وداد عورتاني - النجاح الإخباري -  

ارتبط اسمها بمدينة نابلس ارتباطاً تاريخياً كالكنافة النابلسية، ف "التمرية" حلوى شعبية لأهالي المدينة.

داخل جدران البلدة القديمة لمدينة نابلس تجد أقدم صانع ل حلوى "التمرية"، وضاح البلبل يعمل منذ أكثرمن 30 عاما ًفي صناعة التمرية، فهو ورثها مهنة أب عن جد، مشيراً الى قيام ذلك المحل منذ 60 عاما وهو يبيع التمرية.

ويضيف البلبل على ذلك قائلاً: " "التمرية" هي ما أعتمد عليه من مصدر دخلي، حيث أنها تدر دخلٍ جيداً، خاصةً أن لها أوقات معينة تشترى بها".

ويتابع البلبل حديثه الى أن "التمرية" تشترى تحديداً في أوقات الصباح والمساء، وأيام الجمع، حيث ما يعتمد عليه أهالي المدينة في افطاراتهم الصباحية، بالاضافة الى أنه يتم تناولها في مناسبات خاصة كالاعراس والتي يتم تناولها صباحية العرس لاهل العريس كنوع من الأفطارات الصباحية فهي عادة متعارف عليها في نابلس.

فمكوناتها البسيطة المكونة من الطحين، والماء، بالاضافة الى حلوى "البالوزة" ومن ثم تشكيلها على شكل "البقجة" ومن ثم قليها بالزيت ما جعلها تمتاز بمذاقٍ شهي.

فأصل "التمرية" من الحلويات الفلسطينية الشعبية الرائجة فيها، حيث أن بعد نكبة العام 1948، هاجر أحد سكان قرية "تمرة"، وهي من قضاء عكا، إلى نابلس، وافتتح محلاً لصنع حلوى "التمرية"، وقد لاقت رواجاً كبيراً وإقبالاً عليها في المدينة، ومن ثم انطلقت من نابلس إلى سائر البلدان الأخرى.

ويذكر أن حلوى التمرية موجودة في مختلف البلاد العربية، إلاّ أنّ صناعتها تختلف في فلسطين والاردن  ولبنان عن البلدان الأخرى، حيث إنّه يتم حشوها بالتمر "العجوة" في بقية البلدان، بينما في لبنان وفلسطين تتكوّن فقط من السميد المطبوخ بالنشاء والماء، كما تختلف في نسبتها، باختلاف مصنّعيها، إذ لم تُعرف حتى اليوم هويّة البلد المصنّع الأوّل لها
  ولعل أكثر ما ينطبع في ذاكرة من يمضي في أزقة البلدة القديمة في نابلس: التمرية النابلسية، التي تنتشر محالها هنا وهناك، جنبا إلى جنب مع محال الكنافة وحلاوة الجبن والحلويات الشرقية الأخرى التي تتميز بها نابلس على وجه التحديد.

 

 

.