتسكن في قلوبنا وتمنحنا السلام، وتمنحنا الحكمة في السلوك والتصرف.

خلاصة الكلام بهذا الخصوص:

النظافة العامة، تعني الهروب من كل ما هو ضار وفاسد أخلاقياً واجتماعياً والسعي نحو الكمال، (الكمال لله وحده) كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل، وخلاصة الكلام بعد كل ما سبق:

يجب أن تشمل النظافة – الإنسان نفسه – تصرف وسلوك ومظهر وكل البيوت والشوارع والساحات العامة والقاعات حيث لقاءات العائلات في المناسبات الكثيرة، كذلك الدوائر والمدارس والمستشفيات وحافلات السفر: الباصات وسيارات الأجرة، ويجب متابعة والتركيز على إلقاء الفضلات في سلات المهملات وليس قربها أو جانبها.

النظافة العامة، أجرٌ يجب السعي لتحقيقه وذلك بالتغلب على الإهمال واللامبالاة، بل التركيز على نبذ كل ما هو ضار وغير مفيد أو فاسد، كذلك يجب المحافظة على نظافة أفكار وسلوكيات أبنائنا وأحفادنا من خلال استخدام الحاسوب، والآيباد، وغيرها، وبذلك نكون قد حققنا المطلوب في ظل النظافة العامة.

عن القدس الفلسطينية