هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - منذ إجراء الرئيس محمود عباس (82 عاماً) عملية ناجحة بالأذن الوسطى، وإجراء مراجعة بالمشفى بعد أن طرأ تدهور مفاجئ على حالته الصحية أمس، استدعى ذلك نقله للمرة الثالثة خلال أسبوع، إلى مستشفى في رام الله، حيث نقلت مصادر مطلعة وقتذاك أن الرئيس مصاب بالتهاب رئوي حاد، مضيفة أن حرارة جسمه وصلت إلى أربعين درجة مئوية، وأن الأطباء يحاولون خفضها. وقالت إن الرئيس على جهاز تنفس، لكنه صاحٍ، ومنذ انتشار الخبر ركز الإعلام الاسرائيلي تغطيته حول صحة الرئيس محمود عباس، حتى تصدرت أخباره العناوين الأولى في الصحف العبرية، وبدأ بفبركة الأحداث حيث نشر موقع تيك ديبكا أن مصادر قالت له "على الرغم من التقارير الواردة من مصادر فلسطينية أن وضع أبو مازن قد تحسن فإن وضعه قد ساء وأصبح الآن صعب وغير مستقر"، ولم يكتف الاحتلال بالترويج لتدهور صحة الرئيس، بل طال رسم سيناريوهات لما بعد غياب الرئيس، فما الذي يهدف له الاحتلال من خلال نشر الاشاعات؟ وكيف تناول الإعلام العبري مع الحدث؟

ولكن ظهور الرئيس وهو يتحرك ويقوم بالسير داخل المستشفى،أخرس فبركات الإعلام العبري، وكانت قد نقلت القناة الاسرائيلية الثانية في تقرير لها فان صحة أبو مازن لا تتحسن فهو يعاني من سنوات من مشاكل في القلب وهو مدخن في المقابل يرفض تعيين وريث معين لخلافته مما فتح المجال امام التكهن باحتمال اندلاع نزاعات بين شحصيات كثيرة في السلطة تطمح للظفر بالمنصب، على حد تعبيرها.

غير أن القناة ادعت ان الرئيس اعتنى بقدر استطاعته لترتيب الأمور تفاديا للصراع من أجل خلافته، وقام بتوزيع صلاحياته على 6 من قيادات السلطة بحيث لا يكون أي منهم ،وغير ذلك من الادعاءات والأسماء القيادية التي طرحتها القناة على حد تقديرها.

وخلص تقرير  القناة إلى ان خلافة ابو مازن لن تغير المصلحة الأساسية لكل المتنافسين وهي الحفاظ على بقاء السلطة الفلسطينية، وسوف يحافظون على بقائها حتى في اوقات الازمات.

الرئيس بخير ولا صراع على السلطة

بدوره أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها أسامة القواسمي أن الرئيس محمود عباس بصحة جيدة ويتعافى بشكل ممتاز، نافيًا وجود صراع داخل الحركة عى السلطة والمناصب.

وقال القواسمي في تصريح وصل لـ"النجاح الإخباري":  "إننا في حركة فتح لا نتصارع على سلطة او مناصب، وإنما نتصارع من أجل الوطن وحرية شعبنا.

وأضاف: أن "محاولات الترويج وكأن قادة فتح متصارعون ويشكلون مليشيات، ما هي إلا  أضغاث أحلام إسرائيلية يروجها عملاء وأصحاب أجندات رخيصة تعودنا عليها".

الإعلام العبري يستهدف شخص الرئيس

المحلل والمختص بالشأن الاسرائيلي د. عمر جعارة أوضح أن الاعلام الاسرائيلي ركز أمس على نشر خبر إصابة الرئيس بالتهاب بالأذن وأكدوا فيما بعد أنه التهاب بالرئة، مشيرا إلى أن الشاشة الإسرائيلية تنشر أخبار خاطئة باستمرار وتحرض باستمرار ضد الرئيس كونه متمسك بالثوابت الفلسطينية.

وأكد جعارة، في تحليل خاص لـ"النجاح الاخباري" أن الاعلام العبري يرسم صورة أبو مازن بأنه المحرض الأول والداعم للأسرى والشهداء، وأنه غير شريك للسلام.

