النجاح الإخباري - نشرت مجلة "شؤون دوليّة"، مقالاً للباحث ديمتري أدامسكي، تحت عنوان "روسيا والحرب اللبنانيّة "القادمة"، مرفقةً إيّاه بسؤال:"كيف يمكن لموسكو أن تستفيد من حرب بين إسرائيل وحزب اللّه"، يتضمّن قراءة استشرافيّة للدور الذي يمكن لموسكو أن تلعبه في حال اندلعت حرب جديدة بين اسرائيل و"حزب اللّه".

ورأى أدامسكي، أنّ "المُخطّطين الاسرائيليّين، شرعوا في التركيز على امكانيّة نشوب حرب جديدة بين "حزب اللّه" واسرائيل، وذلك بعدما استعاد الجيش السّوري السّيطرة على أجزاء كبيرة ومهمّة من البلاد"، مشيراً الى أنّه من بين الاسباب التي من شأنها ان تؤدّي الى نشوب هذه الحرب، تجاوز أحد الطرفين الخطوط الحمر الموضوعة من الجانب الاخر، استغلال احدهما ضعف الاخر للقيام بهجوم يضمن الخروج منه منتصراً وغيرها من الاسباب".

واعتبر أدامسكي في مقاله أنّ "المخطّطين الاسرائيليّين، يتساءلون عن الطريقة التي ستردّ بها روسيا في حال اندلعت المواجهة، خصوصاً ان اسرائيل نجحت حتّى السّاعة بالحفاظ على التسوية المؤقتّة مع الكرملين، لكن اذا تضارب الصراع مع المصالح الروسية، فإنّ موسكو ستساعد على تسوية التضارب، أو من شأنها ان تستغلّ هذه الحرب لتحسين موقعها ونفوذها في الشرق الاوسط". مشدّداً على أنّ "موسكو تفضّل أن يكون حضور ايران و"حزب الله" في سوريا لا مسرفاً في القوّة ولا في الضعف، كون الكرملين يريد ان يحافظ على ممتلكاته في ظلّ اي تسوية سياسيّة سوريّة مستقبليّة".

وأضاف:"اذا اندلع الصراع بين اسرائيل و"حزب اللّه" فمن المحتمل ان تترك موسكو "حزب اللّه" وايران ينزفان لاضعاف موقعهما الاقليمي، لكن ستسعى في المقابل، الى الحيلولة دون حصول انتصار اسرائيليّ تام، خصوصاً أنّها لا تزال في حاجة الى "حزب اللّه" كفاعل استراتيجيّ في المنطقة. وبالتالي، فإنّها تفضّل ان تكون الحرب قصيرة ومحصورة في لبنان، وتسمح لكلّ من اسرائيل و"حزب اللّه" بادعاء الانتصار بعد اللجوء الى موسكو للتوسّط بشأن نهاية القتال". معتبراً أنّ "الإبقاء على نوع من الاستقرار الهش في لبنان من شأنه أن يزيد في اعتماد كل الأطراف على روسيا، وهكذا يتم الحفاظ على ضرورة وجود روسيا في المعادلة".

وكشف ان "الحرب المقبلة بين إسرائيل وحزب الله ستكون متميزة بنظريات جديدة عن النصر تبناها الطرفان منذ حربهما الأخيرة. ولا يتوقع أن يقتصر حزب الله على توجيه وابل من الصواريخ ضد المدنيين الإسرائيليين مثلما فعل في الماضي. بل سيسعى كذلك إلى إلحاق الضرر بالآليات العسكرية الإسرائيلية إذ يمكن للتحسينات المدخلة على دقة ومدى صواريخ حزب الله وزيادة عددها أن تسمح له بضرب أهداف ذات أهمية عملياتية مثل القواعد الجوية الإسرائيلية أو المعدات المستعملة في جمع المعلومات، أو حتى تجمعات الجنود. كما يتوقع المخططون الإسرائيليون بأن ينفذ عدد قليل من الوحدات النخبوية عند حزب الله مناورات متطورة في الأراضي الإسرائيلية.

وتابع:"إسرائيل من جهتها، من المرجح أن تنفذ ما يسمّى بعملية ردعية أخرى، وهو خيارها الافتراضي خلال صراعات العقد الأخير، وقد سعت فيها في الغالب إلى إلحاق أضرار محدودة بأعدائها من أجل استباق جولات من العنف في المستقبل. ويمكن بدل ذلك أن يقع ما يسميه المخططون الإسرائيليون بـ"القرار على ميدان المعركة"، أو الانتصار غير المتنازع حوله على الأرض مصحوبا بصورة النصر. ولن تسعى إسرائيل إلى القضاء على حزب الله لكنها ربما تقترب من ذلك".

وأكّد أدامسكي أنّ "روسيا ستكون معنيّة بالحرب المقبلة أكثر من أيّ وقت آخر. فمازالت ردة الفعل الإسرائيلية الغريزية تتمثل في اللجوء الى الولايات المتحدة أثناء الأزمات، لكن تعطل الإدارة الأميركية الحالية وعلاقات الكرملين الإقليمية يمكن أن يجعلا موسكو طرفا أنسب في العيون الإسرائيلية، خاصة وأن إسرائيل أقامت معها عدة تبادلات عسكرية وسياسية".

(العرب اللندنية)