النجاح الإخباري - هناك مقالة معروفة ظهرت في مجلة “الدماغ والسلوك، والمناعة” وهي عن الأبحاث التي كتبها توماس مكديد وزملاؤه في جامعة نورث وسترن، وقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات أقل من الميكروبات خلال مرحلة الطفولة كانوا أكثر حساسية، وعرضة أكثر للالتهابات والإجهاد عندما أصبحوا بالغين. وهذا يعني أن المزيد من الجراثيم التي نختبرها كأطفال نتيجتها أن يكون لدينا أجهزة مناعة أقوى عندما نكبر، وأن ردود فعلنا تجاه التوتر والإجهاد أفضل، ببساطة، التعرض للأوساخ يجعلنا أقوى جسديا ونفسيا.

 

إذا كنت تريدين منح أطفالك هذه المناعة عليك منحهم الفرصة للحصول على بعض القذارة (وحتى أكل أشياء غير نظيفة تماما) فذلك هو ما ينصح به الأطباء لتحسين مناعتهم على المدى الطويل وزيادة قدرتهم على مواجهة الإجهاد، إن أخذ الأطفال إلى “البرية” أو الحديقة العامة وتركهم يلعبون هو استراتيجية رائعة للصحة البدنية والنفسية.

لا تشعري بالقلق إذا قام طفلك بلعق مقبض عربة التسوق في السوبر ماركت، ولا تشعري بالهلع إذا تناول  قطعة الحلوى التي سقطت منه على الأرض وواصل أكلها. تذكري أن كل علماء الأحياء المجهرية يحذرون من أن النظافة الزائدة هي ما يضعف مناعة طفلك وتجعله يمرض كثيرا… الآن وعندما يكبر.

من المهم أن نفهم أن عددا متزايدا من الدراسات يربط ما بين العقل والجسد والروح، ومقاومة الإجهاد تكون عادة على المستوى النفسي (ما نفكر ونشعر به) والجسدي (الأعضاء الداخلية الصحية تؤثر على قدرتنا على تحمل الإجهاد) وتذكري أيضا أن هناك شيئا مهدئا في الطبيعة.

وذكرت مقالة نشرت في مجلة “سسينتيفيك أمريكان” أن المستشفيات التي لديها حدائق ذات مناظر طبيعية جميلة يقضي فيها المرضى أوقاتهم، أو حتى المرضى الذين تطل غرفهم على هذه الحديقة، من المرجح أن يشفى هؤلاء المرضى بصورة أسرع وأن يستهلكوا أدوية أقل لتسكين الألم. كما أن هناك ميلا للاعتقاد بأن الأطفال الذين يقضون وقتا أكثر في الطبيعة أقل عرضة للمشاكل السلوكية، ربما لأنهم حين يتحركون ويلعبون أكثر يصبحون أكثر تعبا في نهاية اليوم وينامون بصورة أفضل، أو ربما لأنهم حين يلعبون في الطبيعة يشعرون أن هناك قواعد أقل تفرض عليهم من الآباء الزائدي الرعاية، ممن لا يمكن لهم ترك أطفالهم يرتكبون الأخطاء ويتعلمون كيف يحلون مشاكلهم الصغيرة وحدهم.