وفيق زنداح - النجاح الإخباري - لا زالت الادارة الامريكية على سياستها القديمة الجديدة..... التي تبذل أقصي ما لديها من ابتزاز سياسي ...وضغوط اقتصادية .... ومحاولة ابتزاز مواقف بعض الدول لأجل مصالحها الاستراتيجية والتي تتناغم مع المصالح الاقتصادية لدولة الكيان .
أمريكا واسرائيل يعملان بكل ما يمتلكان من قوة لأجل تمرير ما يسمي بصفقة القرن .....من خلال بوابة الازمة الانسانية على حساب الحقوق والثوابت الوطنية وتجاوز القيادة الشرعية والمؤسسات الوطنية.... في اصرار أمريكي اسرائيلي..... على تمرير ما يسمي بصفقة القرن وانتزاع الموافقة عليها قبل اعلانها وشرح تفاصيلها ..... وما تم تسريبه عبر الاسابيع والاشهر الماضية ....والذي يدلل على أن ما يسمي بالصفقة محاولة أمريكية لتحقيق سلام اقليمي عبر البوابة الفلسطينية ولتحقق اسرائيل كافة أهدافها الاستراتيجية اقتصاديا وامنيا .....كما تحقق الولايات المتحدة كافة استراتيجياتها ذات العلاقة بمنطقة الشرق الاوسط .
المخطط الامريكي الاسرائيلي للفصل ما بين القطاع والضفة الغربية والقدس...... يأتي في سياق مخطط قديم جديد حاولت اسرائيل تنفيذه ...كما حاولت الادارات الامريكية السابقة تمريره عبر جولات التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي...... الا أنها كانت محاولات فاشلة ....ولم تحقق أغراضها .
الخطوط العريضة والاهداف من وراء ما يسمي بصفقة القرن لا تخرج عن اطار التوقعات والسيناريوهات السياسية ..... التي تم تسريبها وأراء السياسيين والمحللين والمتابعين للشأن الفلسطيني .....والذين يرون بمثل هذه الصفقة محاولة لقلب الحقائق ..... ومحاولة لشطب العديد من الحقوق .....لأجل توفير مكتسبات اقتصادية واستراتيجية لدولة الكيان وللولايات المتحدة .
أمريكا تاريخيا وعلى الدوام وعبر العقود الماضية كانت دائمة التخطيط والتدبير..... لكل ما يمكن أن يضعف العرب ويقوي دولة الكيان ....ولكل ما يزيد من تفوق دولة الكيان عسكريا على حساب اضعاف العرب ....واختلاق الازمات بداخلهم ......وهذا ما كان واضحا وجليا بما يسمي بثورات الربيع الامريكي الاسرائيلي والتي جاءت بنتائجها لخلق حالة من الضعف والارباك .......وفتح المجال لقوي الارهاب التكفيري للتخريب داخل بعض الاقطار ..... واثارة النزعات الطائفية والعرقية ما بين ابناء الشعب الواحد في تلك الاقطار .
مخطط مدبر .....ويرسم بعناية فائقة .... لكنه لم يصل بعد الي نتائجه الاخيرة ...بحكم مقاومة سياسية ..... وقرارات أممية ..... لم تستطع أمريكا وقفها او تعطيلها ....كما لا تستطيع أمريكا تجاوزها بحكم أنها ارادة دولية ..... وقرارات أممية ....تعترف للشعب الفلسطيني بأرضه وتقرير مصيره بحدود الرابع من حزيران 67 بعاصمتها القدس الشرقية .
صراع الارادات لا زال قائما ومتسعا ما بين أمريكا وحليفتها اسرائيل ....وما بين الشعب الفلسطيني وقيادته وحقوقه الثابتة في أرضه واقامة دولته وعاصمتها القدس .... برغم القرار الامريكي الظالم .....والذي خرج عن سياق الشرعية الدولية ....وموقف المجتمع الدولي والذي أعطي لدولة الكيان حقا بالقدس دون أساس قانوني أو شرعي من خلال القرار بنقل السفارة الامريكية الي القدس .
كل ما خرج عن السياسة الامريكية من مواقف وتوجهات ..... كان ضمن المخطط المدبر لتحقيق السلام الاقليمي..... وحتى تتمكن اسرائيل من تحقيق مكتسباتها على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية .....سلام بمفهومهم..... لكنه ليس بالسلام بالمفهوم الفلسطيني والعربي والدولي .
المسئولين الامريكيين الذين اجتمعوا اليوم السبت مع الامين العام للأمم المتحدة هم المخططين والمنفذين لما يسمي بصفقة القرن وهم جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الامريكي ترامب ....والمبعوث الامريكي للشرق الاوسط جيسون غرينبلات وهم سيحاولون من خلال جولتهم المكتوب عليها بالفشل الحتمي.... برغم عنوانها وبريقها الكاذب والمخادع بانها جولة تعزيز السلام بالشرق الاوسط ...كما أنها جولة تلبية الاحتياجات الانسانية لقطاع غزة ....وهي محاولة لجولة مشبوهة ومخططة بعناية لفصل القطاع .....والتلاعب بشروط وثوابت الحل المقبول بالنسبة للفلسطينيين ......والتي تنسجم مع قرارات القمم العربية ....وقرارات الشرعية الدولية وحتى مواقف القيادة الفلسطينية وهم بهذه السياسة الامريكية المخادعة يحاولون تجاوز القيادة ....ومؤسسات الشرعية الفلسطينية .....فاما الخضوع لابتزازهم ....واما فالتجاوز سيبقي هو الحل أمام الإدارة الامريكية ودولة الكيان .....وهذا ما يؤكد حتمية الفشل لمثل هذه التوجهات ....ولمثل هذه الجولات والتي خبرنا خطواتها .....واستخلاصاتها منذ زمن ...تم افشال الكثير من الجهود الامريكية التي لم تنسجم ولم تتوافق مع المتطلبات الاساسية للتسوية السياسية التي تحقق للشعب الفلسطيني دولته المستقلة وعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 .
سياسة امريكية اسرائيلية جاري العمل وفق اهدافها وخداعها لأجل تجاوز القيادة الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية .... استغلالا لحالة عربية ما بعد ما يسمي بثورات الربيع الامريكي الاسرائيلي وما يجري على أرض العرب من تواجد ارهابي تكفيري يعمل على زعزعة امن واستقرار بعض الدول .
محاولة احكام القبضة الامريكية الاسرائيلية على المنطقة من خلال البوابة الفلسطينية ..... محاولة فاشلة لن يكتب لها النجاح ولن تري النور ...وتؤكد أن امريكا واسرائيل لا زالوا على سياستهم التي لا تتوافق مع ارادة العرب والفلسطينيين ....حتى مع ارادة المجتمع الدولي وما يجري داخل الأمم المتحدة من عزل للموقف الامريكي الاسرائيلي وصدور العديد من القرارات الاممية ......انما يؤكد أن القضية الفلسطينية قضية حق وعدل ولا يمكن تجاوزها مهما تعالت الاصوات ...ومهما كانت سطوة الجلاد .....وعربدة الاحتلال والانحياز الأمريكي .