غيداء نجار - النجاح الإخباري - تتمازج ذكرى شهيد فلسطين ورئيسها ياسر عرفات في ذكريات الناس، فلا يكاد يمر يوماً دون أن تسمع أحداً ذكر اسمه، أو صفاته، أو ما فعله لأجل شعبه عسكرياً وثورياً وسياسياً واجتماعياً، فلو جربت أن تسأل عجوزاً أو عجوزة عنه، فسيثقل قلبك بالذكريات الرائعة والمواقف الرائدة المعبقة بالمشاعر الحزينة.

منذ عام 2004 حتى الآن، لم يصدق أبناء الشعب الفلسطيني رحيل رئيسهم، فهذه الـ13 عاما لا تمر دون حشود وطنية تحزن في ذكرى رحيله معبرة عن ألمها وحزنها، أينما تحط قدماك، وأينما يقع بصرك، سواء في المؤسسات أو غالبية الشوارع، ترى صوره تزين المكان، مواقف الصور مختلفة، وتباين العمر مختلف، بينما التشابه يكمن في بزته العسكرية التي لم يخلعها قطعاً، والكوفية الفلسطينية عن رأسه، وكأنهما يربطانه بوطنه وشعبه اللذان دافع عنهما حتى آخر نفس له.

وبمناسبة الذكرى الثالثة عشر لاستشهاده تحدثنا في "النجاح الإخباري" مع بعض رفاق القائد ياسر عرفات، لنستذكر معهم أسمى المواقف التي عايشوها معه.

في مكالمة هاتفية مع عضو المجلس الوطني اللواء عبد الإله الأتيرة: "هذه مناسبة أليمة على قلبي، وعلى قلب كل من تعايش مع القائد البطل ياسر عرفات، فأبو عمار مَثَل حالة الفداء وتجسيد الهوية الفلسطينية، والسياسة البارعة على مستوى العالم، وهو الأب الحنون لكل الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "عندما كانت تأتي امرأة بحاجة للمساعدة لعلاج أحد أقاربها أو بحاجة لعملية حمل بالأنابيب وكان في حينها وضعه المادي غير جيد، كان يفعل اللازم ويوفر المساعدة، وكان يقول: تكاثروا ليكون عدد شعبنا أكثر من هؤلاء الذين هاجموا واغتصبوا بلادي".

وأشار الأتيرة إلى أن أبا عمار هو نعمة من الله للشعب الفلسطيني، متمنياً من الله أن يرزق الشعب الفلسطيني شخصاً كالياسر.

ونوه إلى أن أبو عمار كان رمز القضية الفلسطينية، فقد وهب حياته وعمل من أجلها، وذلك ‏لإيمانه بعدالة قضيته التي جعلته متمسكًا بها، وقد كان إيمانه عميق بالله والقضية، واثقاً بأن النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني.

وحول الصفات التي تمتع بها الياسر، يقول عضو المجلس الثوري في حركة فتح أمين مقبول: "عُرف بتواضعه، محبته، تفانيه للشعب الفلسطيني، وبإنسانيته الشفافة، ووطنيته الخالصة، وعقليته الإستراتيجية الدبلوماسية".

ويتابع: "أتذكره بقلبه الحنون، الذي كان يتسع لجميع أبناء الشعب، فعند غياب أحد أبنائه المناضلين عن ناظريه كان يفقده ويتساءل عن حاله، ويشاركهم همومهم الشخصية ويخفف عنهم، ويبث الأمل والسرور في قلوبهم، فصفة التفاؤل ملتصقة به في أقسى المراحل، قائلاً "إني أرى بصيصاً من الضوء في نهاية النفق المظلم".

ويردف: "أذكر عندما كان يحن شوقاً لرؤية ابنته زهوه، ومن شدة الحنين كان يذرف الدموع، كان يسعده أخبار انتصارات الشعب الفلسطيني ويفرح كثيراً كفرحة طفل بيوم العيد، ولن يمر على الشعوب مثل القائد أبو عمار".

وأكد مقبول أن أبو عمار كان يؤمن بقضيته ويشجع الجهاد، فعندما كان يسمع مناضليه يشكون تعباً، يقول لهم "إذا تعبتم، فلترسلوا لنا أبناءكم، فالمسيرة طويلة وتحتاج إلى أجيال حتى نحقق النصر".

ونستذكر وإياكم أروع الجمل التاريخية للشهيد الرمز: ”ليس فينا وليس منا من يفرط بذرة"، “لا تهتفوا لي بل اهتفوا لفلسطين والقدس.. بالروح بالدم نفديك يا فلسطين … على القدس رايحين شهداء بالملايين”،  “القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية والي مش عاجبو يشرب من بحر غزة”، “يريدونني إما قتيلا..و إما أسيرا ..وإما طريدا ..لاء أنا بألهم شهيدا.. شهيدا.. شهيدا”، ”سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس و أسوار القدس الشريف”، “هل هناك أحد في فلسطين لا يتمنى الشهادة، كلنا مشاريع شهادة"،  “هذا الشعب شعب الجبارين لا يعرف الركوع إلا لله تعالى”، ” لن يكتمل حلمي إلا بك يا قدس” ” يرونها بعيدة … ونراها قريبة … وإنا لصادقون”.

وعندما ننظر إلى مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك. نلاحظ المحبة التي يكنها الشعب الفلسطيني للرمز أبو عمار.