وداد عورتاني - النجاح الإخباري -

  ما أن تدخل قرية "فرخة" حتى تشعر وكأنك تسكن فيها منذ مئات السنين، فطيبة أهلها ومحبتهم لبعضهم البعض تشعرك وكأنك فرد من أفراد هذه البلدة، حيث رائحة الزيتون والحمضيات تفوح في أرجاء المكان.

تقع قرية "فرخة" جنوب غرب مدينة نابلس وتبعد عنها حوالي 32كم، اذ أنها تتبع إدارياً  لمحافظة سلفيت، وتقع إلى جنوب غرب سلفيت على بعد 5كم منها، تقع على الحدود الإدارية لنابلس، ترتفع عن سطح البحر 600م،وتبلغ مساحة أراضيها العمرانية 240دونم. ومساحة أراضيها الكلية 5700 يحيط بأراضيها قرى قراوة بني زيد، مزارع النوباني، سلفيت، بروقين، ويزرع في أراضيها الحبوب والأشجار والزيتون والفواكه ولا سيما التين. 

تحدث أحد الناشطين والمتطوعين في القرية، السيد بكر حماد حول ميزة هذه القرية قائلاً: "أهم ما يميز قرية "فرخة" هي التعاونيات النسوية" والتي تسمى بأسلوب "المقارضة" قديماً، حيث تعتمد على مشاركة كل عائلة من 3-4 غنمات ويتم رعيها في الجبال ومن ثم أخذ حليبها وتجميعه عند امرأة من نساء القرية تقوم بصنع الالبان والاجبان من خلاله، ومن ثم يعود الدور في الاسبوع الاخر لإمرأة أخرى تقوم بنفس العملية، مما يجعل الفقير والغني على حد سواء قادراً على صنع وبيع الالبان والاجبان".
 
ويضيف حماد أن قرية "فرخة" تقييم في كل عام مهرجان خاصٍ بها، يحمل اسم "مهرجان فرخة الدولي"، والذي يصادف لهذا العام مهرجان فرخة ال25 سنة اليوبيل الفضي"." 
ويشير حماد الى أن سبب تسمية "فرخة" بهذا الاسم، نسبة الى سننان الرمح والذي يعرف بإسم فرخة، بالاضافة الى مقولة أخرى تقول: أن سبب  التسمية  لعلو القرية وشهرة طائر الفرخ سميت بذلك الاسم.
وتشتهر "فرخة" بزراعة اشجار الزيتون والحمضيات والتين والصبر وغيرها من الاشجار وذلك بسبب مساحة اراضيها والتي تبلغ 6,000 دونم.
حيث ان اهم من يميز زيت قرية "فرخة" هو وجود جمعية الزيت العضوي والتي تعمل على حراثة اراضي الزيتون واستخدام السماد العضوي دون اضافة اية مواد كيماوية لتلك الاراضي، حيث يتم انتاج زيت زيتون بجودة عالية "اكسترا" بالاضافة الى بيعه بأسعارٍ مناسبة وتصديره للخارج.    
أما بالنسبة للتعليم في قرية "فرخة" فمدارسها مختلطة لجميع المراحل العمرية للطلبة، مما جعل نسائها يمتلكن القوة والتفاعل مع الجنس الاخر في الجامعات وسوق العمل. 
 يذكر حماد أن هذا العام كانت نتائج الثانوية العامة مذهلة حيث كان النصيب الاكبر من التحصيل العالي لدى الفتيات.
وتحدث رئيس مجلس قرية "فرخة"السيد طلال الشريف الى أن مصدر الدخل الاساسي لقرية "فرخة" هو العمالة بالاضافة الى يقارب150 موظفٍ من أهالي القرية يعملون في الوظائف الحكومية بين مدارس، وصحة، واجهزة امنية بالاضافة الى انهم يعملون في القطاع الخاص والتجارة وايضا هناك مئة أسرة يعملون في اسرائيل.
 ويشير الشريف الى ان مشاريع القرية تقوم على تعاونهم مع جمعية الاغاثة الزراعية، حيث قاموا بتعبيد مسافات واسعة من شوارع القرية. 

ويذكر الشريف أن المهندس سعد داغر احد الناشطين البيئين في فلسطين، كان قد رشح قرية فرخة وبالتعاون مع شبكة القرى البيئية العالمية، اذ قاموا بدراسة وضع البلد مما جعلهم يقومون بدورات تدريبية دولية في  القرية ولمدة 14 يوماً، بمشاركة حوالي 40 متدربا محلي ودولي، حيث كانت تحتوي الدورة على كيفية اعداد القرى البيئية، مما تم اعطاء قرية "فرخة" لقب قرية بيئية وحيث تم انضمامها الى شبكة القرى البيئية العالمية. 
وبدوره نوه الشريف الى قيامهم  بمجموعة من الاعمال التطوعية والتي تشمل ترميم ومحافظة على المباني القديمة وذلك ايضاً بالتعاون مع مؤسسة الرؤية العالمية.  
 بالرغم من عدم تواجد المستوطنات حول هذه القرية "فرخة" الا انها تعاني من مشاكل الصرف الصحي من قبل الاستيطان، حيث أن مجاري ارئيل تصب  في المنطقة الغربية للقرية.
ويؤكد الشريف أن سر نجاح قرية "فرخة" هو تعاونهم  مع المؤسسات الداعمة لهم من أجل الحفاظ على الاستمرارية في عملهم نحو قرية بيئية جميلة.