النجاح الإخباري - التقى وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي اليوم الأحد، المبعوث الصيني الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط السفير قونغ شياو شنغ الذي يزور المنطقة، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيز التعاون بينهما، وآخر المستجدات والتطورات على الساحة الفلسطينية والإقليمية والعالمية.

وشدد الجانبان خلال اللقاء حرصهما المشترك على استمرار التنسيق والتعاون والتشاور حيال مختلف القضايا التي تمر بها المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعكس العلاقة المتميزة والخاصة بين البلدين الصديقين.

وأكد المالكي عمق العلاقات التي تربط بين البلدين وآفاق التعاون الواسعة بينهما مثمناً المواقف الصينية تجاه القضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، معرباً عن أمله بأن تلعب جمهورية الصين الشعبية ومن خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن بالدفع القوي للوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والقوانين الأممية ذات الصلة.

وعرض المالكي الجهود التي تبذلها فلسطين بقيادة فخامة السيد الرئيس محمود عبَّاس، واتصالاته مع كل مكونات المجتمع الدولي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة، تعالج كافة قضايا الحل النهائي وتحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وضرورة الأخذ بمبادرة سيادة الرئيس التي قدَّمها لمجلس الأمن الدولي في العشرين من شهر  شباط من هذا العام.

وتناول الأوضاع على الأرض وخاصة تلك الأحداث الدامية التي حدثت على حدود قطاع غزة، والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق المتظاهرين الفلسطينيين العُزّل، والتي راح ضحيتها أكثر من اثنين وستين شهيداً على الفور وفي يومٍ واحد وأكثر من ألفين وسبعمئة وواحد وسبعين جريحاً، ولحق بهم في الأيام التي تلت احداث الرابع عشر من أيار 2018 العديد من الشهداء وما زال عدد من الجرحى في حالة الخطر.

وجاءَت هذه الأحداث استكمالا لمسيرة العودة واحتجاجا على نقل الولايات المتحدة لسفارتها من تل أبيب إلى القدس والتي تعمَّد الأمريكان على أن يتم هذا النقل في الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني.

وعرَّج المالكي على الأوضاع المأساوية التي تعيشها القدس وعمليات التهويد المتسارعة والتغوَل الاستيطاني في جميع أنحاء الضفة الغربية، وعمليات التنكيل بالشعب الفلسطيني من خلال إقامة الحواجز والجدران والاجتياحات والاستيلاء على كل مقومات ثباته وصموده على أرضه.

وطالب المالكي بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، موضحاً أن هذا ما دفع بالقيادة الفلسطينية لاتخاذ القرار باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق بأحداث غزة والاستيطان، وكذلك انضمام فلسطين للعديد من المنظمات الدولية. وقدَم الشكر لجمهورية الصين ودعمها لمسيرة السلام والحقوق الفلسطينية المشروعة ودعمها للقرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية.

من جانبه أكد المبعوث الصيني دعم بلاده للجهود الدولية الساعية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، معبراً عن تقديره واحترامه لجهود فخامة الرئيس محمود عبّاس في دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ومثمناً أهمية الدور الذي يقوم به كعامل استقرار في المنطقة.

وأشار إلى قلق بلاده إزاء الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وخاصة الأوضاع الإنسانية في غزة، مرحباً بأي اتفاق يقود إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأعرب عن الأمل بالتعاون مع كافة الأطراف للعمل على التخفيف من حدة التوتر في المنطقة والتخفيف من الأوضاع الإنسانية السيئة في المنطقة متمنيا أن يتم إدراج مسألة إعمار غزة على جدول أعمال المجتمع الدولي.