نهاد الطويل - النجاح الإخباري - نددت أحزاب عربية بإعلان الولايات المتحدة رغبتها في نقل سفارتها في "إسرائيل" من (تل ابيب) إلى مدينة القدس المحتلة، داعية لرد فعل قوي من الدول العربية وفي مقدمتها الأردن بإعتباره الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، وفق اتفاق وادي عربة.

وأكدّت أحزاب أردنية في اتصالات هاتفية مع "النجاح الإخباري" من عواصم عربية الأربعاء أن خطورة التوجه الأمريكي لنقل السفارة، يكمن بإشعال الأوضاع في المنطقة برمتها.

وفي هذا الصدد، يؤكد زكي بني إرشيد، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية على خطورة الأمر، واصفا إياه بـ"المجنون"، ومن شأنه أن يكون سببًا في إشعال مواجهة لا تحمد عقباها.

وقال بني إرشيد، في تصريح مقتضب بـ "النجاح الإخباري": "إن هذا القرار سينتج عنه حريق لن يستنثي أحدًا سواء كان أمريكا أو إسرائيل أو الاستقرار بالمنطقة"، وفق قوله.

وشدد بني إرشيد، على الرفض الأردني الرسمي والشعبي والحزبي للتهديدات الأمريكية.

ورجح في الوقت ذاته أن تتحرك الفعاليات الوطنية خلال الأيام القادمة عبر مسيرات تجوب الشوارع في المحافظات الأردنية خاصة العاصمة عمان فيما يجري التحضير لمسيرة مركزية في مدينة الزرقاء.

من جهته، رأى حزب المؤتمر الوطني "زمزم" أن القدس برمتها عربية وإسلامية، وليس من حق أمريكا أو إسرائيل أن تقرر فيها ما تشاء.

وتساءل أمين سر المكتب السياسي للحزب الدكتور جميل الدهيسات لـ"النجاح الإخباري" عن دور الجامعة العربية في مواجهة التوجه الأمريكي، الذي يشكل "طعنة بارزة في القرارات الدولية.

وقال: "إن هذا الأمر يتطلب ردًا قاسياً على إدارة ترامب، يتوائم مع خطورته على المدينة المقدسة".

وأيده في الموقف، حزب الشورى الإسلامي، الذي وصف القرار بـ"الخطير للغاية".

وقال نائب أمين العام رئيس المكتب السياسي لحزب الشورى اإسلامي إيهاب سلامة  لـ"النجاح الإخباري" أنه في حال "تم السكوت عن هذا القرار ولم يكن هناك معارضة قوية، فستحول الوصاية والولاية للإسرائيلين وتدويل المقدسات الإسلامية".

من جانبه، أكدّ منير حمارنه، رئيس الحزب الشيوعي، أن تداعيات القرار لن تطال الشرق الأوسط فحسب، بل ستصل للعلاقات الدولية، والتي ستمس المصالح الأمريكية بكل تأكيد، وأن القرار سيعود بالسوء على إدارة ترامب، وفق تقديره.

أما الناشط السياسي والمدير التنفيذي لحزب 'الوحده الشعبية 'عبدالمجيد دنديس، فقد أكد بدوره أن خطورة الأمر يتمثل بتجاهله كافة القرارات الدولية بدءا من قرار التقسيم ومرورًا بقرار 242، ويعبر عن انحياز أمريكي كامل للسياسات العنصرية الإسرائيلية التي تريد ضم القدس لما يسمى بإسرائيل.

ولفت دنديس، إلى وجود مطالبة حزبية أردنية، بضرورة تحرك الدول العربية لإدانة التوجه الأمريكي خلال القمة الإسلامية المقبلة.

واعتبرت الأحزاب والقوى اللبنانية تصريحات الرئيس الأمريكي ضوءاً أخضر لدولة الاحتلال الإسرائيلي للمضي في انتهاكاتها واعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني، وخطوة قد تجر المنطقة إلى المجهول، وتشرع الأبواب أمام قوى التطرف لممارسة المزيد من العنف.

وفي تصريح له قال النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة المستقبل محمد الحجار، إن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، و"ملتزمون بالمبادرة العربية التي أقرت في بيروت، والتي أعاد التأكيد عليها مؤتمر باريس، أن القدس عربية وستبقى عربية، وهي قدس الأقداس للمسيحيين والمسلمين العرب ونرفض الاحتلال الإسرائيلي لها".

ومن المقرر أن ينفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم تهديده في خطاب له، الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

من جانب آخر، أجرى العاهل الاردني اتصالا هاتفيا مع الرئيس محمود عباس أكد خلاله "دعم الأردن الكامل للأشقاء الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم التاريخية الراسخة في مدينة القدس".

كما أكد على "ضرورة العمل يدا واحدة لمواجهة تبعات هذا القرار، والتصدي لما يقوض آمال الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".وذلك بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

اتصال العاهل الأردني بالرئيس أبو مازن جاء عقب اتصالات اجراها الرئيس ترامب مع الرئيس عباس والملك الأردني عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ابلغهم فيها بنيته نقل السفارة إلى القدس والإعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

وكان العاهل المغربي قد أبرق برسالة لترامب باسم 57 دولة عربية وإسلامية تحذره من تداعيات نقل السفارة.

وبعث العاهل المغربي محمد السادي برسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصفته رئيساً للجنة القدس باسم 57 دولة تشكل اللجنة نفسها وتمثل أكثر من مليار مسلم حول العالم إن "منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات جدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين".

بدورها أعلنت القوى الوطنية والاسلامية "الاربعاء والخميس والجمعة أيام غضب شعبي شامل في كل انحاء الوطن والتجمع في كل مراكز المدن والاعتصام امام السفارات والقنصليات الاميركية".