واشار إلى أن الإعلام العبري وضع سيناريوهات اليوم التالي لغياب الرئيس، من خلال توقع أسماء شخصيات ستستلم بعده، موضحا أن التوقعات هي فلسطينية كون النظان السياسي في تولي الرئاسة بعد الرئيس معروف بالعالم، مؤكدا أن الاحتلال استطاع تضخيم الحدث لتوتير الساحة الفلسطينية.

المستشرق مردخاي كيدار المحاضر بقسم الشؤون العربية بجامعة بار-إيلان قال لصحيفة اسرائيل هيوم، إن "مرحلة ما بعد عباس ستشهد حالة من تفكك السلطة الفلسطينية، مما يتطلب من إسرائيل المسارعة لإحلال سلطات محلية بدلا منها، قائمة على أسس عشائرية، لها اليوم فعليا سيطرة ما على الشارع الفلسطيني في بعض المناطق.

فيما رأى مراقبون أن ما ينشره الاحتلال لا تعد اشاعات بقدر ما هي معلومات، وحول ذلك شدد جعارة على ضرورة عدم تضخيم دور الموساد الاسرائيلي، مشيرا إلى أن الاحتلال اجتزأ من مقابلة الطبيب المعالج للرئيس جملة "الرئيس يستجيب للعلاج وهو مصاب بالتهاب الرئة"، ومن ثم ركب الاعلام العبري ما يريد بناء على معلومة كهذه برسم سيناريوهات عدة .

أما البروفيسور أفرايم عنبار الخبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومدير مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية، قدر لصحيفة اسرائيل هيوم أن "السلطة ستؤول لمن يحمل سلاحا أكثر في الشارع الفلسطيني".

من جهته ذكر القواسمي أن "إعلام الاحتلال الاسرائيلي وأدواته الرخيصة من الطابور الخامس، والاعلام الأصفر، وبعض المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للدولار، يقفون صفا واحدا في تأليف السيناريوهات والقصص حول الرئيس".

وتابع: الذين يتسترون بزي الوطنية أو الدين وهما منهم براء، يُسخرون إعلامهم الأصفر لخدمة أجندة الاحتلال، وخلق البلبلة داخل الساحة الفلسطينية، وأنهم عبروا عن أحقادهم الدفينة الهابطة والرخيصة، وذلك لتحقيق أمنياتهم وأمنيات أسيادهم الذين يتآمرون معهم لتمرير ما يسمى بصفقة القرن، ويرون في سيادة الرئيس ومواقفه الباسلة حجر عثرة أمام مؤامرتهم.

ولكن تأخر اصدار بيان رسمي حول الوضع الصحي للرئيس ساعد بنشر المزيد من الاشاعات عبر الاعلام العبري، فيما أكد جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية في حركة فتح بوقت متأخر ليلة أمس في ظل الحديث المكثف في وسائل الإعلام حول صحة الرئيس عباس، أن الرئيس، يعاني من التهاب رئوي في الجهة اليمنى،  لافتًا إلى أن تشخيص الأطباء كان سريعاً، واستجابة أبو مازن للعلاج كانت جيدة، وحالته في تحسن مستمر، ويقتضي ذلك أن يبقى في المستشفى لعدة أيام.

وقال الرجوب في حديث لتلفزيون فلسطين: إن هناك حالة قلق من قبل الشعب الفلسطيني على صحة الرئيس، لما يمثله من عنصر وحدة للشعب ومكانة عند الفلسطينيين جميعًا، مضيفًا: أعداؤنا لا هم لهم إلا ماذا حدث للرئيس، وأين الرئيس، ومن سيأتي بعد الرئيس.

وأضاف الرجوب: الرئيس تحدث معنا وحياته طبيعية، وتناول وجبة الإفطار اليوم مع نجليه ياسر وطارق، ولا يوجد أي خطر على حياته، مشيرًا إلى أنه يتابع كافة القضايا الوطنية، ويستفسر عن كل شيء يتعلق بالجوانب الفلسطينية.

وعرضت، مساء الاثنين، مقاطع فيديو وصورا للرئيس الفلسطيني محمود عباس من داخل المستشفى الاستشاري برام الله.

وظهر الرئيس عباس وهو يتحرك ويقوم بالسير داخل المستشفى، ما يوحي أنه بصحة جيدة.