عنان الناصر - النجاح الإخباري - لا شك أن الفن الفلسطيني والموروث الثقافي حاضر في كثير من المحافل العربية والدولية وليس على الصعيد المحلي حيث المهرجانات الدولية التي تشارك بها فلسطين من غناء شعبي ووطني ودبكة وكورال ومجالاته المتعددة ضمن خطط حققت نجاحات ملموسة على صعيد ادراج الفن والثقافة الفلسطينية بالمحافل الدولية.

وانتشرت مؤخرا الدحية، في مختلف الأوساط الفلسطينية لتتحول لسحر لا يقاوم يتداولها الصغير الكبير وتستخدم في المناسبات الشعبية والرسمية والمناسبات الخاصة ولاقت رواجا وحضورا في الأعراس الفلسطينية الشعبية والحديثة أي سواء بالقاعات المغلقة مع أجهزة الدي جي والأجهزة الموسيقية أو بالمناطق المفتوحة والحفلات الشعبية البسيطة.

وبهذا الخصوص أكد الدكتور إحسان الديك المحاضر والمتخصص في الأدب الشعبي الفلسطيني لـ "النجاح الإخباري"، أن الدحية فن قديم له إيقاعه المتميز. وهي موروث بدوي أصيل وفن قديم متميز.

وحول أسمائها في الفن الفلسطيني، بين أنه يطلق عليها الأسماء التالية "الملعب" و"هلا بوي هلا" و"السامر" وكلها ضمن ذات التوجه ألا وهو الدحية التي لاقت انتشارا واسعا مؤخرا.

وعن سبب حضورها الملفت بين الديك، أن ذلك يعود لبساطة إيقاعها وتأثيرها الساحر في النفس، حيث تنتشر بين مختلف الفئات والأوساط وغدت جزءا من الحفلات الحديثة رغم انتشار الآلات الموسيقية لتأثير ايقاعها على الجميع.

بدوره، أوضح البروفيسور يحيى جبر، أن الدحية باللغة تعني أنها حكاية صوت ناتج عن التصفيق المصاحب لها مع الإيقاع.

وقال جبر في حديث لـ"النجاح الإخباري": "إن الدحية تسمى أيضا "الدحة" وهي مشهورة أيضا في شمال السعودية وتعتبر تراثا متجانسا مع الدول العربية المجاورة.

وبحسب ما رصده "النجاح الإخباري" من متابعات مع المواطنين والعمال وفنانين شعبيين فقد لاقت الدحية رواجا بين مختلف الفئات وأصبح الجميع يغنيها ويحتفي بها إراديا ولا إراديا.

وعمل موقع النجاح الإخباري على رصد بعض استخداماتها حيث استخدمت في مواقع ومدارس حكومية كانت بدايتها من مدرسة من جنوب نابلس بقيادة المعلمة بسمة عودة بتطويع التراث لأهداف تربوية بتعليم طالبات المرحلة الأساسية باستخدام الدحية.

 

إلى ذلك تميز الفنانان مؤيد البوريني وشادي البوريني بالدحية النارية "هذولا فلسطينية" لتكون كالنار في الهشيم وتنتشر انتشارا منقطع النظير لتغنى في مختلف الساحات والميادين والأعراس والمناسبات الثقافية والفنية.

الدحية لون من ألوان التراث

وبهذا الخصوص أكد الفنان مؤيد البوريني لـ "النجاح الإخباري" أن الأغنية الشعبية الفلسطينية لم تأت من فراغ وإنما امتداد للأغاني التراثية والوطنية الفلسطينية. فهي من ألوان التراث وكانت بالجنوب وانتشرت لتعم الوطن.

وحول فكرة أغنية "لو زغرد صوت البارود" قال البوريني: "إن الدحية نابعة من فكرة الأغنية الشعبية الوطنية الفلسطينية على امتداد ما تعرض له الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال حيث كانت تدخل الأغاني الوطنية الأفراح والمناسبات وخاصة أغاني الزجل والأغاني الثورية لا سيما في حفلات زفاف العريس.

وجاءت أغنية لو زغرد صوت البارود من باب تعزيز قوة الشعب الفلسطيني وتحديه للاحتلال كما كان انتشار أغنية "تعب الخيل وما تعبنا" نسبة لقوة الشعب وصلابته بالمطالبة بحقوقه.

وأوضح البوريني أن الاعتزاز بفلسطينيتنا ساهم بنجاح ورواج الأغنية وتحقيقها ملايين المشاهدات.

السهل الممتنع

وعن انتشارها الكبير واستنباط فكرتها بمواد وأغان مماثلة في مجالات البناء والزيتون، أكد أن رواج الأغنية يأتي من سهولة كلماتها وقربها من المواطن البسيط وانتشارها كان كالنكتة على سبيل المثال كما نشر بأغنية صوت الشاكوش وغيرها فقرب كلماتها من المواطن عزز برواجها ليغنيها مختلف فئات المجتمع كبارا وصغارا ولتصبح أغنية شعبية تلائم كافة الحفلات والمناسبات.

تعاون نحو التكامل

وعن تعاونه مع الفنان شادي البوريني أكد أن هذا التعاون يأتي من باب التكامل نحو الخروج برسالة فنية فلسطينية هادفة ذات بعد محلي وعربي وعالمي لاسيما وأن الأغنية الفلسطينية أصبحت لها مكانتها.

وقال "صحيح نحن من بلدة بورين وينسب لنا البوريني ولسنا أخوة ولكنا بالواقع أكثر من ذلك وعملنا مشترك ومتكامل حيث تأتي الفكرة من أحدنا ونعمل على ربط الموضوع سوية من حيث الكلمات الطرح والرد لنخرج بعمل فني متكامل.

 

قام الفنانان شادي البوريني و قاسم النجار بغناء دحية خاصة للمنتخب الفلسطيني بعد تأهله لتصفيات كأس أمم آسيا مؤخرا بفوزه على بوتان بنتيجة ساحقة.

 

إلى ذلك انتشرت مقاطع متعددة لصحافة المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بدحية العمال وعمال الباطون كجانب من جوانب الترفيه خلال ساعات العمل الشاقة.

 

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل تعداها لتصبح لكل فعالية أو مناسبة دحية خاصة بها كما أطلق الفنان محمد أبو الكايد مؤخرا دحية الزيتون.

 

كما انتشرت وغناها الفنان محمد عساف حين أحيا أمسية فنية على مدرجات روابي قبل نحو شهرين ولاقت انتشارا واسعا ومشاركات كبيرة على وسائل الإعلام الحديث.

مع العلم أنه وكما قال سابقًا البروفيسور يحيى جبر إن الدحة شهيرة بالسعودية والدول المجاورة وغناها فنانون كبار ومن بينهم الفنان الأردني

عمر العبدللات.