نهاد الطويل - النجاح الإخباري - ضجيج التصريحات غير الدقيقة والتوتيرية قد يكون سببا كافيا للقرار الذي كشفت عنه اللجنة المركزية لحركة فتح وبتوجيهات صادرة عن الرئيس محمود عباس وذلك في محاولة منها للإمساك بخيوط الحوار المرتقب في القاهرة يوم 21/11/2017.

وقالت اللجنة في بيان صدرعنها ووصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري":" إنه انطلاقاً من الحرص على التطور الإيجابي المستمر بمجال العمل لاستعادة الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة، دون أي سوء فهم أو عقبات، خلال المرحلة القادمة، فإن التصريح سيقتصر على أعضاء اللجنة المكلفة بالحواربما يبني على نجاح الإجتماع الأول بين حركة فتح وحركة حماس في القاهرة واتفاق 12/10/2017."

تفسيران للقرار ..

ورأى الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن تعليمات الرئيس أبو مازن تحمل معنيين الأول: التشدد في الحوار من قبل فتح خاصة ان الملفات الي سيناقشها حوار القاهرة هي الأصعب، وأن المرحلة الأولى "تمكين الحكومة" وحتى الآن لم تكتمل.

أما المعنى الثاني يتعلق بمنح فرصة للحوار الوطني في القاهرة دون وجود منغصات من خلال اجتهادات أو شروط عبر الإعلام يطلقها قيادات وشخصيات فتحاوية.

ولم يستبعد حرب لـ"النجاح الإخباري" أن تكون هذه التعليمات بناء على طلب مصري من كافة الأطراف المشاركة.

وتوقع حرب أن تسحب هذا التعليمات على جميع الفصائل.

وأضاف حرب:"هذه التعليمات تتعلق بحركة فتح وإذا ما كانت هذه التعليمات بطلب من مصر في ظني أنها ستشمل جميع الفصائل لكن حتى اللحظة حركة فتح من عمم أو اصدر تعليماته لأعضائه."

وقف التناقض

ويؤكد رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية خليل عساف أن قصر التصريحات لجهة الجولة القادمة من حوارات القاهرة يعني ، "وقف التناقض الذي أصبح يلمسه كل شخص حول جدية الخطوات التي يتم العمل بها من كلا الطرفين".

وقال عساف والذي دعي تجمعه لحوارات القاهرة "إن المصريين الان ضامن وراعي وواضح جدية من جانبهم بإنهاء هذا الملف لما يعنيه لامن مصر ولقيمتها العربية وارتباطاتها الدولية."

وأضاف عساف لـ"النجاح الإخباري": "أما حماس والفصائل فاعتقد ان العمل والتسليم الهاديء خفف عنها تناقض التصريحات."

واتهم عساف ما وصفها بـ"الفصائل الصغيرة" بأنها غير جادة وغير معنية بإنهاء الانقسام لإنها ستتلاشى عند أول انتخابات ،ولن يبقى أكثر ٦ فصائل وأحزاب" على حد قوله.

حرص فتحاوي 

الكاتب والباحث بكر أبو بكر أكد بدوره على أهمية القرار.

وقال أبو بكر لـ"النجاح الإخباري: "هذا باعتقادي دلالة الحرص على حسن إدارة المصالحة والجدية التي تتميز بها حركة فتح باتجاهها نحو تنفيذ بنود المصالحة ولقطع الشك باليقين من الإصرار الواضح خاصة في ظل تضارب ردود الفعل عند بعض قيادات حركة حماس".

وشدد أبو بكر - عضو مجلس ثوري سابق لحركة فتح- على ضرورة تبنى كافة الفصائل لهذا التوجهة الذي من شأنه الإمساك بخيوط الحوار الوطني وصولا لإنهاء كافة الملفات العالقة.

