نهاد الطويل - النجاح الإخباري - للمرة الأولى منذ عقود، تواجه اسرائيل بحالة من السيناريوهات المفتوحة.

سيناريوهات تحمل زخما كبيرا في ذكرى يوم الأرض مسنودة باستمرار الهبّة الشعبية على ضوء القرار الأمريكي الأخير وما سبقها من انتفاضات فلسطينية.

فالمواجهات الحدودية، التي كانت إلى وقت قريب يُسأل عن جدواها وكانت محصورة في يوم الجمعة كل أسبوع، يبدو أنها ستتحول إلى ظاهرة يومية.

5 رسائل

ويؤكد المختص في الشأن الفلسطيني والكاتب علي هويدي أن مسيرة العودة الكبرى تحمل في طياتها العديد من الرسائل بالغة الدلالة.

 وتوقف هويدي في حديث لـ"النجاح الإخباري" عند 5 منها أولها وأهمها للاحتلال المحتل بأن الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من مرور 7 عقود على نكبته إلا أنه لا يزال يحافظ على حيوية قضيته كلاجئين، وبأن اللاجئ لا يزال يتمسك بحق عودته إلى دياره التي طرد منها إبان النكبة في العام 48 وليس إلى أي مكان آخر.

الرسالة الثانية بحسب هويدي موجهة إلى المجتمع الدولي الذي فشل بعد مرور هذه العقود الطويلة من أن يُنصف الشعب الفلسطيني، ولا يزال يمارس سياسية المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالحقوق الفلسطينية، ومنها تطبيق حق اللاجئ الفلسطيني بالعودة إلى فلسطين وفقاً للقرار الأممي 194 الذي أكد على حق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات.

"الرسالة الثالثة إلى الداخل الفلسطيني بأن حق العودة لا يسقط بتقادم الزمن وبأنه حق فردي وجماعي وبأنه من الحقوق غير القابلة للتصرف" أضاف هويدي.

وتتوجه مسيرة العودة برسالة رابعة الى القمة العربية التي ستنعقد في الخامس عشر من شهر نيسان/إبريل القادم في الرياض بأن تتحمل الدول العربية مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية لا سيما قضية اللاجئين وحق العودة واستخدام ما لديها من أوراق قوة سياسية ودبلوماسية وشعبية وإمكانات لإنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية.

وأخيرة "الى إدارة الرئيس الأمريكي ترامب التي تحاول تصفية القضية الفلسطينية باستهدافها قضية اللاجئين وحق العودة من خلال استهدافها لوكالة "الأونروا" بقطع مساهمتها المالية وقبلها إستهداف القدس كاستكمال لتكريس مخطط "صفقة القرن" وبأن هذه الصفقة لن تمر." شدد هويدي.

الهواجس تتسع!

ومنذ نجاح عملية العلم الفلسطيني الذي كان مربوطاً بعبوة انفجرت بجنود الاحتلال عندما حاولوا نزعه، تحوّلت الحدود إلى هاجس كبير بالنسبة لاسرائيل الذي صار معه يقصف من بعيد الأعلام المعلقة.

 ثم تسبّب نجاح عدد من حالات التسلل، ومنها ما وثقته الكاميرات، في تأكيد أنه رغم الاستنفار الإسرائيلي الحثيث، ثمة ثغرات كبيرة يمكن للنشطاء الاستفادة منها وتنفيذ أعمال نوعية.
 المخاوف الإسرائيلية من مشاهد عدة، وفي أدنى الأحوال، ستتحول المسيرات إلى اشتباكات لا يظهر إلى حدّ قريب كيف سيتعامل معها قوات الاحتلال ضمن أي قواعد اشتباك.

الأدوات تغيرت

وفي هذا الصدد يرى الكاتب والمحلل السياسي الأردني حمزة أبورمان أن الفلسطينيين يقفون اليوم على مرمى حجر من الذكرى السبعين للنكبة وقد تغيّرت الأدوات والاستراتيجيات، إذ يسجل أنه للمرة الأولى تعمل الفصائل على دعم تكتيك بسيط وواسع بعيداً عن ماهية قدراتها وأدواتها. 

وكان لافتاً بحسب أبور مان في هذا الإطار أن قُدّمت هذه المسيرات في إطارها المدني، وبتغطية من الفعاليات الشعبية ومؤسسات أهلية.

"والمشكلة بالنسبة للاحتلال لا تقتصر على نتائج مسيرة العودة الكبرى بل تمتد إلى أن نجاح هذا التكتيك سيعني إعادة تكراره في مناسبات أخرى قريبة.

ومن هذه المناسبات القريبة كذكرى النكبة في الخامس عشر من شهر مايو /ايار المقبل وذكرى النكسة في الخامس من يونيو/حزيران المقبل، ما يعني ميدانيا استمرار لاستفحال الاستنزاف على حدود كانت دولة الاحتلال ترسم لجعلها أكثر امنا ، عبر الذهاب الى خيار جدران تحت أرضية بعد ان بنتها فوق الأرض على الحدود." يؤكد أبو رمان.