يحيى رباح - النجاح الإخباري - كل ذكرى لياسر عرفات زعيمنا السياسي الخالد وبطلنا التراجيدي العظيم، مثل ذكرى مولده او ذكرى استشهاده او ذكرى الرصاصة الأولى او الحجر الأول او المدماك الأول في بناء دولتنا المنشودة او الإعلان الأول عن قيام دولة فلسطين، تفتح القلوب والعقول الفلسطينية الى نقاشات جادة، واولويات متقدمة في انساقنا الوطنية، خاصة في هذه الأيام التي نتقدم فيها بخطى ثابتة في طريق المصالحة والوحدة وبناء نظامنا السياسي بسلطة واحدة وقانون واحد على قاعدة التعددية التي تحتكم الى الديمقراطية، وصولا الى دولتنا الحتمية التي هي غاية المنى وهدف الأهداف.

ونتذكر في مجال ذكرى استشهاد ياسر عرفات والاحتفاء بها في مهرجان مركزي في غزة يوم السبت القادم، كيف نجح ياسر عرفات في جعل شرعيتنا الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير هي جبلنا العالي وصخرتنا القوية التي تتحطم تحت اقدامها الحصينة كل الشرعيات الزائفة البديلة التي حاول اعداؤنا اقامتها في الطريق، ابتداء من روابط القرى، الى كل الانشقاقات والتجنحات، الى ايهام بعض الفصائل خارج الشرعية ان تسرق من هذه الشرعية ولو جزءا من بنائها الراسخ ويقينها الشامل بلا جدوى او طائل، ذلك انه عند عقد المجلس الوطني الأول عام 1964، وقيام منظمة التحرير الفلسطينية، فإن قيام المنظمة لم يكن سهلا، ولولا سعة الأفق والصبر على المكاره وجهود ياسر عرفات في جعل انتماء هذه الفصائل للمنظمة يعادل وجودها ويتيح لها الحصانة الوطنية، لكان الوضع اكثر صعوبة بمراحل، لأن هذه المنطقة التي تعج بالمشاكل والاختراقات والمستحيلات، ظلت لوقت طويل ضحية لانفلات الشرعيات الزائفة البديلة التي هي أدوات في يد الأعداء ليس الا.

واعتقد انه بعد تجربة السنوات السبع الأخيرة بالمنطقة، فإن الوعي يزداد بتثمين تجربتنا الفلسطينية، وتثمين قدرة الرئيس أبو مازن على قراءته الدقيقة لتداخل واشتباك الأولويات، وجهوده الخارقة حيث نجح في ان تكون اولويتنا وشرعيتنا هي حماية الذات الوطنية من مخاطر الانزلاق نحو الخيارات الزائفة والضجيج المفتعل والرقص المجاني في اعراس الآخرين.

شعب واحد رغم شتاته العظيم، وقرار واحد رغم صعوبات اجندتنا الفلسطينية، وهكذا تحل ذكرى استشهاد ياسر عرفات ونحن اكثر تماسكا وقوة وذهابا الى الهدف المقدس، وبوركت ذكرى شمس الشهداء ياسر عرفات.

[email protected]