ضبط يخدم المصالحة

الكاتب المحلل السياسي مصطفى الصواف وصف قرار الرئيس أبو مازن الذي عبرت عنه مركزية حركة فتح التي يترأسها بأقتصار الحديث عن المصالحة للجنة المكلفة بذلك خطوة جيدة وصائبة.

وأكد الصواف أن القرار فيه ضبط يخدم المصالحة ولا يخلق جوا من التوتر والقلق.

ودعا الصواف في الوقت ذات الى ضرورة أن يكون هناك مصدر ذي صله للتعبير عما يجري في أروقة الحوارات المرتقبة وذلك لـ"تأمين الحوارات".

بدوره يشير المحلل السياسي د.أحمد غضية أن الموضوع حساس جدا واللاعبين كثر .

وأكد غضية لـ"النجاح الإخباري" أن هناك خطة محكمة متفق عليها مع مصر ولا يريد الرئيس عباس ان تفسد الامور من قبل جهات غير راغبة بالمصالحة، من هنا تم تقييد التصريحات حتى تكون هناك قناة واحدة رسمية تتحدث بالموضوع وهذا ايجابي.

اما التفسير الثاني بحسب غضية فإن القرار يكمن "في الحفاظ على خط الرجعة لأي احداث مفاجئة تقلب الطاولة رأسا على عقب".
وقف التشويش

ويتضح أن أسباب القرار بحسب الناشط السياسي جهاد عبدو تتمثل في حرص من الرئيس لإنجاح المصالحة على ضوء حساسية المرحله وفشل المصالحه تعني فشل الرئيس في توحيد شعبه "بمواجهة صفقه القرن".

وقال عبدو لـ"النجاح الإخباري" إن دلالات القرار تتمثل في البعد عن تعكير أجواء الحوار المرتقب.

"فبعض السياسيين يخرجون عن الوصف الدقيق للأجواء ويستعجلون من خلال تصريحاتهم في النتيجة الذي يترقبها الشارع ما يعني تشويشا حقيقيا على الحوارات." يقول عبدو

 

من يضمن ساحة حماس؟!

وردا على سؤال يتعلق بـ"من يضمن ساحة حماس" لجهة عدم تكرار التصريحات التي تصدر عن قيادات في الحركة وتصفها "فتح" بـ"التوتيرية"، يرى الكاتب نبيل عمرو " أن حماس ما تزال تتخبط وذلك نتاج الضغط الإيراني الذي تتحدث عنه التقارير".

" ففي الوقت الذي تقوم قيامة السعودية على إيران ،يخرج قادة حمساويون بمواقف إيجابية في التعامل مع إيران وهذا سينعكس بالضرورة على الأجواء على ضوء تعقيدات الوضع الإقليمي" بحسب عمرو.

وقال عمرو في حديث لـ"النجاح الإخباري" من عمّان أن توجيهات الرئيس أبو مازن تعني إفشال المخططات وعدم إعطاء الفرصة لوسائل إعلام من جهة وبعض الأطراف السياسية من جهة أخرى والتي قد تعمد لشد الحوار الى الوراء عبر عدم التدقيق وبالتالي وقف فوضى التصريحات "التخريبية".

ورأى عمرو في القرار أيضا بأنه ثمة دعم مطلق لا لبس فيه، والإمتناع عن بث أو نشر أيّ دعاية أو معلومات مسيئة "لهيبة المصالحة" وتماسك الموقف الوطني في معركته المصيرية مع الإنقسام، والإلتزام بتهميش كل الأصوات المسيئة للوحدة الوطنية التي ينادي بها الجميع.

يأتي ذلك في الوقت الذي تطالب فيه وسائل الاعلام المحلية بالحد من حالة التهافت غير المضبوط، عبر نشر التصريحات غير الصحيحة والتسريبات التي قد تعكر الأجواء الإيجابية التي يلمسها الشارع، فلا ورقة داخلية رابحة أكثر من الإلتزام بمهنية سياسية وإعلامية من شأنها أن تبقي على بوصلة الحوار اتجاه الوطن.