المحامية سندريللا مرهج - النجاح الإخباري - كيم جونغ أون​ ​زعيم كوريا الشمالية​ يتحكم اليوم بسعر معدن ​الذهب​. أطلق صاروخه الباليستي العابر للقارات في شهر آب المنصرم؛ فمرّ فوق ​اليابان​. اختزّ العالم فارتفع سعر الذهب.
كلّما صرّح الزعيم الكوري مهدّدا أو شاتماً رئيس ​الولايات المتحدة​ الأميركية؛ انخفض سعر صرف ​الدولار​ الأميركي وبالمقابل ارتفع سعر الذهب. وكيم لا يترك وصفا وتهديدا الا

ويوجهه للرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ وهكذا يفعل هذا الأخير. إن بورصة الذهب تتأرجح معهما.
علاقة ودّ متبادل بين الذهب والحرب؛ عند اندلاع الحرب أو التهويل بها يرتفع سعر الذهب مقابل الهبوط في سعر الدولار. بينما العكس في حالات السلم.

أمّا بين الدولار الأميركي والذهب، فعلاقة تضادّ تاريخية. عند انخفاض سعر الدولار يرتفع سعر الذهب، والعكس صحيح.
في العام 1931 ​بريطانيا​ كانت الدولة الأولى التي تخلّت عن معايير الذهب في نظامها المالي. أي النظام الذي يحدّد قيمة العملة الورقية النقدية بالإرتكاز إلى سعر الذهب. تبعتها ​الولايات المتحدة الأميركية​ وبعدهما غالبيّة الدول الأخرى.

أصبح النظام المالي العالمي قائماً اليوم على قوة ​الإقتصاد​ وتبادل العملات. ولكن، ما زال الذهب رأسمالا للدول وللبنوك المركزية.

منذ مطلع العام 2010 بدأت المصارف المركزية في العالم تتحول من قوة لبيع الذهب إلى قوة لشرائه. بحسب المجلس العالمي للذهبفإنّ (WGC) ​روسيا​ و​الصين​ وبدءا من العام 2015 هما مَنْ تسجلان الحركة الأوسع بشراء الذهب. أسباب عديدة لهذا النهج العالمي المتزايد. الصراع على النفوذ هو السبب الأبرز طبعاً. يليه :

أوّلاً-لا يحقّ لأيّ دولة أن تطبع وتطرح في ​الأسواق​ المالية الأوراق النقدية من عملتها الوطنية بما يفوق قيمة احتياطي الذهب التي تملكه.

إذاً، مع كل ارتفاع لسعر الذهب، تتحرّر الدولة لناحية قيمة طباعة الأوراق نقدية.

ثانيا-يؤمن الذهب احتياطيا ضامنا للسوق المالي في حال انخفاض سعر العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية لا سيما الدولار الأميركي والينّ الياباني واليورو.

في كتابه الشهير "قوة الذهب، تاريخ هوس" يبحث الكاتب والخبير الاقتصادي بيتر بيرنشتاين عن تاريخ الذهب ورؤية مستقبلية لنظام النقد الدولي؛ بحيث أن الذهب بحسب دراسته سيكون الركيزة الأساس المستقبلية كملجأ مالي في حالات الاضطرابات؛ ولكن، حياته كعملة ووسيلة دفع قد ولت دون رجعة. هل يصحّ ذلك؟ ربما يستحق الأمر التفكير على المدى البعيد الى متى سيبقى نظام النقد الدولي "مدولراً"؛ أي قائماً على الدولار الأميركي؟!.

تبقى الولايات المتحدة الأميركية الدولة الأكثر تخزينا لاحتياطي الذهب بـ1308.5 طن من الذهب تليها إلمانيا بـ381.3 طن. ولكن اللافت أن الصين و​استراليا​ والولايات المتحدة وروسيا و​جنوب أفريقيا​ هم الدول الأكثر إنتاجا للذهب.

بين أفضلية التصدير أو التخزين في تلك الدول لغزٌ. استراتيجية الدول حيال الذهب نادرا ما تُعلَن بالكامل تماما كالحروب والأسلحة. لماذا يتكتّمون عن برامج الدول للذهب؟ لأن هذا المعدن الأصفر يتحكم بالسياسة والحروب وليس العكس، تماما كما ​النفط والغاز​ و​المياه​.

في اليابان "الذهب الأسود" تعبير للدلالة على الأساليب الملتوية في الحصول على المال.

ما يحصل في عالمنا العربي من العام 2010 حتى اليوم من حروب ودمار ليس الا ذهبا أسودَ للغرب، دَفعَ قُدماً عالم الذهب الأصفر وذلك بالدماء الحمراء العربية.